شحاتة .. إنجازات تاريخية .. وإخفاقات أيضاً تاريخية
ا مع نفس المنتخب ونفس الجيل إخفاقات تاريخية لا يمكن إغفالها.
حقيقةً، لا أدري من أيهما أبدأ، من الإنجازات أم الإخفاقات .. ولكن يبقي السؤال .. من المسئول عن الاخفاقات؟ هل هو نفس الشخص الذي تنسب له الانجازات والانتصارات سواء المدير الفني او اللاعبين او حتي اتحاد الكرة المصري!
حقق حسن شحاتة مع جيل ذهبي لمنتخب مصر الكثير والكثير .. ثلاث بطولات متتالية لم يكن أشد المتفائلين يحلم بأي منها حتي وان كانت الأولي التي نالها علي أرضه وبين جماهيره عام 2006 ولكنه فعلها.
وغادر ذات المنتخب وذات الجهاز الفني الي غانا عام 2008 وسط حالة من التخوف بين جماهير مصر نظرا لتراجع مستوي الفريق غير الطبيعي اثناء خوضه للمباريات التجريبية قبل البطولة ولكنه عاد أيضا بالكأس بل وتخطي حواجز منتخبات قوية وفاز اداءً ونتيجة.
وبعدها بعامين، استمرت مسيرة هذا الجيل وهذا المدير الفني لتصل إلي أنجولا ويواصل تحطيم التوقعات التي أكدت صعوبة استمرار هيمنة الفراعنة علي الكرة في البطولة الأقوي علي مستوي القارة السمراء ولكنه للمرة الثالثة عاد بالكأس وأضاف الي رصيده نقاط سطرها التاريخ بالذهب.
كان عام 2010 نقطة فاصلة في تاريخ هذا الجيل وهذا المدير الفني، فقد انهي خلاله سلسلة الانجازات، وبدأ في نفس العام سلسلة الإخفاقات، فملك وسيد أفريقيا فشل في التأهل لكأس العالم في ذات العام الذي احتضنته جنوب أفريقيا بشكل درامي احبط غالبية هذا الفريق وجماهير مصر علي الرغم ان الخروج جاء في اواخر عام 2009 الا ان الحزن كان عميقا اثناء مباريات البطولة وعلم مصر ليس ضمن أعلام البطولة.
وتوالت هذا العام سقطات هذا الفريق ومديره الفني حسن شحاتة، ففي الخامس من سبتمبر 2010 بدأ منتخب مصر – حامل اللقب – التصفيات الأفريقية الحالية بتعادل علي أرضه مع سيراليون 1-1، ثم غادر الي النيجر بنقطة واحدة ليبقي عليها بعد هزيمته من منتخبها 1-0 يوم 10 أكتوبر 2010.
خسر منتخب مصر علي يد حسن شحاتة صاحب الانجازات من منتخبين ليس لهما تصنيف يذكر علي خريطة الكرة سواء العالمية او القارية، ليتأزم موقفه ويصبح علي مقربة من الخروج لأول مرة كحامل لقب لأمم أفريقيا وهو اخفاق تاريخي وليس انجاز تلك المرة.
وأنهي شحاتة عام 2010 بخسارة من قطر 2-1 في لقاء اعدادي، ثم جاءت مباراة جنوب أفريقيا الثالثة في تلك التصفيات لتضع المسمار الأخير في نعش الكرة المصرية، فالفوز فقط هو ما كان سيحيي آمال الجماهير وهذا الجيل ومدربه، ولكن جاءت الهزيمة الثانية علي التوالي مع أول مباراة رسمية من العام الحالي وبالتحديد 26 مارس بهدف دون رد.
وحافظ منتخب مصر – سيد أفريقيا - علي رصيد النقطة الواحدة وتذيل مجموعته منذ بداية التصفيات في واحدة من المفارقات التي قد لا تحدث كثيرا سواء علي مستوي القارة السمراء او غيرها .. فلم يتواجد من يدافع عن سمعته وتاريخه بعد ان سقطت آخر ورقة من شجرة الانجازات وتبدلت باخفاق الخروج المهين بعد تعادل مع اولاد جنوب افريقيا بالقاهرة.
وقد يتساءل الكثيرون .. ماذا لو فاز المنتخب المصري علي جنوب افريقيا في القاهرة وانعش اماله في التأهل .. هل كانت ستكون نفس النبرة التي نتحدث بها الآن؟؟
سأترك لكم الإجابة ولكن بعد مراجعة حال ومستوي المنتخب وإدارة حسن شحاتة لتلك المباريات، فهل كان الجمهور سيكون سعيدا اذا فاز منتخب مصر بهذا الشكل وهذا الاداء الهزيل الذي حزن له معظم المتابعين سواء داخل مصر او خارجها؟؟ لمن ستنسب تلك الإخفاقات مثلما تنسب الانجازات التي يتغني بها افراد سنوات وسنوات ويعيشون علي اطلالها!