رئيس الحكومة الجزائرية السابق يدعو الأمن والجيش للوقوف مع الشعب
دعا رئيس الحكومة السابق ورئيس "التحالف الوطني من أجل التغيير"، في
الجزائر أحمد بن بيتور، خلال مؤتمر صحفي عقده السبت 5-3-2011؛ الجيش والأمن
إلى الوقوف مع الشعب.
وقال بن بيتور، الذي لم يتفق مع الرئيس بوتفليقة في الرؤى فاستقال، "إن على
الجيش والأمن أن يقفا مع الشعب، لأن مصلحتهما مع الشعب وليس مع النظام".
وأوضح أنه يوجه هذا الكلام من "باب النصح وومن وحي التجربتين التونسية والمصرية".
وقال بن بيتور موجهاً كلامه للسلطة الحاكمة "هناك عنفان على الأرض اليوم:
عنف السلطة وعنف الشارع". وترك الباب مُشرعا للتأويلات دون أن يوضح المقصود
بكلامه.
وأعلن خلال المؤتمر عن تنظيم أول تجمع شعبي للتحالف يوم الجمعة 18 مارس/
آذار الجاري، داخل قاعة في حي باب الوادي الشعبي في قلب العاصمة الجزائر.
وقال إنها ستتوج بعقد مؤتمر وطني للتحالف تناقش فيه وضعية البلاد وكل
الحقوق والحريات.
كما دعا المتحدث من سمّاها "القوى الراغبة في التغيير" إلى الانضمام
للتحالف. ونفى في سياق حديثه صبغة الحزبية والسياسية عن حركته قائلاً "نحن
لسنا حزباً أو تنظيماً سياسياً، نحن قوى تغيير سلمية".
أما رئيس حركة الإصلاح الوطني، جمال بن عبدالسلام، فشن هجوماً على قانون
رفع حالة الطوارئ المصادق عليه قبل أسبوع، وقال "إنه قانون طوارئ مكرر"،
مضيفاً "لقد أقحم هذا القانون الجيش في مهمات أمنية ليست من صميم عمله".
وقال متسائلاً "هذا القانون المسمى مكافحة التخريب والإرهاب، يتيح للقاضي
إبقاء مناصر رياضي في الحبس التحفظي، دون محاكمة، من ثلاثة أشهر إلى تسعة،
بتهمة التخريب، رغم أن تخريب المناصرين الرياضيين لا يحتوي على خلفيات
أمنية"، وختم "إن السلطة لم تأخذ العبرة بعد من تونس ولا من مصر".
قمع المحتجين
ميدانياً,
منعت الشرطة الجزائرية وموالون لحكومة بوتفليقية متظاهرين من القيام
بمسيرات دعت لها، السبت"التنسيقية الوطنية للديمقراطية والتغيير"، أبرز
أحزاب المعارضة في الجزائر.
وعزز أفراد من الأمن وجودهم في أحد أحياء المدينة، بينما احتل أنصار السلطة إحدى الساحات، بحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
وحمل نحو خمسين من أنصار الحكومة صور الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة،
وأطلقوا مفرقعات أمام عشرات من المعارضين للنظام الذين انتشروا سريعاً.
ووسط صيحات "بوتفليقة ليس مبارك" تمكن أنصار السلطة من منع وصول سيارة
سعيد سعدي، أحد أبرز قادة المعارضة في حزب التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية، إلى ساحة المدنية في قلب العاصمة الجزائرية.
وبالكاد تمكن سعدي من الخروج من السيارة التي عطل تحركها أنصار السلطة،
وتوجه إلى أنصاره قائلاً: "سنواصل التظاهر مهما كانت الإجراءات التي يتخذها
النظام لمنعنا".
وانتشر عشرات من عناصر الشرطة المسلحين بالهراوات للتمركز في الساحة لتفريق مجموعات المتظاهرين.
وكانت التنسيقية الوطنية للديمقراطية والتغيير أعلنت أنها ستنظم ثلاث
مسيرات تنطلق من أحياء شعبية في شرق ووسط وغرب العاصمة الجزائرية للتنديد
بحكومة الرئيس بوتفليقة.
وتعد تظاهرات السبت هي الخامسة من نوعها منذ 22 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأفشلت قوات الأمن أربع محاولات سابقة لتنظيم مسيرة من ساحة أول مايو إلى ساحة الشهداء.
ورفعت حكومة بوتفليقة الخميس الماضي حالة الطوارئ المطبقة منذ 19 عاماً، في إجراء اعتبرته المعارضة شكلاً من أشكال "المناورة".