مبادرة الرئيس الفلسطينى، محمود أبو مازن، ونيته زيارة غزة لإنهاء الانقسام، والتعليق على الأحداث التى تشهدها المنطقة العربية، ومستقبل المفاوضات بعد سقوط النظام المصرى السابق، والكثير من القضايا التى تؤرق المواطن الفلسطينى والعربى، كل هذه الملفات وغيرها الكثير، عرضناها على سفير فلسطين لدى القاهرة د. بركات الفرا، أثناء الندوة التى استضافته فيها جريدة "اليوم السابع".
تحدث السفير الفرا عن ضرورة إنهاء حالة الانقسام، مؤكدا أن ذلك لا يخدم القضية الفلسطينية التى تحتاج إلى وحدة الصف فى مواجهة التعنت الإسرائيلى، إضافة إلى نفيه وجود معتقلين لحماس لدى السلطة، كما تناول السفير الفلسطينى مستقبل الوحدة الوطنية، والوثائق التى نشرتها الجزيرة، وقضايا أخرى.
فسألناه أولا:
نريد منكم إلقاء الضوء على مبادرة الرئيس أبو مازن للمصالحة وإنهاء الانقسام
الانقسام الذى تشهده الساحة الفلسطينية يؤرق كل الفلسطينيين وخاصة الرئيس محمود عباس"أبو مازن" الذى يشعر بالهم دائما لهذا الذى يحدث بين أبناء الشعب الواحد، ولابد أن نعلم، أن المستفيد الأول والأخير من هذا الانقسام هو إسرائيل، والخاسر الأول والأخير أيضا هو الفلسطينيون، والرئيس أبو مازن لم يكل ولن يمل من السعى الدءوب الحثيث، لإنهاء الانقسام، ولكن بعد الأحداث التى شهدتها الدول العربية خرج الآلاف من أبناء الشعب فى كل فلسطين، متبنيا قضية إنهاء الانقسام، حاملاً شعار "الشعب يريد إنهاء الانقسام" فنزل الأخ الرئيس على مطالب الشعب، الذين هم سدته وقوته، وقرر طرح مبادرة موضوعية للم الشمل الفلسطينى، وقال للإخوة فى حماس ولمستشاريه، "أنا سأذهب إلى غزة وسأجتمع بكل قيادات الفصائل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية من الفلسطينيين" للإعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطنى فلسطينى خلال ستة أشهر أو أقرب وقت ممكن والبدء فى إعادة إعمار غزة الذى دمر بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ولكن الذى أحزننا فعلا هو خروج القياديين فى حماس محمد نزال من دمشق وأسامة حمدان من بيروت، وأكالوا للسلطة وللرئيس اتهامات باطلة، لا يجوز التحدث بها، وبدأوا بالتعلل بأسباب غير حقيقية، بهدف الرجوع بالمفاوضات إلى نقطة الصفر، بتعللها بأن لديها تقارير، تحذر من خطر يهدد الرئيس فى حالة ذهابه إلى غزة، وأنا أتساءل: ممن هذا الخطر؟ من شعبه؟ أبو مازن هو رئيس الشعب الفلسطينى كله، هذا كلام غير منطقى وأنا أرى أن حماس لها أسبابها فى كلامها هذا ربما لديها حسابات أخرى ربما مرجعياتهم أعطتهم أوامر بعدم استقبال أبو مازن، فمن الواضح أنهم مرتبكين، وأنا أؤكد أن إيران وحزب الله لهما دور فيما يحدث.
وماذا كان رد السلطة على مقترحات حماس؟
نحن قلنا لهم: أنتم يا إخوتنا فى حماس شركاؤنا، وأنتم جزء من هذا الشعب، وأنتم حركة مقاومة شريفة، أنتم لكم الحق فى المشاركة بالقرار السياسى، وأنتم تعلمون جيدا حجم المعاناة التى يعانى منها الشعب الفلسطينى والضغوط، وأنتم بهذا الانقسام الذى خلقتموه أعطيتم حجة وذريعة لمن يريد التنصل من الدفاع عن حق الشعب الفلسطينى الحق فى ذلك، لأنه يقول ببساطة "يجب أولا أن تتوحدوا كفلسطينيين قبل أن تتفاوضوا، أنتم – فى إشارة لحماس- جئتم عبر صناديق الاقتراع، فهل هذه الصناديق يقترع من خلالها مرة واحدة فقط، أم أنها من المفترض أن تعاد، ثم من السبب فى إرساء الديمقراطية التى تقولون إنكم جئتم من خلالها، السبب فى ذلك هو أبو مازن الذى أسس هذه الديمقراطية، وهل قطاع غزة من الممكن أن يكون دولة، هذا مستحيل، قطاع غزة صغير جدا، طوله 40 ك وعرضه 12 ونصف فقط، إلى جانب المنطقة العازلة التى احتلتها إسرائيل لمنع إطلاق الصواريخ.
