فوضي وانفلات واشتباكات واخفاقات.. حصيلة مباراة الزمالك والأفريقي التونسي في لقاء العودة لدور ال 32 لدوري رابطة الأبطال الأفريقية.. بعد أن تحولت المواجهة الكروية إلي معارك وامور اخري أبعد ما تكون عن مباراة في كرة القدم..
فشل أبناء القلعة البيضاء في استغلال كل الفرص السهلة التي سنحت لهم لإنهاء المواجهة وضمان التأهل مبكرا بعد هزيمتهم 2/4 في رادس وتكاسلهم بالقاهرة والتقدم بهدفين لهدف واحد حتي قبيل نهاية الوقت الضائع والمباراة.. ورغم الزيادة العددية لهم عقب طرد بلال عيفه من الأفريقي منذ الدقيقة 14 من الشوط الثاني.. ورغم الحضور الجماهيري الكبير وغير المسبوق منذ سنوات..
توقفت المباراة عند الدقيقة 93 بعد نزول مشجع من الأفريقي لأرض الملعب ورد جمهور الزمالك بالتدافع والنزول بأعداد ضخمة ودارت الاشتباكات والمعارك بين الجميع.. وأنقذ الجيش وتدخله الحاسم والعقلاء ورجال أمن الاستاد الموقف في النهاية ليخرج اللاعبون وطاقم التحكيم من الساحة..
** وضح من البداية أن المباراة بين طرفين مختلفين في الهدف والسياسة ومتقاربين في القوة والطموح.. مثل الزمالك الطرف الأول والساعي بجدية نحو التعويض والعودة إلي حسابات التأهل عن طريق هدف مبكر يعزز آماله ويدفعه نحو الفوز بالشكل الكافي لتحقيق هدفه.. وصاحب التعديلات والتغييرات المتعددة في التشكيل.. والمتمتع بزحف جماهيري لم نتابعه أو نشاهده في المباريات الرسمية له منذ سنوات طويلة.. أما الطرف الثاني فمثله الأفريقي التونسي الضيف فيملك رصيد مباراة الذهاب والتفوق بأربعة أهداف مقابل هدفين والمعنويات والأعصاب الهادئة والسعي وراء التأمين الدفاعي واللعب علي المساحات الواسعة في خلف دفاعات الزمالك.. وتحين الفرصة المناسبة للانقضاض والوصول إلي الضربة القاضية..
وأمام مظاهر ومعطيات ربع الساعة الأول من اللقاء تأكد الجميع من صعوبة المواجهة وضرورة التكيف معها بما يكفي لتحقيق الهدف وبلوغ دور ال 16 لدوري رابطة الأبطال الأفريقي.. واشتدت المعركة والمواجهات بين نجوم وعناصر الخبرة في الفريقين.. فقام عبدالواحد السيد حارس المرمي بدور المدير الفني في أرض الملعب بتوجيهاته المختلفة لزملائه.. وتحمل محمود فتح الله وعمرو الصفتي مشقة التصدي لمحاولات الهجوم التونسي المتباعد عن طريق أيمن سلطاني وانطلاقات الزوادي وأليكسيس علي فترات متقطعة.. واعتمد حسام حسن المدير الفني للزمالك علي مربع هجومي لأول مرة يضم محمد إبراهيم وحسين ياسر المحمدي وشيكابالا ومن أمامهم البطيء أحمد جعفر..
** تحلي لاعبو بالإصرار والعزيمة فيما بعد وتقاربت الخطوط إلي حد كبير وإن ظل البطء وعدم التعاون والقيام بالواجبات الدفاعية من اهم السلبيات التي أصابت اللاعبين مع مرور الوقت.. وفي ظل المحاولات المتتالية لحسين ياسر المحمدي وشيكابالا ومساعي جعفر جاءت الدقيقة 27 لتشهد انفراجة في الموقف بعدما تقدم حسين ياسر إلي مرمي عادل النفزي وتعرض للعرقلة من جانب مدافعي الأفريقي.. ولم يتردد الحكم الجزائري محمد بشاري في احتساب ضربة جزاء لصالح أبناء القلعة البيضاء.. تصدي لها محمود فتح الله وسجل هدف التقدم للزمالك..
