في مؤتمر شباب الإخوان: شبه اختلاط وتصفيق لا تكبير!
الحضور جاءوا استجابة لدعوات
"فيسبوكية" لا ورقية وقاطعوا المداخلات بالتصفيق لا بالتكبير كما جرت
العادة، أما "الأخوات" فجلسن في البداية في جانب من القاعة لكن رويدا
رويدا صار الوضع شبه مختلط.. تلك أبرز ملامح مؤتمر "شباب الإخوان-رؤية من
الداخل" الذي افتتح السبت 26-3-2011 أعماله التي تستمر يوما واحدا في أحد
فنادق القاهرة، بحضور نحو 500 شاب وفتاة.
وفي
البداية، حرص المتحدث الإعلامي الوحيد للمؤتمر على تأكيد أن المؤتمر لا
يحمل طابعا انشقاقيا عن الجماعة وان المشاركين به لا يمثلون كل شباب
الإخوان، ويقفون "صفا واحدا" خلف قيادات الجماعة.
جاء
ذلك في كلمة افتتاحية ألقاها محمد ماهر عقل، المتحدث الرسمي الوحيد
للإعلام باسم المؤتمر، بحسب القائمين عليه، وهو ابن الشيخ الراحل ماهر عقل
الذي كان عضوا بالبرلمان في دورة 2005 عن محافظة الشرقية بدلتا النيل.
وقال
عقل في كلمته: "الكثير (من الإعلاميين) حضروا للمؤتمر ظنا منهم أن هذا
مؤتمر انشقاقي، وأنا أعلنها نحن صف واحد خلف قيادتنا حتى النهاية وأقول لمن
راهنوا على ذلك: أنتم واهمون".
وأضاف: "وأيضا أقول لكل الذين قالوا إن الإخوان تنظيم ظلامي وسري تعالوا وانظروا إلى مؤتمراتنا العملية".
وشدد
المتحدث باسم المؤتمر على أن "تجريح الجماعة ومؤسساتها وأفرادها أمر لا
نقبله، ولا أظن أن إخواننا الحضور لا يقبلونه أيضا، وكذلك على أن "أمر
الجماعة ومستقبلها السياسي يهم الجميع، حتى غير الإخوان"، وفي رد ضمني على
ما يبدو لانتقادات صدرت من مصادر إخوانية لدعوة المؤتمر لشخصيات غير
إخوانية.
وحول
تحفظ قيادة الجماعة على عقد المؤتمر، أوضح عقل أن "هذا المؤتمر كان مبادرة
تقدمنا بها لمكتب الإرشاد، بعدما رأينا أن لدى بعض الشباب مبادرات
وأطروحات تتعلق بالجماعة، ولقد رحب مكتب الإرشاد بالمبادرة، لكنه لم يعط
الموافقة النهائية، وذلك لظروف تتعلق بضيق الوقت".
حملة إعلامية "شرسة"
غير
أننا – أضاف عقل – "قمنا بتنظيم هذا المؤتمر في هذا الوقت بالذات نظرا
للحملة الإعلامية الشرسة التي تتعرض لها الجماعة بغية إعاقة تطوير الجماعة
وصرفها إلى الدفاع عن نفسها".
وتحدث
بعدها، سامح البرقي، أحد القائمين على تنظيم المؤتمر فبدأ كلمته قائلا:
"أعتقد أن هذه الجلسة ما كانت لتحدث إلا ببركة ثورة 25 يناير، لذا أدعو
حضراتكم للوقوف دقيقة حداد على شهداء الثورة".
ومتفقا
مع كلمة محمد ماهر عقل، قال البرقي: "البعض نظر للمنظمين نظرة ريبة وأنهم
يسعون للانشقاق، وأعتقد أنه تم الرد على هذه الشبهات"، وأضاف: "لسنا حجر
عثرة في سبيل الجماعة، بل نحن مجموعة ترى أنها يجب أن تفعل وصية النبي صلى
الله عليه وسلم: "الدين النصيحة"..