قطاع غزة لا يوجد به أى مورد على الإطلاق، فلا يوجد به حديد ولا غاز ولا منجنيز ولا زراعة إلا رقعة صغيرة جدا، وحتى الصيد البحرى، إسرائيل لا تسمح به إلا فى أضيق الحدود، وعدد سكان القطاع يبلغ حوالى 1,5 مليون نسمة، فهو يعانى من مشاكل عديدة، وأنا أتساءل هل حماس ترضى عن هذا الوضع، ولولا الدعم الذى تقدمه السلطة الفلسطينية لقطاع غزة لسقط القطاع منذ زمن.
فالسلطة تدفع فواتير الكهرباء عن غزة، والماء الذى يأتى من إسرائيل تدفع السلطة ثمنه، بالإضافة إلى الأدوية والغاز الطبيعى، وكذلك رواتب الموظفين فى غزة، كما أن مصر تمد القطاع بالكهربا وتدفع مصر تكاليف الكهرباء، ولكن الرئيس منحاز للتسامح وإنهاء الانقسام وسيذهب لغزة من أجل التخلص من هذا الكابوس.
هل إنهاء حالة الانقسام ستكون من غزة أم طهران أم دمشق أم القاهرة؟ بمعنى: هل توجد ضغوط على الفلسطينيين من هذه العواصم؟
أنا أؤكد أن السلطة الفلسطينية لا تتلقى تعليمات من أى مكان بدليل أننا رفضنا الضغوط الأمريكية فيما يتعلق بالملاحظات على الورقة المصرية التى وقعناها، ولكننى فى الوقت ذاته أقول، بأن من يقع تحت الضغط هى حماس، ولكن فى ذات الوقت أشير إلى أن القاهرة تختلف عن كل ما ذكرت من عواصم، لأنها لا يهمها إلا المصلحة العليا لفلسطين، دون أن تنتظر مقابل، فمصر تلعب دورا ووطنيا وقوميا مخلصا من أجل إنهاء الانقسام، وأنا شاهد على ذلك أمام الله.
كما أن مصر تقف على مسافة واحدة من كل الفصائل الفلسطينية والقضايا العالقة، لأن القضية ليست فلسطينية فقط، بل إن القضية تتعلق أيضا بالأمن القومى المصرى، فمصر طوال الفترة الماضية ولا زالت تعمل للمصلحة العليا، ولا بد أن يظل الملف الفلسطينى بالكامل فى القاهرة، لأنها الدولة الأقدر والأجدر والمستوعبة لهذه القضية خلافا لأى دولة أخرى، خاصة وأن قرارات القمم العربية أيدت هذا التوجه.
هل تعتقد أن مبادرة أبو مازن ستلقى قبولا لدى الفصائل الفلسطينية؟
أبو مازن لا يدخر أى حيلة ولا وسيلة من أجل إنهاء الانقسام إلا واستخدمها، ولو عرض عليه أن يذهب إلى القمر سيذهب إليه، ولكن ما فائدة ذلك دون أن تغلب حماس المصلحة العليا للوطن وللشعب على المصلحة الضيقة لها، فعندئذ من المستحيل أن تصل إلى حل، حماس لو اقتنعت بأنها مسئولة عن تخفيف معاناة الشعب الفلسطينى لما أذعنت لأى ضغط من أى جهة أيا كانت، والأخ الرئيس أخذ قرارا لا رجعة فيه، وقال، إن مصلحة شعبى فوق أى اعتبار، وهو مقتنع أنه لن يستمد قوته إلا من شعبه فقط، وبالحفاظ عليه، نحن نريد إحباط محاولات إسرائيل فى تهويد القدس والحد من بناء المستوطنات فى الضفة الغربية وإفشال حلم إسرائيل فى مخططها والمعروف بـ 2020، نحن نريد الحفاظ على الأقصى وكنيسة القيامة والقدس وذلك لن يكون إلا بإنهاء الانقسام والتوحد ولم الشمل، إسرائيل هى أول من رفض مبادرة أبو مازن، وقال على السلطة أن تختار إما نحن وإما حماس، فرضى الرئيس أن يختار أبناء شعبه وإخوته "حماس وغزة".
