الدراسة الجديدة للباحثين من جامعة مونتريال وجامعة لافال في كيوبيك بكندا وجامعة يويندي في الكاميرون «Université de Yaoundé» حول بذور الكاجو ««Cashew seed هي بالفعل دراسة مثيرة للاهتمام.
ووفق ما تم نشره في الخامس من يوليو (تموز) الحالي في النسخة الإلكترونية المبكرة من مجلة «أبحاث علم الأطعمة والتغذية الجزيئي» قام الباحثون بتقييم ما يشاع حول تأثيرات المواد المستخلصة من أشجار الكاجو على انضباط مرض السكري لدى المصابين به، وتحديدا مدى دور تلك المواد في تحسين استجابة الجسم لهرمون الإنسولين.
ومعلوم أن أكثر من 220 مليون إنسان يعانون من مرض السكري، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل سريع خلال العقود القليلة المقبلة. وتتمثل المشكلة في حصول ارتفاع في نسبة السكر بالدم جراء نقص أو عدم إفراز البنكرياس لهرمون الإنسولين، أو تدني استجابة الجسم لكمية هرمون الإنسولين التي يفرزها البنكرياس بالفعل.
إن العضلات هي من أهم أعضاء الجسم التي تعتمد على الإنسولين في تسهيل دخول السكريات إلى خلاياها. وما هدف إليه الباحثون هو دراسة تأثيرات المواد المستخلصة من أوراق أو لحاء سيقان أشجار الكاجو أو ثمارها أو بذورها في تسهيل دخول السكريات إلى العضلات.
وقال د. بييري حداد بروفسور علم الصيدلة بجامعة مونتريال والباحث الرئيسي في الدراسة: «من بين جميع المواد المستخلصة من الأجزاء المختلفة لأشجار الكاجو وجدنا أن المواد المستخلصة من بذور الكاجو فقط هي فقط التي تنشط بشكل مهم عملية امتصاص الخلايا العضلية للسكريات السابحة في الدم». وهو ما يعني - على حد قوله - أن لبذور الكاجو خصائص محتملة التأثير في انضباط مرض السكري «anti-diabetic». وأضاف: «دراستنا تدعم صحة التوجه في العلاجات الشعبية لاستخدام الكاجو في معالجة مرض السكري، وهو ما يمكن أن يستثمر علميا باستخدامه كمصدر لإنتاج أدوية جديدة لهذه الغاية».
أما المواد التي جرى الحديث عنها في الدراسة فهي مواد حمض أناكاردك «anacardic acid»، وهذه المواد ذات خصائص مضادة لنمو الميكروبات والسموم، ولذا كان أبسط استخدامات أشجار الكاجو من الناحية الطبية الشعبية في غانا وكوت ديفوار وغيرها من المناطق الأفريقية إضافة إلى أميركا الجنوبية هو في معالجة تجمع البكتيريا المتسبب بالتهابات خراج الأسنان «tooth abscesses»، ومعالجة بكتيريا السل، وتخفيف التهابات حبوب الشباب، ومعالجة الإسهال، ومقاومة تأثيرات قرص الحشرات والثعابين، وخفض حرارة الجسم. وتتركز هذه المواد المقاومة للميكروبات والحشرات في القشرة الخارجية لبذور الكاجو، ولذا تزال تلك القشرة لأنها سامة لو تناولها الإنسان.
وعلى الرغم من أن أصل منشأ شجرة الكاجو هو البرازيل فإن فيتنام تحتل اليوم المركز الأول في إنتاجه عالميا. والكاجو بالأصل هو من البذور وليس من المكسرات، حسب التعريف العلمي.
وتشكل الدهون نحو 40% من كتلة بذور الكاجو، وتمتاز بأنها دهون أحادية غير مشبعة، أي شبيهة بما هو في زيت الزيتون. أما البروتينات فتشكل نحو 20% من كتلتها. ويحتوي كل 30 غراما من بذور الكاجو على 180 كالوري (سعرا حراريا)، ويؤمن للجسم حاجته اليومية من النحاس بنسبة 40%، ومن الماغنسيوم ومن مادة تريبتوفان بنسبة 25%، ومن الفوسفور والزنك بنسبة 20%. وبالمناسبة تشير المصادر الطبية إلى أن لمادة تريبتوفان دورا إيجابيا في تسهيل الدخول إلى النوم، وأن أهمية النحاس هي في تسهيل استفادة الجسم من الحديد لإنتاج الهيموغلوبين، وأن استفادة الجسم من الكالسيوم لبناء العظام وفي تسهيل تخليص الجسم من «الجذور الحرة» الضارة بالشرايين والدماغ والبشرة والتي لها دور في نشوء الأورام السرطانية.
وكانت مجلة «صحتك» بالشرق الأوسط قد عرضت 13 يوليو (تموز) 2006 نتائج دراسة الباحثين من جنوبي أفريقيا حول دور الكاجو في تنشيط الجهاز العصبي المغذي للشرايين، وبالتالي في خفض مستوى ضغط الدم. وكانت مجلة «ضغط الدم» التابعة لرابطة القلب الأميركية قد نشرت تلك الدراسة في عدد يونيو (حزيران) من ذلك العام.
وعلى الرغم من أن الباحثين في هذه الدراسة لاحظوا الدور الإيجابي للكاجو في خفض ضغط الدم، فإنهم لاحظوا كذلك أن الإكثار من تناول الكاجو يرفع من نسبة سكر الدم، وهو ما حدا بالباحثين في هذه الدراسة نحو محاولة استخلاص المواد الخافضة للسكر بشكل مباشر من بذور الكاجو، كما لاحظ الباحثون في تلك الدراسة أيضا ارتفاع نسبة من تشكلت لديهم حساسية من الكاجو.
وقد سبق الحديث عن حساسية الكاجو في مجلة «صحتك» بالشرق الأوسط في عدد 16 أغسطس (آب) 2007 عند عرض دراسة الباحثين البريطانيين من مستشفى أدنبروك في كمبريدج حول حساسية الأطفال من الكاجو. وعلى الرغم من وجود خلاف علمي حول تأكيد سبب حساسية الكاجو فإن بعض المصادر العلمية تشير إلى أن حساسية الكاجو سببها مواد حمض أناكاردك والتي توجد أيضا في المانغو، وتسبب للبعض أيضا حساسية من المانغو.