تسبب تأخر دفع المخصصات المالية للسلطة الفلسطينية، والتى تم ترحيلها من جدول أعمال أكثر من اجتماع لوزراء الخارجية العرب خلال الأسابيع القليلة الماضية فى أزمة مكتومة بين السلطة الفلسطينية والعرب، وبدأت القيادات الفلسطينية فى تحويل القضية من الغرف المغلقة إلى الإعلام، حيث شنت حملة إعلامية انتقدت من خلالها تخاذل العرب فى دعم القدس.
واشتكى الفلسطينيون من قلة الدعم العربى الموجه للقدس، فى مواجهة الدعم اليهودى، وقال أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه "أمر مخجل أن السلطة الفلسطينية حتى الآن تواجه أزمة مالية حقيقية والقدس لا تجد الدعم الذى يمكن أن يوفر لها الحد الأدنى من ضرورة مواجهة هذا الهجوم العنصرى الاستعمارى الإسرائيلى".
وقال مصدر مطلع "لليوم السابع" إن الأزمة تزداد تفاقمًا فى ظل الضغط الإسرائيلى على السلطة الفلسطينية، مؤكدًا بالفعل وجود تخاذل عربى فى هذا الإطار على الرغم من أنه بعد المصالحة الفلسطينية لابد من تزايد الدعم لإنجاحها فى ظل انتقاد الغرب لهذه المصالحة.
وكشف المصدر أن حتى المؤتمر الدولى لدعم ومساندة القدس الذى تقرر فى قمة سرت الماضية أصبح فى طى النسيان، ولا أحد يتحدث عنه بحجة الأوضاع فى المنطقة، مؤكدا أنه كان الفرصة الأكبر لدعم القدس.
وربط المصدر بين هذا التأخر العربى فى دفع المخصصات بخطة جديدة للضغط على السلطة الفلسطينية للبدء فى مفاوضات مع إسرائيل خلال شهر يوليو المقبل وقبل التوجه إلى الأمم المتحدة، وهو ما ظهر فى موقف بعض دول الخليج مثل الإمارات التى رفضت خلال اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية الوزارية بداية الأسبوع الماضى إغلاق الباب تماما فى وجه مفاوضات السلام، مطالبة بترك فرصة للرئيس الأمريكى باراك أوباما للتحرك على الأسس التى أكدها فى خطابه.
وبدأت بالفعل تحركات غربية فى اتجاه الدفع بعملية السلام، حيث يلتقى الرئيس الفلسطينى محمود عباس اليوم، الأربعاء، بوزير الخارجية الفرنسى آلان جوبيه فى روما ويتوجه غدًا الخميس إلى إسرائيل ومن ثم يعود إلى الضفة الغربية وتأتى هذه الزيارة فى وقت تسعى فرنسا إلى تنظيم مؤتمر للأطراف المانحة للدولة الفلسطينية، وتحاول أن تضفى عليه بعداً سياسياً بحيث يساعد على إعادة إطلاق الحوار الفلسطينى – الإسرائيلى، خلال شهر يوليو المقبل.