bosy نائب المدير
الدولة : مصر عدد المساهمات : 13492 تقيم المشاركات : 0 تاريخ التسجيل : 19/04/2010 العمر : 35
| موضوع: خالد توحيد يكتب : الوزير لا يريد لي أن أخدم مصر .. الشكر يا صاحب المعالي ! الأربعاء أبريل 20, 2011 8:20 pm | |
| خالد توحيد يكتب : الوزير لا يريد لي أن أخدم مصر .. الشكر يا صاحب المعالي ! ** البسطاء من أمثالي.. يطلقون العنان لخيالهم، ويتركون الأحاسيس والمشاعر الفياضة تتحكم فيهم، فيعيشون في أحلام كبيرة، تتحول في النهاية إلي أوهام كبيرة أيضا.. فتصيبهم الدهشة، ويتملكهم الإحباط، والسبب في الأول والآخر.. مصر!لا تتعجبوا كثيرا.. فمصر هي الرهان الدائم لأمثالي دون غرض أو هدف.. وسأبقي هكذا ولن أتغير مثلما كنت قبل 25 يناير، وبعده أيضا.. فهي ستبقي الحب الأول، والأخير.. والكبير دون انتظار لمقابل مثلما يفعل البعض.. من طلاب السلطة، وراغبي الشهرة، والباحثين عن دور.. وهم ـ بكل أسف ـ كثرة في هذه الأيام!!وراء السطور السابقة قصة مثيرة.. اخترت أن أحتفظ بها لنفسي لأيام، ولكني وجدت أن الصمت حيالها لا ينبغي أن يستمر طويلا، بعد أن نقلت الصحف في الأيام الأخيرة بعض التفاصيل الخاصة بالوزير بطل القصة التي أتحدث عنها.. وإليكم التفاصيل.منذ وقت طويل.. كنت أتأمل الواقع الذي نعيشه بعد ثورة 25 يناير، وكنت أرى دوما أن كل واحد فينا عليه الكثير من الأدوار، التي يمكن أن يقوم بها، ليسهم بأي صورة في خروج مصر من المشكلات التي تدافعت عليها من كل جانب، وبحكم أن واحدا مثلي يمتهن العمل الإعلامي في وسيلتين مختلفتين ـ الصحافة والتليفزيون ـ يمكن أن يؤدي دورا ما، قد يساعد بشكل أو آخر حتى لو كان بسيطا، فوجدت ـ قبل أسابيع قليلة ـ الحملة التي أطلقتها وزارة المالية لدعم اقتصاد مصر، وهي حملة كانت تستحق الاهتمام الواسع، لثلاثة أسباب.. الأول: الحاجة الماسة لمردود هذه الحملة في ظل ظروف شديدة الصعوبة، تتطلب بحق تكاتف الجميع، والثاني: هو تحريك الناس لاتخاذ مواقف ملموسة، وإيجابية تجسد ـ فعليا ـ ما يقال بالكلام عن حب مصر.. حتى لا يصبح حب البلد مجرد ظاهرة صوتية يحلو للبعض ممارستها كل يوم دون ملل أو كلل، والثالث: كون الحملة جاءت برقم حساب يمثل قيمة كبيرة عندنا، وكان 25/1/2011.لا أنكر أني تفاعلت لأبعد درجة مع الحملة، واعتبرت أنني أحمل علي أكتافي واجبا وطنيا ضروريا، خاصة مع اعتقادي ـ بكل تواضع ـ في قدرتي علي التأثير في جمع من الناس، بحكم العمل الإعلامي، وبوجود الوسيلة التي يمكن الإطلال بها علي الناس.. وهي شاشة التليفزيون.كانت فكرتي البسيطة أن أذهب إلي البنك المركزي، وأكون واحدا من المتبرعين في هذا الحساب.. وهنا أتحول إلي مواطن عادي جدا حاول أن يفعل قدر ما يستطيع لخدمة بلده، حتى لو كان حجم مساهمته بسيطا، ومتواضعا.. مهما كان الرقم المقدم مني، وهو هنا ليس له "محل من الإعراب" عن أي شيء، باعتباره ـ في تقديري الشخصي ـ جزءا من دين ضخم علينا الوفاء به طائعين للبلد الذي سيبقي أفضاله علينا إلي آخر يوم في عمرنا.كان التبرع هو الخطوة الأولى، والتي كان من المفترض أن تتلوها خطوة أخري، هداني إليها تفكيري بأن يخرج وزير المالية ـ وهو المكلف بهذا الملف ليس بحكم المنصب فقط، ولكن لكونه الذي بدأت الفكرة من عنده، وهو الذي تحدث عنها للصحافة والإعلام حين جرى العمل على إخراجها للنور ـ ليقوم بالحديث عن الحملة من خلال البرنامج الذي أتولى تقديمه، وهو في تقديراتي الموضوعية، يملك قاعدة مشاهدة، وجماهيرية هي الأعلى علي الإطلاق بين كل المنافسين، وكان تفكيري أن أبرز الإيصال الذي قمت من خلاله بتقديم المساهمة البسيطة، أمام المشاهدين، مع تأكيد الضيوف الموجودين علي نفس المعني، وإعلانهم ـ طائعين ـ عن نيتهم المساهمة، مما يشجع كثيرا من المشاهدين علي أن يتخذوا الخطوة نفسها، مما يجعل الحملة تحقق المطلوب منها من أجل مصر.