هدف غريب
** لم يجد الضيوف سوي التخلي عن حذرهم الدفاعي إلي حد ما والتقدم نحو مرمي عبدالواحد السيد في محاولة لتعديل الكفة وإبعاد الزمالك من جديد عن هدفه وحلمه.. وكثف الأفريقي من هجماته سعيا وراء التعديل.. ولم يتخيل أحد أن يتحقق هدفهم من ضربة حرة مباشرة ومن مسافة بعيدة تجاوزت ال 35 مترا عندما سدد وسام بن يحيي بقوة سكنت الزاوية اليسري لعبدالواحد السيد في الدقيقة 38..
** هبط أداء أصحاب الأرض وتسرب اليأس إليهم.. إلا أن الصحوة الجماهيرية الكبيرة ردتهم إلي صوابهم من جديد وبدأ الزمالك يفكر في التعديل والعودة إلي الأمل مرة أخري.. وتخلي حسام حسن المدير الفني عن عناده فأجري تغييرا بنزول حازم إمام بدلا من محمد إبراهيم في محاولة لتحقيق الضغط المناسب علي الضيوف.. ووصل إلي هدفه في الدقيقة 45 عندما تقدم حازم من الجهة اليمني ولعب عرضية جميلة مرت من دفاع الأفريقي ووجدت حسين ياسر المتقدم ليسجل الهدف الثاني للزمالك..
** لم يخل الشوط الأول من الوقائع المثيرة ومنها الانذارات الثلاثة التي حصل عليها هاني سعيد من الزمالك وبلال عيفه وكريم العواضي من الأفريقي.. وبعد صافرة نهاية الشوط مباشرة حدث ما توقعه الكثيرون عندما ذهب إبراهيم حسن مدير الكرة إلي حكم اللقاء معترضا والغريب أن قيس اليعقوبي المدير الفني للأفريقي شاركه في الأمر ذاته.. وفجأة تدخل اللاعبون التوانسة لفض الخلاف في حين تدخل لاعبونا لمساندة مدير الكرة.. وانتهي الموقف سريعا بخروج الجميع من الملعب..
الشوط الثاني
مع بداية الشوط الثاني دفع قيس اليعقوبي بدبابته البشرية إيزيتشيل بدلا من أيمن سلطاني لتعزيز الناحية الهجومية والبحث عن هدف ثان يقربه من التأهل للدور التالي.. ودارت الحوارات العنيفة بين الدبابة التشادية وعمرو الصفتي المكلف بمتابعته ومراقبته.. وتعرض الصفتي فيها لكوع واضح من إيزيتشيل ولكن الحكم الجزائري فضل السلامة ومرت الواقعة مرور الكرام.. وبعدها ابتسم اللقاء مرة أخري للزمالك عندما أشهر الحكم الكارت الأحمر في وجه بلال عيفه بعد حصوله علي الإنذار الثاني للمسه الكرة باليد.. وشارك حسام حسن وقيس اليعقوبي في اللقاء بتغييرين.. فدفع حسام بإبراهيم صلاح بدلا من هاني سعيد.. ورد اليعقوبي بمهدي الرصايصي بدلا من كريم العواضي.. ورجحت كفة الزمالك في العدة والعتاد علي مدار نصف ساعة كاملة..
وتوالت الفرص السهلة للاعبي الزمالك ومنها ما أهدره شيكابالا بغرابة شديدة داخل منطقة العمليات وفي انفراد تام بمرمي عادل العفزي وأخري لمحمود فتح الله من داخل منطقة جزاء الأفريقي ليسدد بقوة فوق العارضة.. وتفشل كل محاولات الزملكاوية في اكتشاف مرمي الأفريقي من جديد وظهرت علامات عدم التركيز ومنها وقوع أحمد جعفر في مصيدة التسلل أكثر من 5 مرات..
فوضي وانفلات
وقبل نهاية الوقت المحتسب بدل الضائع ب 3 دقائق وبعد هدف الزمالك الملغي بسبب التسبب.. وضربة الجزاء غير المحتسبة والواضحة لصالح أبو كونيه فوجيء الجميع بنزول أحد مشجعي الأفريقي التونسي ابتهاجا باقتراب فريقه من التأهل.. وعندها فقط نزل مشجعو الزمالك بأعداد ضخمة إلي الملعب وظهرت الاشتباكات مع الحكام والعناصر التونسية ورجال الأمن.. وتحول ملعب ستاد القاهرة إلي ساحة للمعارك.. لا يمكن التعرف علي هوية من يشتبك وهدفه.. ومن يتدخل لفض الاشتباك ودور الأمن وغيره من الجهات في الاستاد..