أعلن المفكر السياسى الدكتور مصطفى الفقى، أنه يرى فى وزير الخارجية المصرى
نبيل العربى مرشحاً جيداً للرئاسة، وأنه "كادر سياسى وقانونى رفيع"، فيما
وصف سكرتير المعلومات السابق فى رئاسة الجمهورية مرشحى الرئاسة عمرو موسى
بـ"صاحب الكاريزما" و"البرادعى" بـ"رجل نقى" والبسطويسى بـ" شخص ملائكى".
وقال مصطفى الفقى للإعلامى طارق الشامى، فى برنامجه "حوار القاهرة" على
قناة الحرة، إن وصف "حبايبى"، الذى كتبه بعد منعه من الكتابة فى الأهرام،
كان المقصود به "حبايبى اللى بيدونى "خوازيق"، طول النهار كانوا بيوصلونى
"توبيخ" من سليمان عواد أو من زكريا عزمى على آرائى المخالفة لتوجهات
النظام، فلم يتمتع مصرى مسئول بالاستقلالية مثلى خلال عهد مبارك".
ووصف "الفقى" عمرو موسى بـ"رجل متمرس، وذكى ومتوهج ولديه كاريزما، وفى
اعتقادى أنه وزير خارجية ناجح"، و "البرادعى" بـ"الرجل النقى، وموظف دولى
محترم، ولا أعرف مدى إلمامه بالسياسة الداخلية، والخبرة الداخلية شىء مهم
جداً، وعقلية البرادعى مش ماشية قوى مع التفكير المصرى الحالى، وذكر
"الفقى" واقعة أنه حاول أن يجعل "البرادعى يتوسط لشخص قريب منه داخل
الوكالة، ورفض البرادعى، وهو ما دعاه إلى احترامه وتقدير رغبته"، بينما وصف
البسطويسى بـشخص "يشبه الملائكة".
وعن التظاهرات المتكررة، قال "الفقى": لا أعرف إلى أى مدى ستستخدم
التظاهرات لتحقيق الأهداف، المجلس العسكرى فى موقف صعب، لأنه يريد أن يحافظ
على الحريات، ويتفانى فى سبيل ذلك، ربما أكثر من أى نظام مدنى، وهذا يحمد
له، عكس العسكريين تاريخياً، وتاريخ الديكتاتوريات العسكرية معروفة، هم
قلقون من الاعتصامات الفئوية، ولا أظن أن فى نية المجلس العسكرى أن يكون
يداً باطشة.
وأكد "الفقى" أن محاكمة الرئيس السابق مبارك لها تداعيات داخلية وخارجية،
يجب أن تحسب بطريقة صحيحة، ويجب أن يحاكم أمام قضاء طبيعى، وليس محاكم
عسكرية، ولا يجب أن نصلح الأخطاء بأخطاء أخرى. مضيفا: "لا تنس أن هذا كان
رمزاً للدولة لمدة 30 عاماً، كان لمبارك أن يسافر إلى خارج مصر أفضل لصحته،
ولسلامته الشخصية، وكل رئيس يخرج بثورة لا يظل فى البلاد".
وحذر "الفقى" من حدوث مواجهة بين الشعب والمجلس العسكرى، قائلا: "إذا حدث،
لا قدر الله، مواجهة بين الشعب والمجلس العسكرى ستنتهى كل آثار الثورة،
لذلك يتابع المجلس ما يجرى فى التحرير ويستجيب له حتى لا نصل إلى هذه
النقطة، لابد من محاكمة كل من أجرم أو أساء أو أفسد الحياة السياسية".
وأضاف: "لو حاسبنا المتهمين بقتل المواطنين فى الثورة، كنا تلافينا تصاعد
سقف المطالب، فالثوار معهم حق، ولكنى ألتمس العذر للمجلس، الذى يريد أن
يقلل قراراته، حتى يصل رئيس مدنى، ربما يجب أن نطلب منه تسريع وتيرة
إصلاحاته، ولا توجد هناك شبهة تواطؤ مع النظام السابق".
وعن جماعة الإخوان المسلمين قال "الفقي": الجماعة لديها خبرة فى الحشد
وتوجيه المظاهرات، فلديهم خبرة 80 عاماً، ومن حقهم أن يعملوا فى الحياة
السياسية، وعندهم قدر كبير من الولاء للجماعة، ولأول مرة يتنفسون هواءً
سياسياً نقياً. وأضاف: "لا أعتقد أن الإخوان قادرون على الوصول بمرشح
رئاسة، فهم يفكرون على مستويين، الجانب الدعوى، والحزب السياسى، والنموذج
التركى برّاق جداً، ولكن تطبيقه فى مصر صعب جداً، فالشعب المصرى تدينه
متغلغل جداًَ".
وعن حالة الاستقطاب السياسى فى الفترة الماضية قال "الفقي": "إن عدداً
كبيراً من الذين صوتوا بـ"نعم" فى الاستفتاء الأخير، كانوا يريدون تسيير
مراكب البلد، ولكن جزءاً كبيراً توقع أن بتصويته بالموافقة على الاستفتاء،
يعنى الحفاظ على المادة الثانية". وأضاف: لو شارك المصريون فى الانتخابات
المقبلة بنفس قوة مشاركتهم فى الاستفتاء، لن تحصل جماعة الإخوان على عدد
كبير من المقاعد، وستتحول مصر إلى بلد عصرى متقدم.
وعن سياسة مصر الخارجية، أكد الفقى أن نبيل العربى، وزير الخارجية المصرى،
"يحاول تصحيح مسار الخارجية المصرية، بدلا من أن تكون منزوية منكفئة، تكون
سياسة انفتاحية، والحوار لا يلزمنى بأى شىء، وثوابت سياساتنا الخارجية لن
تتغير، كما أن التوجهات الجديدة ترجع إلى مصر دورها الحقيقى.
وعن ترشحه لتولى منصب الأمين العام لجامعة الدولة العربية قال الفقى: "أى
أمين عام هيمشى الجامعة، وإذا جاءنى المجلس سأرحب به، ولكننى لا أسعى
وراءه، والأمر سيحسم فى أيام قليلة قادمة".
ووضع "الفقى" شروطاً لرئيس الجمهورية وهى: أن يكون ملماً بأمور السياسة
الخارجية، وأن يتحدث لغة أجنبية بإجادة تامة، أن يكون متمرساً بالعمل
السياسى، الداخلى أو الخارجى، وأن يؤمن بالرأى الآخر، وأن رأيه ليس الرأى
النهائى.