المهم أن موعد أول ظهور لي كان يوم الجمعة، وقبل الموعد رحت أفتش عن رقم هاتف الوزير، وبالفعل حصلت عليه، ولم يكن مجرد رقم عادي، بل كان رقم هاتفه المحمول، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بشرني من أعطاني الرقم بأن الوزير يرد علي كل المتصلين بنفسه، وفي أي وقت.. والحقيقة أن هذه الكلمات كانت وحدها كفيلة بمنحي جرعة من التفاؤل والسعادة الرهيبة، ليس فقط لأن حلمي بتقديم أي شيء لمصر، سيصبح حقيقة، ولكن لأنني أحسست ـ أيضا ـ بأن ما كنا نراه من المستحيلات صار واقعا نعيشه، حيث من المفترض أن يكون المسئول خادما للشعب، مكانه بين الناس، قريبا منهم، لا ينفصل عنهم، ويعمل ـ دوما ـ من أجلهم، فما بالنا والوزير يرد علي هاتفه المحمول.. مش معقول!!؟معروف طبعا أن المسئول في مصر.. كان وسيبقي، معزولا عن الناس.. لا فرق بين وزير ومسئول في حي، وأتحدى أن يتمكن أحد من الوصول بسهولة إلي مسئول في أي موقع من المواقع.. حتى لو كان رئيس الحي.. أو حتى أقل منه، هو تراث يا سادة، لن يكون من السهل أن يتغير لأن الناس في مصر يعتبرون المنصب نوعا من المكافأة.. بدليل المسخرة التي تنشرها الصحف عندما يتقلد أحد الأشخاص منصبا جديدا، حيث تنهمر التهاني بتوليه المسئولية.. منتهي التخلف طبعا!!قمت بالاتصال بالوزير.. مرة ثم الثانية، وفي الثالثة جاءني رد من صوت نسائي سمع ما قلت شارحا ما أريد، وكنت شديد الحرص علي توضيح أن الموضوع كله من أجل حملة دعم الاقتصاد المصري، وأكدت علي المعنى أكثر من مرة، لأنني في الأساس لست ممن يعنيهم التواصل مع المسئولين، أو القرب منهم مثلما يستهوي الأمر الكثيرين غيري.. فكان الرد أن الوزير مشغول ويمكن التواصل مع المستشار الإعلامي، وهي سيدة وزميلة في المهنة، وبالفعل اتصلت بها، ووعدت بالرد، بعد أن وجدت الفكرة جيدة وتستحق.. وبعد الانتظار جاء الرد قبل أقل من يوم علي أن الوزير وافق علي الظهور، وكان الاتفاق أن أتصل به قبل الهواء لتحديد موعد المداخلة بدقة، وبالفعل اتصلت بالوزير عصر الجمعة، وكان الرد صادما.. فقد رد بأنه في البيت، و"عنده ناس"!!اكتفيت بالكلمتين دون أن أناقش، أو أجادل، أو حتى أؤكد علي الطلب.. فلست طالبا لواسطة، ولا أريد خدمة لنفسي، ولا أجد متعة في القرب من الوزراء.. لم أفعلها من قبل، ولن أغيرها من بعد، إنما المسألة كلها مصر لا غير.. وهذا هو منطلقي في كل تصرفاتي!!أريد من هذا كله أن أقول.. إن الرياضة تستطيع أن تفعل الكثير من أجل مصر، ولكن المهم أن يكون هناك من يفهم هذا، ويدركه.. ومن يساعد عليه أيضا، وأن الكلام الكثير الذي يمارسه الأغلبية حاليا باعتباره أسهل الطرق وأيسرها، لن يفيد البلد بالمرة، ولا يعود بالنفع إلا على من يطلقه، وهم كثيرون بكل أسف، وأن مفهوم المسئولية لن يتغير في مصر، لأن الفهم الخاطئ لمعني الكرسي، أنه "جايزة"، وتكريم، وانفصال عن الناس.. لأن البهوات دايما مشغولين، وقاعدين في المكاتب، وطول الوقت في اجتماعات؟ مع إن الناس يريدونهم بينهم.. وهذا هو النجاح عندي ولا شيء سواه. | |
|