نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عددا كبيرا من مقالات الرآى لأهم وأشهر الإعلاميين
والسياسيين فى إسرائيل، أكدوا فيها أنهم يشعرون بالصدمة بسبب رحيل الرئيس السابق
حسنى مبارك من السلطة بشكل مفاجئ وغير متوقع بالمرة أدى إلى حدوث حالة من الارتباك
والقلق والخوف غير المعلن فى إسرائيل.
وكان من أبرز هذه المقالات ما نشره
الإعلامى الإسرائيلى الشهير "ايتان هاربر" الذى أكد فى مقاله بصحيفة "يديعوت
أحرونوت" الإسرائيلية بعنوان "دموعى على مبارك" ، أن الرئيس المصرى السابق حسنى
مبارك شخصية لا تعوض، أن الشعب المصرى أخطأ خطاً فادحاً عندما تسرع وأصر على
الإطاحة بمبارك الذى كان يحكم مصر منذ 30 عاما، مبررا ذلك بأن مبارك كان الحائط
المنيع الأخير الذى يقف فى وجه انتشار الإرهاب والتطرف والإسلام الراديكالى بمنطقة
الشرق الأوسط.
وأوضح الإعلامى الإسرائيلى أن المظاهرات التى انتشرت فى ميدان
التحرير وبمعظم محافظات مصر ضد نظام الحكم الذى تسبب فى انتشار الفساد بالمجتمع،
سبب غير كافٍ للتخلص من زعيم فى مثل حجم وخبرة وحكمة مبارك الذى كان عامل أمان لمصر
وللمنطقة، محذرا فى الوقت نفسه من أن تسود المنطقة "تسونامى" الإسلام، مثل الإخوان
المسلمين الذين سيحولون الـ 82 مليون مصر إلى جنود يحملون سيوف الإسلام، ويحاولون
التهام الدول الأوروبية والغربية، وسينزع الاستقرار والسلام من
العالم.
واعترف الإعلامى الإسرائيلى "ايتان هاربر" بأن مبارك كان "طاغية"،
ولكنه كان رئيساً شديد الولاء لإسرائيل وللولايات المتحدة الأمريكية التى ساعدت
شعبه فى زلزلة عرشه، كما أنه كان متعاون لإسرائيل وحافظ على معاهدة السلام، وفتح
قصره بترحاب وكرم لقادة إسرائيل، ويصدر لنا الغاز المصرى الجيد بـ "ثمن بخس"، حتى
أنه شارك فى جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلى المغتال إسحاق رابين.
كما أكد
ريتشارد تشيزنوف الإعلامى اليهودى الشهير الذى ترأس صحيفة جيروزاليم بوست
و"نيوزويك" الأمريكية وعددا من المؤسسات الصحفية أن سقوط مبارك سيعجل فى ظهور
"الإسلامو فاشيست" فى منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة إذا نجح الإخوان المسلمين فى مصر
بانتزاع الحكم لصالحهم، إذا لم يتمكن الجيش والتيارات السياسية والأحزاب من الحفاظ
على السلطة.
وأكد بنيامين بن اليعازر، وزير الدفاع الإسرائيلى السابق وعضو
الكنيست الحالى، والصديق المقرب للرئيس مبارك، فى حديث له التلفزيون الإسرائيلى أن
مبارك رئيس لا يعوض وقدم خدمات كبيرة لبلاده لمدة 61 عاماً، ولكن فى النهاية الجميع
تخلوا عنه فى مصر، واضطروه إلى قرار التنحى الذى اتخذه فى محاولة أخيرة للخروج من
السلطة "بشكل مشرف".