وماذا عن المعتقلين الذين تتهمكم حماس باحتجازهم؟
لا يوجد فى سجون الضفة الغربية أى سجين سياسى وإنما السجناء هم جنائيين فقط، مرتكبين جرائم يعاقب عليها القانون، مثل حيازة الأسلحة النارية، وغيرها من الجرائم التى يعاقب عايها القانون، وبهذا الشأن فقد اتهمت حماس الشرطة الفلسطينية بأنها تعمل لصالح إسرائيل، إلى جانب الترويج بشائعات تقول إن الشرطة تعتقل الناشطين والمناضلين من الفلسطينيين، الآن وبعد أن دخلوا السياسة باتوا يقولون إن من يطلق الصواريخ على إسرائيل "خائن"، فنحن ضيعنا كثيرا من الوقت فى ترهات، ومع ذلك فنحن سعداء بالذى وصلوا إليه سواء أكان سياسيا أو ميدانيا، لأن إسرائيل عدو متغطرس إجرامى لا تعترف بالأخلاق ولا بالقوانين والأعراف الدولية، فلابد أن ننحى أى خلافات جانبا لأن كل شىء فان، فهل رأيتم تنظيما أو حزبا بيده الأمور للأبد.
هل تعتقد أن الشعوب العربية ستنتفض كما انتفضت للمطالبة بتحرير فلسطين وإرغام إسرائيل بتنفيذ المعاهدات الدولية؟
أنا أعتقد برأيى الشخصى أن الثورات العربية هى حق من حقوق الشعوب العربية، والثورات العربية هى فى صالح فلسطين والقضية الفلسطينية، لأن الذى أحدث هذه التغييرات هى الشعوب وفلسطين هى قضية كل الشعب العربى، لكننى متأكد أن القضية الفلسطينية لم تكن غائبة عنهم حتى وإن كانت غائبة فى هتافاتهم ولافتاتهم وشعاراتهم، والمستقبل سيكون لفلسطين بإذن الله تعالى.
هل خسرت السلطة الفلسطينية بعد تنحى الرئيس المصرى السابق؟
نحن نتعامل مع الشعب المصرى ولا نتعامل مع مسئول بعينه، القضية الفلسطينية هى قضية عربية ووطنية، والشعب المصرى وقف مدافعا عنها وكذلك الجيش المصرى ودم الشهداء المصريين هم من رووا أرض فلسطين فالمدافع الأول والرئيسى هو الشعب، بمعنى أن الرؤساء مهما تتابعوا ستظل فلسطين من أولوياتهم، ومشكلتها مشكلتهم، فالداعم باعا وذراعا هو الشعب، ولا يمكن لرئيس أو ملك أن ينحى فلسطين جانباً، لأنها ببساطة إرادة شعب، وإرادة الشعب هى من إرادة الله.
لماذا إذًا جاءت مبادرة أبو مازن بعد تنحى مبارك خاصة أن البعض يقول إن النظام السابق كان داعما لأبو مازن؟
لا، أنا قلت إن مبادرة الأخ الرئيس جاءت بعد إرادة شعبية ومظاهرات طالت وجابت كل فلسطين سواء أكانت فى رام الله أو غزة، أو الشتات، وهو بادر استجابة لمطالب الشعب الذى يستمد منه القوة والشرعية والحب والالتفاف، فلا علاقة للمبادرة بتنحى الرئيس مبارك على الإطلاق.
الزعيم الراحل ياسر عرفات كان يزور المرشد العام للإخوان هل من الممكن أن يقوم أبو مازن بمثل هذه الزيارات؟
أحب أن أؤكد لكم أنه ليس بيننا وبين الإخوان المسلمين أى عداوة، وبالمناسبة أحب أن أذكر، بأنه عندما ظهرت حركة فتح حسبت على الإخوان المسلمين، لأن القيادات المؤسسة للحركة من الرعيل الأول، مثل القائد الشهيد الرئيس أبو عمار، والقائد الشهيد أبو إياد، وأبو جهاد، كانوا منتمين إلى حركة الإخوان، ثم أسسوا حركة فتح، ولا يوجد أى إشكال بيننا وبينهم، فلذلك أنا أرى أنه لا يوجد ما يمنع أن يزور الأخ الرئيس أبو مازن زيارة المرشد أو مكتب الإرشاد، إذا كان هناك ما يدعو لهذه الزيارة.
