نظم المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط حلقة نقاشية حول "مستقبل جهود التسوية فى ضوء المصالحة الفلسطينية"، والتى تناولت أبعاد المصالحة الفلسطينية ومستقبلها، والموقف الإسرائيلى من المصالحة الفلسطينية، والمتغيرات الإقليمية، والموقف الدولى وتأثيره على المصالحة الفلسطينية.
أدار الحلقة السفير حسن عيسى مستشار المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، وكان ضمن الحضور، الدكتور عماد جاد رئيس تحرير مختارات إسرائيلية، والدكتور عبد العليم محمد مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، وصبحى عسيلة الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، والدكتور طارق فهمى رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، والدكتور حسن أبو طالب مدير معهد الأهرام الإقليمى للصحافة، والدكتور محمد مجاهد نائب رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، والدكتور محمد عبد السلام رئيس تحرير السياسة الدولية بالأهرام، والدكتور جمال عبد الجواد رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.
قال الدكتور محمد شفيق زكى رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن التوقيع على المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس ليست نهاية المطاف، حيث أن العديد من القضايا بين الطرفين تحتاج إلى جهود كبيرة لمواجهتها، وهى القضايا المرحلية التى سيتم فتحها تباعا، وتحتاج إلى تواصل الثقة بين الأطراف الفلسطينية حتى يمكن تجاوزها.
وأضاف شفيق، إن المتغيرات الإقليمية التى شهدتها المنطقة كانت من العوامل ذات التأثير المباشر على توجه أطراف الخلاف فى فلسطين إلى توقيع المصالحة، مؤكدا على أن نجاح فريق العمل الذى قاد المفاوضات التى تم التوصل فى نهايتها إلى هذه المصالحة، يؤكد على حجم الحضور والدور المصرى فى القضية الفلسطينية، وهو ما يدفعنا إلى أن نتوقع استعادة الدور الإقليمى المصرى وتأثيره على القضايا المطروحة فى المنطقة العربية بصفة خاصة، والشرق الأوسط بصفة عامة.
وأشار مدير المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إلى أن نجاح المصالحة الفلسطينية يتطلب متابعة وتقدير أبعاد التحركات الإسرائيلية والأمريكية بعد عدم إبدائهما للارتياح، عقب نجاح المصالحة الفلسطينية، وأن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ستضغط على الأطراف الفلسطينية خلال المرحلة القادمة لإفشال المصالحة، وتفريق الصف الفلسطينى مرة أخرى، وهو ما يتطلب موقفا عربيا جماعيا، وجهودا مكثفة لجذب رأى عام عالمى داعم ومساند للفلسطينيين وموقفهم فى مواجهة هذه الضغوط.
من جهته قال الدكتور طارق فهمى رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن التفكير الإسرائيلى المسيطر فى دوائر صنع القرار هو "كيف نعمل على إفشال المصالحة"، وإسرائيل ستعمل على ذلك جاهدة من خلال الدبلوماسية الاستباقية، أو إفشال مخطط الدولة الفلسطينية، أو تخيير الرئيس أبو مازن إما أن يختار السلام أو المواجهة مع إسرائيل، وإسرائيل بالطبع لن تتفاوض مع عباس وحماس تشترك فى الحكومة الفلسطينية، وفى صنع القرار الفلسطينيى، لأن إسرائيل دائما ما تصفها بأنها منظمة إرهابية، وهذا كان واضحا فى زيارات نتنياهو لدول العالم وترويجه أن حماس منظمة إرهابية.
وأضاف فهمى أن خيار تولى سلام فياض الحكومة الفلسطينية بعد المصالحة، باعتباره شخصا مقبولا لم يعد، بعدما رفضته إسرائيل وشعرت منه بمواقف وطنية، وأنه منحاز للقضية الفلسطينية.