قوات الامن السورية تعتقل نشطا يساريا رغم رفع حالة الطواريء
قال مدافعون عن حقوق الإنسان إن الشرطة السورية اعتقلت في وقت مبكر يوم
الاربعاء شخصية يسارية معارضة الامر الذي ينبئ بأن مشروع المرسوم التشريعي
الذي أقرته الحكومة برفع حالة الطوارئ لن يمنع التضييق الامني.
وأقرت الحكومة السورية يوم الثلاثاء مشروع قانون يقضي برفع حالة
الطوارئ في البلاد بعد قرابة نصف قرن من فرضها وذلك في تنازل من جانب
الرئيس السوري بشار الاسد في مواجهة احتجاجات حاشدة اخذة في التصاعد ضد
حكمه الشمولي. وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان أكثر من 200 شخص
قتلوا.
لكن خطوة رفع حالة الطوارىء اقترنت بتشريع جديد يلزم السوريين
بالحصول على اذن حكومي للتظاهر. واستمرت الاحتجاجات التي تتسم بالتحدي كما
كانت هناك اعتصامات في عدة مناطق الليلة بالماضية.
وقال وسام طريف وهو مدافع عن حقوق الانسان ان احتجاجات نظمت في حي
الزبداني بدمشق في وقت متأخر يوم الثلاثاء. وأظهرت لقطات فيديو على موقع
يوتيوب محتجين يرددون "الشعب يريد اسقاط النظام" الذي كان الهتاف الرئيسي
خلال الثورتين التونسية والمصرية.
واعتقل أفراد من فرق الامن السياسي محمود عيسى وهو شخصية يسارية بارزة من منزله في حمص قرب منتصف الليل.
وذكر نشطاء في حقوق الانسان ان قوات الامن قتلت بالرصاص 20 على
الاقل من المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في مدينة حمص خلال اليومين
المنصرمين.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان في تصريحات
من بريطانيا ان عيسى سجين سياسي سابق بارز واعتقاله بعد ساعات من الاعلان
عن مشروع قرار لرفع حالة الطواريء يستحق الشجب.
وأضاف ان رفع حالة الطواريء المفروضة منذ 48 عاما تأخر كثيرا لكن
هناك مجموعة اخرى من القوانين يجب الغاؤها مثل تلك التي تعطي قوات الامن
حصانة من المحاكمة والتي تعطي المحاكم العسكرية حق محاكمة مدنيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك تونر يوم الثلاثاء
ان القانون الجديد الذي يلزم السوريين بالحصول على تصريح للتظاهر يجعل من
غير الواضح ان كان مشروع قانون رفع حالة الطوارئ سيؤدي فعلا الى تخفيف
القيود.