تباينت ردود أفعال الأقباط المعتصمين أمام مبنى ماسبيرو بعد إطلاق مجموعتين من البلطجية الأعيرة النارية عليهم فى ليلة واحدة، حيث أطلق بلطجية فى حوالى السادسة مساء أمس أعيرة فأصابوا اثنان، وتم القبض على أحد البلطجية، وأطلق أكثر من 300 شخص النار على المعتصمين فى حوالى الثانية عشر مساء، من أعلى وأسفل كوبرى 15 مايو إضافة إلى قنابل المولوتوف، والحجارة ما أسفر عن إصابة 78 شخصا ما بين مسيحيين ومسلمين، وإحراق 11 سيارة.
أكد القمص متى فؤاد بكنيسة شبرا الخيمة، أن مجموعه من البلطجية تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 سنة أطلقوا من أعلى كوبرى 6 أكتوبر، فى تمام السادسة أعيرة نارية على المتظاهرين أدت إلى إصابة اثنان، والقى القبض على إحدهما وتم تسليمه إلى القوات المسلحة لاتخاذ الاجراءات القانونية وفى منتصف الليل أطلق عدد آخر من البلطجة ومعهم قليل من الشباب الملتحى الأعيرة النارية من أعلى كوبرى 15 مايو، كما قاموا بإلقاء قنابل المولوتوف، ما أدى إلى إصابة 78 شخصا وحرق 11 سيارة، ولم تحدث حالات وفاة".
وطالب"فؤاد" من قيادات الشرطة والجيش استخدام القوة والضرب بيد من حديد على كل من يحاول إحدث فتنة بين المسلمين والمسيحيين، وتعجب من الدور السلبى فى حماية الأقباط من البلطجية.
وأشار "فؤاد" إلى أن قوات الشرطة عندما شاهدت إطلاق الأعيرة النارية فروا هاربين، ولكن الامر اختلف عندما جاءت قيادات الشرطة التى أمرت بتبادل إطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحى، ما أدى إلى هروب البلطجية.
وقال فرج بولس أحد المعتصمين- والذى يعمل خدمة بالعيادة التى تم إنشائها أمام ماسبيرو لعلاج المصابين ـ أنه لا توجد أى إصابات خطيرة، وجميع الإصابات نجمت عن استخدام رصاص مطاطى، وخرطوش وحجارة وجميعهم حالتهم مستقرة.
ورأى فرج إن هؤلاء البلطجية من أتباع مباحث أمن الدولة، ويعملون تحت غطاء السلفين لإحداث فتنة بين المسلمين والمسيحيين، وتوقع عودتهم مرة أخرى، ولكن بعد أن يقل عدد المعتصمين.
من جانبه أوضح الدكتور ميشيل، أحد الأطباء بعيادة ماسبيرو، أن الإصابات تخطت 120 شخصا، ولكن جميعهم فى حالة مستقرة باستثناء حالتين تستدعيان نقلهما، إلى المستشفى، وقال إنه تم تسجيل بعض أسماء الذين تم علاجهم داخل العيادة، ومنهم "مينا إسحاق رزق"، و"ميلاد مرقص"، وجون محب "، و"مايكل صموئيل "، و"خالد حسين"، و"وليد مجدى "، و"جابر إسناده"، و"مينا عادل"، و"مدحت عوض"، و"ميخائيل صبحى"، و"ريمون منير"، "ورزق لطيف"، و"إبراهيم رشدى"، و"بولا رياض"، و"محمد سيد فتحى" مسلم (17 سنة)، ومن المتضامنين مع المعتصمين أمام ماسبيرو، والذى أصيب أثناء محاولته الدفاع عن المعتصمين.
واستنكرت فادية صبحى ربة منزل وإحدى المعتصمات الهجوم على الكنائس، وخطف بنات الأقباط – على حد قولها - وقتل الشباب، واعتقالهم، وأكدت أنهم معتصمون لحين تنفيذ مطالبهم الشرعية، مؤكدة أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى.
ووجه مجدى عشم كاتب ومن المعتصمين سؤال لمن يدعون وجود أسلحة داخل الكنائس: لماذا لم يستخدمها المعتصمين فى الرد على البلطجية، الذين اعتدوا عليهم أمام ماسبيرو؟ مؤكدا أن الثورة أضرت بالأقباط، وتسببت فى خطف العديد من بناتهم ونساؤهم على حد قوله.
وأكد "عشم" وجود العديد من التيارات الخارجية والداخلية التى تحاول العبث بأمن واستقرار الدولة، لأسباب كثيرة، وهناك عدد من السلفيين المتعصبين الذين لا ينتمون إلى المعتدلين أو الدين الإسلامى والمسلمين، وهم من فلول النظام السابق إلى جانب عدد من البلطجية والمؤجورين، مشيرا إلى عزمه التوجه بصحبة أقباط آخرون إلى منظمة حقوق الإنسان بجنيف لوقف ما يتعرض له الأقباط داخل مصر، مؤكدا أن الذين جمعوا توقيعات من أجل الحماية الدولية لا يمثلون الأقباط.
وقال، "رومانى خليل" أحد الشباب المعتصمين أنه شاهد مجموعة من البلطجية يستوقفون سيارة محملة بالمواد الغذائية، كانت فى طريقها إلى المعتصمين قبل سرقتها، ثم شاهد بلطجية يطلقون النار من أعلى كوبرى أكتوبر على المعتصمين، وشاهد آخرون يصل عددهم إلى 300 شخص تقريبا وتتراوح أعمارهم بين 18 و 22 سنة، وبينهم حوالى 10 يرتدون ثياب أبيض، ومطلقون اللحية متهما كلا من "أيهاب.ص" أحد أكبر بلطجية بولاق أبو العلا و"عاطف" وشهرته "الريس"، سبق اتهامهما فى العديد من أعمال البلطجة بتحريض البلطجية لإحداث الفتنة.