تباين آراء المحتشدين بالتحرير حول فكرة الزحف إلى رفحتباينت الآراء بين المواطنين المحتشدين بميدان التحرير
ما بين مؤيد ومعارض لفكرة المسيرات العشبية الحاشدة للزحف على رفح، والتى
دعت إليها بعض القوى الوطنية لمناصرة الشعب الفلسطينى فى كفاحه ضد العدو
الاسرائيلى .
وظهر جليا بالميدان العديد من الحلقات النقاشية بين
عشرات المواطنين حول فكرة الزحف إلى رفح، كل يحاول أن يقنع الآخر بوجهة
نظره ومدى صحتها فى جو من الحوار الديمقراطى الذى كان أحد ثمار ثورة 25
يناير.
أكد المعارضون لفكرة المسيرات الشعبية للزحف إلى رفح، حرصهم
على مناصرة الشعب الفلسطينى ودعمه فى سبيل حصوله على حقوقه المشروعة
والعادلة وضرورة رفع المعاناة عن سكان قطاع غزة، رافضين فى الوقت نفسه فكرة
الزحف إلى رفح لما لها من مخاطر محتملة وتداعيات قد تضر بالأمن المصرى.
وأكدوا
أن مصر الآن تمر بفترة دقيقة فى تاريخها لم تمر بها منذ عقود، والتى تتطلب
تضافر كل الجهود من أجل حمايتها، مؤكدين أن فكرة الذهاب إلى رفح ستشتت كل
القوى فلابد للجيش أن يحمى المصريين المتجهين إلى رفح ، فى حين لابد من
وجوده فى مصر من أجل حماية الجبهة الداخلية للبلاد.
وشددوا على خطورة
فكرة المسيرات الشعبية للزحف لإمكانية استغلالها من قبل سلطات الاحتلال
الإسرائيلى وإجبار مصر على الدخول فى مواجهة غير محسوبة، خاصة بعد أن أعلنت
العديد من الصحف الإسرائيلية عن قلق حكومة بنيامين نتنياهو من دعوة الزحف ،
مما قد يعطى الفرصة لإسرائيل للتزرع بأمنها والقيام بأية خطوات قد تؤثر
على الأمن القومى المصرى.
واستشهدوا ببيان وزارة الداخلية التى
أصدرته أمس لتأييد وجهة نظرهم؛ حيث طالبت الداخلية أمس جميع الأطراف بالنظر
بموضوعية إلى الظروف الحساسة التى تمر بها البلاد وأهابت بالقوى الوطنية
الداعية للمسيرات بإيقافها تغليبا للمصلحة العليا للوطن ودرءا لأى تداعيات
أو مخاطر محتملة قد تنتج عن ذلك التحرك.
ومن جهة أخرى،أكد المؤيدون لفكرة مسيرات الزحف إلى رفح أن من أهم ثمار ثورة 25 يناير تحقيق المصالحة الفلسطينية
التى أعادت إلى مصر دورها الإقليمى البارز أمام العالم أجمع وأثبتت مدى
وقوف النظام البائد حائلا أمام تحقيق المصالحة وقيامه بدور الشريك الآثم فى
قتل وحصار الأشقاء الفلسطنيين فى غزة.
وأضاف المؤيدون "أنه منذ 63
عاما تآمرت بريطانيا ووالمجتمع الدولى ممثلا فى الأمم المتحدة لتسليم
فلسطين إلى من سموهم بحفنة من عصابات اليهود التى ارتكبت المجازر وهجرت
وشردت أكثر من 400 ألف فلسطينى يمثلون نحو ثلث سكان فلسطين .. ومنذ ذلك
اليوم لم تتوقف المجازر الوحشية فى فلسطين من قبل جيش الاحتلال الصهيونى
الذى لم تتوقف مؤمراته كذلك لتفتيت وتركيع الأمة العربية كلها لتحقيق حلمها
من النيل إلى الفرات" .
وشددوا على أن الثورة المصرية ولدت لتعيد
الأمور إلى نصابها وكذلك تعم فائدتها للأمة العربية والإسلامية، مشيرين إلى
أن تحرير فلسطين سيبدأ من القاهرة من خلال تكوين دولة مصر القوية بمسلميها
وأقباطها متحدين فى وجه من يحاول إثارة الفتنة بينهم.