أكدت صحيفة يهودية أن مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية آمن، وأنها سوف تستمر
بعد عهد الرئيس حسني مبارك، مشيرة إلى أن الشائعات التي أطلقت مؤخرا حول وضعه الصحي
تسببت في إثارة مخاوف داخل تل أبيب حول مستقبل علاقاتها مع القاهرة.
وقالت
صحيفة "جويش كرونيكال" البريطانية -التي تعتبر أقدم صحيفة يهودية في العالم- إن
مبارك يحظى بمعجبين داخل إسرائيل لحفاظه على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في
أوقات الحروب والانتفاضات، مؤكدة أن "السلام البارد" لا يعتمد على "شخص" الرئيس،
ومن المرجح أن يستمر حتى بعد مبارك.
ونقلت الصحيفة عن جمال عبد الجواد، مدير
مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، القول: إن هناك إجماعا في النظام
المصري حول العلاقات بين مصر وإسرائيل. وتابع عبد الجواد أن العلاقات استمرت من قبل
على الرغم من تغير الرؤساء، مؤكدا أن الحفاظ على علاقات سلمية مع إسرائيل يعتبر
جزءا من مصلحة مصر القومية.
من جانب آخر، أشارت الصحيفة إلى أن أي رئيس
جديد من غير المرجح أن يكثف علاقاته مع إسرائيل، طالما ظلت القضية الفلسطينية عالقة
في طريقها المسدود، مضيفة أن تحسين العلاقات سوف يكون مكلفا جدا لأي قائد مصري في
ظل عدم إحراز تقدم على صعيد المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية.
وتابعت
الصحيفة أن مبارك حافظ على العلاقات الرسمية مع إسرائيل خلال توليه الرئاسة، وأعلن
صراحة أنه لن تكون ثمة حروب معها، فيما لم تنشأ روابط وثيقة في المجالات التجارية
والثقافية وأصبحت مفردة "التطبيع" من الموضوعات المحرمة.
ونقلت الصحيفة عن
ايلي شاكيد، سفير إسرائيل الأسبق لدى مصر، وصفه لمبارك بأنه شخصية ثابتة جدا وليس
ثوريا أو رجل إصلاح، مضيفا أنه قائد الأمر الواقع، الذي استمر في سياسات سلفه أنور
السادات.
وأضافت الصحيفة أن خليفة لمبارك من المحتمل أن يستمر في ممارسة
"اللعبة المزدوجة" التي يحترم فيها معاهدة السلام، بينما يحافظ على مسافة من البعد
بينه وبين إسرائيل، مشيرا إلى أنه لو كانت العلاقات مع إسرائيل حميمة جدا، لأضر ذلك
علاقات مصر مع الدول العربية.
ولفت شاكيد إلى أن جمال مبارك -نجل الرئيس-
يعتبر من الخلفاء المحتملين لوالده، وأيضا عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية،
فيما لم يستبعد السفير إمكانية أن تنتقل السلطة إلى جماعة الإخوان
المسلمين.
وقالت الصحيفة إن جمال كان قد صرح في حوار أجرته معه دورية "ميدل
إيست" العام الماضي، بأن مصر سوف تلتزم بالسلام تحت إمرته، حيث قال إن "مصر اختارت
وجهتها -وجهة السلام- منذ نحو 30 عاما، وليس لديها نية للتغيير.