ماذا عن الدور المصرى فى الفترة المقبلة تجاه القضية الفلسطينية؟
هذا موضوع مهم جدا وأنا أقول إن مصر دولة مهمة جداً ولا تهم المصريين فقط، بل كل الأقطار العربية، مصر هى الحارس الأمين لكل مقدرات الشعوب العربية، مصر لو ضعيفة ستتأثر جميع الدول بلا استثناء، وجميع الدول العربية يهمها أن تصبح مصر فى أحسن ما يكون، فقوة مصر هى قوة للعرب جميعا.
أما على الصعيد الفلسطينى، فمصر بالنسبة لنا الشقيقة الكبرى التى وقفت معنا بشعبها منذ 48 حتى هذا اللحظة، وستظل معنا حتى يتحقق الحلم بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف على تراب الضفة وغزة.
وقد قام وفد فلسطينى ضم الأخ عزام الأحمد والأخ صخر السيسى، وأنا، بزيارة الإخوة فى المخابرات المصرية، ومعالى وزير الخارجية نبيل العربى، ومعالى الأستاذ عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، ودار الحديث عن المصالحة وإنهاء الانقسام، وكان هناك اقتناع من قبل الجانب المصرى فى ذلك، وكانت طلباتنا هى الدعم المصرى للمصالحة، واستمرار العلاقة الوطيدة والأخوية، وقد وعدنا الإخوة فى مصر بأنهم يدعمون بشدة هذه المصالحة، وأنا متأكد أن مصر الآن تعانى من مشاكل كبيرة، ولكننى أتمنى أن لا يؤثر ذلك فى استمرارها بدورها الكبير والمحورى فى دعم القضية الفلسطينية عربياً ودولياً، "مصر العظيمة ستظل عظيمة للأبد" وهذه أمنيات كل العرب وليس الفلسطينيين.
ما تعليقكم على وثائق المفاوضات التى كشفت عنها قناة الجزيرة؟
أحب أن أؤكد بشكل قاطع أن ما جاء فى الجزيرة ليس له أى أساس من الصحة، وأنا لا أعلم السبب فى شن الجزيرة هذه الحملة على السلطة واتهامها بالخيانة والعمالة، كنت أتمنى من الجزيرة إذا كانوا فعلا يتبنون القضية الفلسطينية، أن تحارب من أجل القدس التى تهود بشكل يومى، فالشوارع تغير أسماءها، والبيوت تهدم، والأراضى تجرف، وتسحب هويات المقدسيين، كما أن الفلسطينيين يقبعون داخل جدار عنصرى، وقطاع غزة محاصر، أتمنى أن تشن الجزيرة حملة على إسرائيل بدلا من أن تشوه صورة الناس وتحاول النيل من عزيمتهم، كنت أتمنى أن يقولوا كان الله فى عونهم على الاحتلال.
هل قامت السلطة بفتح تحقيق حول تسريبات وثائق الجزيرة؟
بالفعل تم ذلك، وحتى لا يلتبس على البعض بأن يقول "فى ماذا ينفون الوثائق وفى ماذا فتح التحقيق؟"، أقول إن الوثائق حرفت فى محاولة لإدانة السلطة، مع أن هذه الوثائق كانت عبارة عن اجتماعات وعروض من الجانب الإسرائيلى ولم تقرها السلطة على الإطلاق، وحتى هذه الوثائق لم تعرض كما هى بل قام الإخوة فى الجزيرة بتحريفها، وأنا أتحدى أى شخص أن يأتى بوثيقة فيها كلمة "اتفق الجانبان" على أى من ما جاءت به الجزيرة.
ولكن ما هدف الجزيرة من اتهام السلطة بذلك؟
والله هذا سؤال للجزيرة.
ولكننى أعترف بفشلهم فى الوقيعة بين أبناء الشعب الواحد الواعى، فقد خرج مئات الآلاف من أبناء الشعب معلنين تأييدهم ومناصرتهم للأخ الرئيس، ومكذبين الجزيرة فى الوقت ذاته.
بعد استقالة صائب عريقات من دائرة المفاوضات من تولى هذا الملف؟
بالنسبة لهذا الموضوع فالأمر بيد الرئيس وحسب معلوماتى فإنه يجرى الآن إعادة صياغة وهيكلة الدائرة بما يناسب المرحلة القادمة.
