«ويكيليكس»: العسكريون الإسرائيليون لا يؤمنون بحل عسكري لملف إيران النووي
على الرغم من التصريحات الإسرائيلية المستمرة التي تهدد بأن
إسرائيل «لن تسمح» لإيران بامتلاك قنبلة نووية، والتلويح بضربة عسكرية
إسرائيلية لمواقع نووية إيرانية، كشفت إحدى الوثائق المسربة لموقع
«ويكيليكس» والتي تنشرها صحيفة «هاآرتس» تحت عنوان «الملف الإسرائيلي في
ويكيليكس»، عن تصريحات لمسؤولين كبار في المنظومة الأمنية الإسرائيلية،
أدلوا بها قبل 5 سنوات ونصف السنة، تفيد بأنه ليس بإمكان إسرائيل تنفيذ
هجوم جوي على مواقع نووية إيرانية، وأشارت «هاآرتس» أن هذا التقييم ظهر في
برقيات أرسلت من السفارة الأمريكية في تل أبيب إلى واشنطن في عامي 2005 و
2006.
في البرقية الأولى التي صدرت عن السفارة الأمريكية في تل أبيب
في 2 ديسمبر 2005، كتب الدبلوماسيون الأمريكيون: «استنتجنا من المحادثات
من القادة الإسرائيليين أنهم يفهمون أنه لا توجد إمكانية لهجوم عسكري على
إيران»، وقالت «هاآرتس» إن «كلمات أخرى بنفس الروح ولكن أكثر تفصيلاً كتبت
في البرقية التي أرسلت من السفارة الأمريكية في تل أبيب في 20 يناير 2006»،
وأضافت «هاآرتس» أن هذه البرقية التي تلخص لقاء بين عضو الكونجرس الأمريكي
«جاري أكرمان» لنائب رئيس لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، الدكتور
«أرئيل لويتا».
جاء في البرقية: «لويتا قال إن معظم القادة الإسرائيليين لا
يؤمنون بأن الحل العسكري ممكن»، وأشارت الصحيفة إلى أن «لويتا» ظهر كمن
يقول إن التقييم هذا معتمد على حقيقة مفادها أن «إيران تعلمت الدرس من هجوم
إسرائيل على المفاعل النووي العراقي في 1981، والذي تم تدميره بواسطة سلاح
الجو الإسرائيلي، ونشرت مكونات برنامجها النووي، وبعضها في أماكن لا
تعرفها إسرائيل».
وقالت الصحيفة إن «هذه الكلمات صادرة عن أحد القادة المهمين
جداً في إسرائيل، والذين اهتموا بالبرنامج النووي الإيراني اهتماماً
خاصاً»، وأضافت: «في السنوات الماضية، واصل متحدثون إسرائيليون القول بأن
إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية، هذه التصريحات صدرت عن وزير
الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ورؤساء الحكومة إيهود أولمرت وبنيامين
نتنياهو، الذين أكدوا أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة».
وتابعت «هاآرتس»: في البرقية الأمريكية أعرب «لويتا» عن أمله
في أن يسفر الضغط الدولي، وخاصة العقوبات، في جعل الأمريكيين يفكرون مرة
ثانية في كل ما هو متعلق بامتلاكهم سلاحا نوويا، وأشارت الصحيفة إلى أن
«كلمات لويتا، كانت في المرحلة الأولى من العقوبات، ومن حينها فرضت على
إيران عقوبات إضافية من قبل مجلس الأمن الدولي، أما الآن فيبدو أن تنفيذ
العقوبات لما كان يراد بها هو أمر يثبت خطأه».