"هما ياكلوا حمام وفراخ وإحنا الفول دوخنا وداخ".. لم تكن هذه شعارات حقد طبقي ضد الأثرياء بل كانت إحدى فضفضات ثورة الجياع التي اندلعت في أنحاء متفرقة من البلاد حيث نظم محتجون تظاهرات ضخمة، ليست سياسية هذه المرة، بل للتنديد بالارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخضروات التي تقودها "المجنونة القوطة" البندورة بعد ان قفزت أسعار بيعها إلى 15 جنيها ببعض المحافظات.
كما نظمت جبهة أحزاب المعارضة بالإسماعيلية وقفة احتجاجية بميدان الفردوس بوسط المدينة، ضد غلاء الأسعار استمرت نحو الساعة في حضور أمنى، حيث تم تطويق الميدان بسيارات وقوات أمنية.
وشارك في الوقفة أحزاب الناصري والتجمع والوفد والغد والجبهة وأفراد من جماعة الإخوان المسلمين وحركة كفاية وانضم إليهم عدد كبير من المواطنين الذين حملوا أقفاص العيش والأطباق الفارغة.
وردد المتظاهرون عدة هتافات تندد بالارتفاع المستمر والزائد لأسعار السلع الغذائية والخضراوات مثل "هما ياكلوا حمام وفراخ وإحنا الفول دوخنا وداخ"، "الأسعار نار نار مش لاقيين أى خضار"، ورفع المتظاهرون لافتات مكتوبا عليها "انتفاضة الجوع" و"احذروا ثورة الجياع" و"خذوا أجورنا واعطونا الطعام".
ولم تتوقف هوجة اشتعال أسعار الخضروات عند الطماطم وحدها بل أن أسعار الفاصوليا على سبيل المثال لا الحصر قفزت إلى 20 جنيها، في حين قفز سعر كيلو الباذنجان الذي يلقبونه بـ"الطبخة السوداء" إلى 12 جنيها فيما وصل سعر كيلو الثوم البلدي إلى 25 جنيها واستعاض عنه المستهلكون بالثوم الصيني الذي يباع بالرأس الواحدة والتي وصل سعرها جنيها ونصف الجنيه.
وتأتي موجة اشتعال الأسعار هذه على الرغم من الارتفاع الجنوني المقابل في أسعار اللحوم الحمراء التي وصل سعر بيعها في بعض الأحياء إلى أكثر من 70 جنيها في حين وصل سعر الدواجن إلى 16 جنيها للبلدي و13 جنيها للبيضاء، فالمعتاد أن ارتفاع أسعار اللحوم يقابله انخفاض ملحوظ في أسعار الخضروات لكن هذا ما لم يحدث في هذه المرة.
وفي مقابل هذه الارتفاعات الجنونية في الأسعار، أكد فيه د. مجدي راضي المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء في وسائل الإعلام أنه ليس لرئيس الوزراء علاقة بارتفاع أسعار الطماطم والباذنجان، مما يدفع الكثيرين للتساؤل عن من المسئول عن ارتفاع الأسعار وكيف يمكن مواجهتها.
ومن داخل الأسواق، أكد تجار وبائعو الخضراوات والفاكهة أن السبب هو قلة المعروض من الطماطم نتيجة موجة الحر التي أضرت بالمحصول، أما المستهلكون فيطالبون بوقف هذه المهزلة ومحاولة السيطرة علي الأسواق من جانب الحكومة لإغاثة محدودي ومتوسطي الدخل.
وأكد الباعة أن هناك حالة من الركود في حركة البيع والشراء والسبب في ذلك الارتفاع الرهيب في سعر الخضار خاصة الطماطم التي تخطى سعر الكيلو حاجز 10 جنيهات مما جعل محدودي ومتوسطي الدخل يعجزون عن الشراء أو يحاولون توفير كمية محدودة منها.
ورجح بعض التجار أن تكون موجة الحر الشديدة في شهر رمضان الماضي قد أثرت بشدة علي محصول الطماطم ودمرت كميات لا يستهان بها وكذلك تهالك معظم المحصول بسبب حشرات البياضة والعنكبوت التي أصابت الأوراق وجففت الثمار مع الحر الشديد.