"أهم مخاوفى بشأن الوضع فى مصر حالياً هو ارتفاع سقف التوقعات لدى المصريين، ولكنى لست متخوفاً من سيطرة الإخوان المسلمين على البرلمان"، هكذا عبر ميكولاش دزوريندا وزير خارجية سلوفاكيا عن تخوفاته بشأن ما يواجه مصر خلال المرحلة الانتقالية.
وأوضح دزوريندا خلال اللقاء الصحفى الذى عقد بسفارة سلوفاكيا أمس الخميس، أنه يجب على المصريين ألا يتوقعوا حدوث معجزة بين ليلة وضحاها، لأنه لا يوجد فوز دون ألم، محذراً من أن التوقعات والآمال الكبيرة قد تفسد السياسيين والأفكار، وأشار إلى أهمية مصارحة الناس بحقيقة الوضع.
وأكد أنه ليس متخوفاً من سيطرة الإخوان المسلمين، لأنه يؤمن بالديمقراطية، وقال "أتركوا الفرصة للإخوان للمشاركة والمواطنين هم من سيقرروا"، مضيفاً أن مصر تحتاج إلى الكثير من الإصلاحات، وبعد مرور فترة من الزمن الناس هم من سيقررون أى من الأحزاب يستطيع المساهمة فى تطوير التعليم والاقتصاد.
وشدد على أنه من المهم فصل الدين عن الدولة، مشيراً إلى أنه مسيحى كاثوليكى، ولكنه يعمل أنه من أجل مصلحة بلاده يجب عليه أن يفرق بين حياته كمؤمن وحياته كسياسى.
وقال دزوريندا، إن سلوفاكيا من الممكن أن تكون أفضل شريك لمصر خلال المرحلة الانتقالية، لما لديها من خبرات يمكنها أن تفيد من خلالها مصر، حيث قامت بلاده بتوفير بيئة صديقة للمستثمرين ورجال الأعمال، وقامت بتحرير التجارة ودخلت فى حوار مع الاتحادات التجارية، مما ساعد فى نمو سلوفاكيا اقتصادياً.
وأوضح أن سلوفاكيا ضمت شبابا ناشطين ولديهم دوافع قوية وحس بأهمية التغيير، مما ساعد فى دفع الاقتصاد وتحويل العملة الوطنية إلى اليورو.
وأشار دزوريندا إلى أنه فى بداية الثورة المصرية لم يكن الجميع متأكدين من إمكانية بناء ديمقراطية تعددية فى العالم العربى، ولكن بعد زيارتى لمصر أقول أن المصريين قادرين على بنائها وأنهم متحفزون لبناء مجتمع ديمقراطى من أجل مستقبل أفضل.
وأشار إلى أن المجتمع السياسى فى مصر سيتكون من أحزاب مختلفة لكنهم متوحدين فى العمل على بناء مصر.
وفيما يتعلق بإمكانية التعاون الثنائى مع وزارة الداخلية المصرية، قال إنه ناقش مع وزير الداخلية اللواء منصور العيسوى أهمية إعادة ثقة المواطنين فى رجال الشرطة، وأنهم يعملون من أجل المواطنين وليس من أجل النظام، ليس لتتبع السياسيين والناشطين، وأكد على أهمية الدور المدنى لوزارة الداخلية فى المجتمع خاصة فى حالة مواجهة كارثة ما، أو حماية المواطنين وممتلكاتهم.