دعوة لضبط النفس والحوار وخلافات في مجلس الأمن بشان اليمن
دعا مجلس الأمن الدولي الحكومة والمعارضة في اليمن إلى ضبط النفس وبدء حوار سياسي للتوصل إلى حل للأزمة التي تمر بها البلاد.
لكن المجلس فشل في صياغة بيان نهائي بسبب الخلافات بين أعضائه.
وقال السفير الألماني في المجلس الذي دعا لعقد الجلسة "لقد عبرنا عن
القلق بشان الوضع المتدهور في اليمن. لقد دعونا لضبط النفس وناشدنا الأطراف
بالدخول في حوار".
وأضاف "عبر معظمنا بصراحة عن دعمه لجهود الوساطة التي يقوم بها مجلس التعاون الخليجي".
من جانبها قالت سفيرة الولايات المتحدة في المجلس
سوزان رايس للصحفيين "شدد العديد من الوفود، بما فيها وفدنا، على ضرورة
إنهاء العنف و(تبني) عملية سياسية تسفر بسرعة عن انتقال (للسلطة) موثوق
به".
ودعت كل من المانيا ولبنان المجلس إلى إصدار بيان لكن بعض المبعوثين اعترضوا على الأمر، حسبما نقلت وكالة رويترز عن مصادر دبلوماسية.
على صعيد التطورات الميدانية، لقي ثلاثة متظاهرين
يمنيين حتفهم الثلاثاء، اثنان منهم في صنعاء والثالث في تعز، كما أصيب 65
آخرين بالرصاص الحي في ساحة التغيير في صنعاء حسب مصادر طبية.
وأفادت مصادر بالمستشفى الميداني في الساحة أن حوالي 1200 شخصا أصيبوا
بحالات اختناق وتسمم جراء استخدام الغاز من قبل قوات الأمن، كما أصيب عدد
من الجنود عندما قذفهم المتظاهرون بالحجارة.
كما قال شهود عيان في تعز أن قوات الأمن اطلقت الذخيرة والغاز المسيل للدموع "دون تمييز" على المتظاهرين.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن العاصمة صنعاء
شهدت أيضا مظاهرة مؤيدة للرئيس صالح، حيث هتف أنصاره تأييدا لما سموه
"الشرعية الدستورية".
ونقل مراسل بي بي سي في اليمن عبد الله غراب أن
قوات الأمن أفرجت في وقت متأخر من ليل الثلاثاء عن طاقم طبي مكون من ستة
اشخاص بينهن أربع طبيبات بعد حوالي خمس ساعات من احتجازهم في مكان مجهول.
وكان الطاقم الطبي يسعف المتظاهرين المصابين بعد
الهجوم عليهم من قبل القوات الحكومية ومسلحين من أنصار الحزب الحاكم بالقرب
من مبنى وزارة الخارجية في صنعاء.
يذكر أن أكثر من 100 شخص لقوا حتفهم في المظاهرات التي تشهدها اليمن منذ شهرين والمطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح.
وكان صالح، الذي يحكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود،
قال في وقت سابق إنه مستعد لتسليم السلطة، لكنه اشترط أن يكون ذلك التسليم
"لأياد آمنة".
وحذر صالح من احتمال نشوب حرب أهلية في البلاد إذا أجبر على التنحي عن السلطة.
وفي موضوع متصل، قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة
-ومقره في جنيف- إن 26 طفلا على الأقل لقوا حتفهم في الاضطرابات التي
شهدتها اليمن خلال الشهرين الماضيين.
وقالت ماريكسي ميركادو المتحدثة باسم اليونيسيف "في اليمن أكبر عدد من الأطفال الذين قتلوا أو جرحوا بسبب اضطراب سياسي في المنطقة".
في هذه الاثناء، أسس النواب البرلمانيون الذين
انشقوا عن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم حزبا سياسيا جديدا يدعو إلى تنحي صالح
حسب بيان صادر عنهم.
وتضم كتلة العدالة والتعمير وزراء ونواب سابقين
انشقوا عن الحزب الحاكم احتجاجا على رد الفعل العنيف من قبل السلطات على
المظاهرات المناوئة لصالح.