إذا لماذا قدم عريقات استقالته؟
الاستقالة جاءت أدبية لأنه رئيس دائرة المفاوضات التى سربت منها الوثائق.
هل لهذه الاستقالة علاقة بالتحقيق الذى كان يجرى مع محمد دحلان؟
لا على الإطلاق
وعن ماذا أسفرت التحقيقات مع دحلان؟
حقيقة ليس لدى معلومات فى هذا الشأن.
ماذا عن استراتيجية الحكومة المصرية تجاه معبر رفح فى الفترة المقبلة؟
نحن حصلنا على وعود بتسهيلات جديدة خاصة بأبناء قطاع غزة فى المرحلة القادمة وننتظر إخبارنا بهذا.
حركة حماس حذرت السلطة من أن أبو مازن قد يتعرض لمحاولة اعتداء إذا قام بزيارة غزة كيف استقبل الرئيس هذه التحذيرات؟
الرئيس أبو مازن هو رئيس فلسطين الشرعى والمنتخب، وغزة جزء من فلسطين، وهو مصر على الذهاب لغزة ليكون بين أبناء شعبه الذين انتخبوه، وأنا أشك فى أن هذه المعلومات صحيحة، وهذه محاولات من حماس لإفشال مبادرة الرئيس، وأنا متأكد أن الرئيس سيكون فى استقباله مئات الآلاف من أبناء غزة، وهم الذين سيقومون بحمايته بصدورهم إذا تعرض لمكروه، لأنه رئيسهم الشرعى.
أبو مازن قال إنه لن يذهب إلى غزة للحوار وإنما للتحضير لحكومة وحدة. ألا ترى أن حكومة بلا حوار سيؤدى للنزاع مرة أخرى؟
نحن تفاوضنا وتحاورنا والحوار أفشلته حماس، ونحن غير مستعدين فى هذا الظرف الدقيق على التفاوض أربع سنوات جديدة، ولكن الرئيس يصر على المبادرة التى أيدها الشعب الفلسطينى، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ودعمتها الجامعة العربية والعالم أجمع.
ما هو موقف السلطة الفلسطينية من قضية شاليط؟
الفلسطينيون قدموا مقابل شاليط أربعة آلاف شهيد، ومثلهم جرحى، وألفين من المعوقين، هل تعتقدون أن شاليط يساوى هذا العدد، نحن نعتقد أن هذه المسألة لا بد أن تنتهى، إذ لا يستبعد على الإطلاق أن تكون إسرائيل متعللة بشاليط لقتل الفلسطينيين، والمصلحة تقتضى الانتهاء من هذا الأمر بأقل خسائر وأكبر مكاسب.
وماذا عن الاعتراف الدولى بدولة فلسطينية؟
حتى الآن هناك 113 دولة اعترفت بالدولة الفلسطينية، وهناك دول رفعت مستوى التمثيل الدبلوماسى، ونحن سنتوجه للأمم المتحدة للاعتراف بدولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، على كامل تراب الضفة الغربية وقطاع غزة، على حدود 4 يونيو من عام 1967.
وهل تغيرت العلاقات الفلسطينية الأمريكية خاصة بعد الفيتو؟
دعنى أعترف أن الرئيس أبو مازن بمجهوده الكبير وحرفيته السياسية الرائعة، استطاع هزيمة إسرائيل دبلوماسيا، وتعريتها وعزلها دوليا، وأن يحشد 137 دولة لتبنى القرار الخاص بعدم قانونية وشرعية الإستيطان فى الضفة الغربية والقدس، ولكن للأسف استخدمت أمريكا الفيتو بعد اتصالات أجرتها الإدارة الأمريكية ومبعوث الشرق الأوسط، وعرضوا على الأخ الرئيس إغراءات عديدة لعدم التقدم بمشروع القرار، ولكن الرئيس رفض وأصر على موقفه، وقد صوتت لصالح المشروع 14 دولة فى مقابل أمريكا فقط، ولكنى أعتقد أن أمريكا لو أرادت الاستمرار فى تبنى المفاوضات، وتحقيق السلام العادل، فعليها أن تقف على مسافة واحدة من فلسطين وإسرائيل، وإذا أرادت أن تقضى على الإرهاب، فيجب أن يكون للفلسطينيين أولا وطن ودولة وعاصمتها القدس الشريف، حيث إن الاستقرار والأمن الدوليين يتطلبان أن ينال الشعب الفلسطينى حقه كاملا فى وطنه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللجئين بموجب القرار 149، ومبادرة السلام العربية.