قبل رمضان بيوم : يلتهم "عبد الكريم " قدر ما يستطيع مما لذ وطاب من أرطال الرز واللحم بحجة التخزين لأول يوم كون النهار طويل ومن ثم يتجه لممارسة عادته اليومية بالتسطح حتى يحين موعد اذان المغرب بتوقيت عمان وضواحيها ومن ثم يثب كالليث من الجنبية ليؤدي صلاة المغرب على عجالة حتى يستطيع سرقة " الريموت " من ابناءه مغتصبا حق ابنته في مشاهدة الإعادة الثالثة والثلاثين " للحلقة الأولى " من أحد المسلسلات التركية وكذلك حق ابنه في متابعة نهائي الدوري السنغافوري وحق زوجته كذلك بأخذ وصفة الملوخية من " فتافيت " وكل ذلك لمتابعة المؤتمر الصحفي لسماحة الشيخ هليل حول رؤية الهلال من عدمها وما أن يثبت الصيام في اليوم التالي يخرج مسرعا الى البرندة لا ليعلق الهلال والنجمة وإنما ليعلق شريطة برتقالية ليعلم الجميع وصول حالة الطوارئ إلى الدرجة " البرتقالية " !!
اليوم الأول : يصدر " عبد الكريم " قرارا رئاسيا باعفاء الكيا سيفيا من خدماتها طيلة الشهر الفضيل مستئجرا " بكم سياحي " لتلبية الطلبات المنزلية كون صندوق الكيا صغير والكميات المطلوبة لفطور عائلة مكونة من أربع أشخاص بحاجة الى بكم , وقبل خروجه إلى ال " shopping" في عز ال " shopp" ينادي زوجته أم سليم للتأكد من إنعقاد ما بين حاجبيه بصورة تأكد أن الأخ صايم وعايف حاله ومن ثم " يدق سلف " الى السوق ليبادر الجميع بكشرته التي " تقطع الخلف " وكون الأخ صايم وتلفان فإنه لا يحترم دور خبز ولا دور قطايف ويتعدى الجميع وإن سابه أحد أو قاتله ينزل الدين فجأة عليه قائلا " اللهم إني صائم " , ويعود للمنزل ويعطيها نومة لسبع ساعات حتى يضرب المدفع ومن ثم " والله صيام اليوم متعب جدا " !!
اليوم الأول " مساءا " : بعد أن ملأت العائلة جميع الفراغات الموجودة في جسمها من الطعام يصدر أبو سليم بيانا بقرب إقلاع البكم إلى صلاة التراويح فيخرج أبو سليم وحرمه المصون وسليم وكريم واختهم رنيم إلى الصلاة وكأنهم في صدد الذهاب إلى رحلة للغور , والناظر لأبو سليم وانجاله الكرام في الصف الأول " يطرقهم عين " على الإيمانيات المرتفعة لديهم لتكون المفاجأة بعد أسبوع في صلاة أبو سليم العشاء في منزله والقبض على سليم وكريم ضمن العصابة المسؤولة عن " قرقعة " المصلين بالفتيش تاركين أم سليم في حسرتها على فقدانها القعدة بعد أول أربع ركعات ومناقشة وصفات فتافيت وتوقعات نسوان الحارة لما سيحصل غدا في مسلسل الساعة العاشرة !!
اليوم العاشر : يتجه " عبد الكريم " لإتخاذ أجرأ قراراته في الشهر الفضيل بعزومة " الرحم " والتخلص من " الواجب " وقبل أن يستل السوني اريكسون من جيبته تحدثه نفسه " ما يفطر كل واحد بدارو , أنا عأيش بدي ألحق لما ألحق , أضعف الإيمان بدهم 200 ليرة , يالله ما هو واجب وبدنا نخلص منو " وما أن يستل الماخوذ ويتصل على أخته حتى يتغير السياق بشكل درامتيكي : " شلونك يختي كل عام وانتي بألف خير يا رب , مشتهيين نفطر سوا جيبي هالولاد وتعالوا افطرو عنا والله ولادك بفتحو النفس " وفي الجمعة القادمة تأتي الأخت المصون تقود فيلقها المكون من عشرة أفراد وبعد أن عاثوا في الصحون كالجراد تخرج عطوفتها " زعلانة " من دار أخوها " ول عليه في ناس تعزم عصنف واحد بس " !!
العشر الأواخر : يحيي أبو سليم والعائلة ما بقي من رمضان في تمشيط الأسواق بحثا عن لبسة العيد لأم سليم وابناءها وكون الجماعة مو عاجبهم العجب ينتقم منهم أبو سليم المغوار بأخذهم عنوة إلى السوق الأوروبية المفتوحة ليعطيهم درسا في " أن القناعة كنز لا يفنى " ...
يوم العيد : يلبس عبد الكريم بدلة المناسبات ذات القميص الأصفر والقرافة الخضراء ويقوم بواجب العيد على الأرحام حسب نظام " الخمس ليرات " واضعا الأطفال في صندوف البكم حتى يخلي الجو له وللمدام بتقاسم الغلة من المعمول " ولا حدا حوش " !!
قال صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
.....................................
اتمني ان ينال اعجابكم
.........
ابن غزة