أكد د.محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، أن مصر هى مفتاح الأمة العربية ومرآة عافيتها، مضيفا أنها استردت صحتها وستعيد المشروع المستقبلى لتحرير القدس، موضحا أن الثورة أثمرت عودة مصر إلى دورها العربى.
ذكر بديع فى رسالته الأسبوعية بعنوان "فلسطين فى عهد جديد"، أنه من حق الجماهير التى خرجت بالملايين فى ثورة سلمية، يحميها جيشها البطل، الذى أوفى وما زال فى القيام بدوره التاريخى فى حراسة الوطن وحماية ثورته، أن تتصدى لكل إفساد لحق سابقاً بقضية فلسطين، ومن حقها كذلك وقد توحدت على هدفها الثورى فى التغيير الذى قدمت فى سبيله، من التضحيات الجسام، والشهداء الأبرار، أن تقف اليوم الموقف الجاد من قضية الأمة الإسلامية، وحق الشعب الفلسطينى بأن يتحرر كبقية شعوب العالم، مضيفا أنه من حق الثورة المصرية الآن أن تنادى بتحرير كل شبر من الأرض الإسلامية، فى العراق وأفغانستان كما هو موقفها من فلسطين سواء بسواء.
وذكر المرشد أن الثورة المصرية لم تكن ثورة على النظام فحسب، وإنما ثورة داخلية على القمع والإذلال والتخويف والتجويع والتيئيس، وثورة خارجية بالمكانة الرائدة فى الالتحاق بالعمق العربى وأداء الدور القومى، بعد ثلاثين سنة ظلت مرهونة بسياسات المشروع الأمريكى الصهيونى وكامب ديفيد الاستسلامية، مستشهدا بما وصفها بالفضائح المخزية التى ظهرت من عقود بيع الغاز للعدو بخسارة سنوية تبلغ 3 مليارات دولار، مضيفا أن الشعب الفلسطينى بإمكانه اللحظة أن يعلن عن بداية مرحلة جديدة للنهضة العربية، تتسارع فيها الخطى لتحرير فلسطين والأوطان الشقيقة المحتلة والقضية الفلسطينية هى القضية المحورية الإيمانية القرآنية.
وطالب المرشد أن يقف الجميع صفا ضد قضية التطبيع التى أدت إلى استقرار العدو، وإنهاء قضية تأمين حدود الصهاينة وقتل المتسللين إلى العدو، وإلغاء قضية المصالح الاقتصادية مثل الكويز وتصدير الغاز، داعيا للعمل الجاد لإتمام فتح معبر رفح بشكل دائم، وإعادة النظر فى اتفاقية كامب ديفيد لتعرض على مجلس شعب منتخب ليقول رأيه، وحماية إنجاح المصالحة الفلسطينية، فإذا كان الاحتلال لا يفهم إلا منطق القوة، فليكن الفلسطينيون أقوياء، ومصدر هذه القوة اليوم هو المصالحة والتوحد لإنهاء حالة الانقسام، ثم فى الانتفاضة الشعبية التى تنهى حالة الاحتلال، وعودة الأقصى.
وقال "إن من أهم مكتسبات الثورة المصرية أنها فجرت ينابيع الحرية والعزة والكرامة، لدى شعوبنا العربية والإسلامية، وأعادت إليها الإحساس بالأمل من جديد، وأعطتها نموذجاً راقيا فى قدرتها على انتزاع حريتها ودحر الطغاة، خاصة فيما نراه من صحوة حقيقية لقيام الأمة بدورها نحو قلبها النابض (فلسطين)، حتى تحقيق التحرير الأكبر لأوطاننا الإسلامية، من كل سلطان غاشم ظالم قاهر، وإقامة أنظمة عادلة رشيدة".
وأضاف أنه لا يوجد ما يمنع أن تجمع الروح الواحدة بين الشعب المصرى فى ثورته، وبين مشاعر المواطن الفلسطينى الثائر فى داخله، فألهبته قوة على قوة، فكانت فلسطين كلها صوتاً واحداً للثورة المصرية، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية اكتسبت بعداً جديداً بعد الثورة المصرية.
واختتم بديع رسالته بأنه لن تكون الحماية للصهاينة بعد اليوم، ولن تبقى فلسطين دون ظهيرها القوى مصر، ولن تبقى غزة محاصرة أو متسولة، وبهذا الأمل تعود الثقة بالنفس لدى الشعب الفلسطينى نحو ترتيب البيت الداخلى، فى إطار تصالحى فوق القوى والفصائل، مضيفا أن المجلس العسكرى حقق فى خطوة جريئة إنهاء حالة الانقسام والتوقيع على المصالحة من الجانبين، وهو إنجاز جديد لمصر ممثلة فى مجلسها العسكرى، الذى يسعى على تهيئة الأجواء أيضاً لفتح معبر رفح بصفة دائمة بعد طول إغلاق، حرم الأمة من 3 مليارات من تجارة حرة، فيها الضمان فى أن تعود أرباح العرب للعرب.