وفي
إشارة منه لأهمية دور الشباب في تطوير الجماعة، روى البرقي واقعة قائلا:
"كنا منذ حوالي 3 أسابيع في زيارة للأستاذ مهدي عاكف (المرشد السابق) كان
يحكي لنا أنه كان في عام 1954 مسئول الجماعة عن محافظة القاهرة والتربية
البدنية والطلبة، وكان عمره حينها 26 عاما، وحينما راجعناه في هذه المعلومة
مستغربين سنه الصغيرة قال: "يا بني احنا لما اتمسكنا سنة 54 كان أكبر واحد
في مكتب الإرشاد أقل من 40 سنة".
وطرح
البرقي ما اعتبره "إشكاليات" تواجه الجماعة في الوقت الحالي داعيا المؤتمر
لمناقشتها وعرضها "من باب الحرص على الجماعة"، كما يلي:
- وجود رؤية ورسالة واستراتيجية واضحة للجماعة.
- عدم اعتماد الجماعة لأحد الطريقتين (المركزية، اللامركزية) لكنها تميل إلى المركزية، تقريبا.
-
الهيكل الحالي للجماعة، وهل هو الأنسب لها؟ يعني الشكل الهرمي هل هو مناسب
رغم قدمه، "أم أننا في حاجة إلى أشكال أخرى مثل الشكل الشبكي مثلا، خاصة
إذا اعتمدنا اللامركزية"؟.
- مراجعة فلسفة التوظيف بالجماعة؛ "فهل الأولى الثقة أم الكفاءة، يعني إذا كان عندي شخص أكفا، ولكن الآخر أوثق.. أيهما يقدم؟".
- الوصف الوظيفي لكل منصب داخل الجماعة.
-
"إعادة الدور لمجلس الشورى العام وتفعيله، وهذه من النقاط التي تحسب
للمرشد العام السابق أ. مهدي عاكف، حيث أعاد تفعيله وأدواره، لكن بعض أدوار
المجلس كانت تتم بالحد الأدنى وتحت ضغط، ولكن الآن تم رفع يد الأمن عنا
وصار بالإمكان الاجتماع والتلاقي ومناقشة الأمر".
- تفعيل نظم الحكم الرشيد التي من بينها الشفافية والمناقشة.
- تدعيم صور المشاركة الفردية، يعني تحديد الأدوار التي يستطيع الفرد الدخول فيها
-التحول
للعالمية، ومنها النظم المالية التي أعلم أنها محكمة داخل الجماعة تماما،
ولكن حان الوقت لإعلان كل ذلك، ومنها كذلك نظم العضوية.
- الفصل في نقطة المستويات التربوية أو التنظيمية، وتعديل شروط الترقي داخل هذه المستويات.
-
تعديل بنية مجلس الشورى، لأنه كان يتم تمثيله وفقا للوزن النسبي لعدد
الإخوة العاملين في كل مكتب إداري، ونحن نحتاج لإعادة النظر في هذا المعيار
هل هو صحيح أم لا، كما أن مسئولي الأقسام لا يتم تمثيلهم ولا انتخابهم،
وبالتالي هم مستبعدون ولا يوجدون أي انتخابات رغم أن فيهم عقولا رائعة.
-
وضع الأخوات المسلمات لم يعد مقبولا في ظل الوضع الجديد، لأنه كان يتم
استبعادهن بسبب الخوف من بطش الأمن بهن، وللدكتور حلمي الجزار السبق في
اتخاذ قرار بإدخال الأخوات في تمثيل المكتب الإداري لمحافظته.
-
مناقشة علاقة الجماعة بالحزب المرتقب.. وكذلك علاقتها بكل مؤسسة متخصصة،
مثل مشرف من مكتب الإرشاد على الموقع الرسمي,, أو على القناة.. هل ستدار
باستقلالية أم ماذا؟.
غياب أبو الفتوح وحبيب
وعقب
مداخلة البرقي، تم فتح الباب لكلمات من خارج شباب الجماعة، حيث تحدث
الصحفي محمد خيال من جريدة "الشروق" فانتقد إصرار البعض أصر على "اتهام
الإعلام بأنه يحاول تشويه الجماعة وفقا لنظرية المؤامرة".
وقال
خيال إن "الإخوان كانت تحاك ضدهم المؤامرات بالفعل طوال 30 عاما، لكن من
يحيك المؤامرات الآن انتهى وغير موجود على الساحة، فأمن الدولة لم يعد له
وجود".
واعتبر
أن "من قاد حملة تشويه ضد المؤتمر هو د.محمد المرسي عضو مكتب الإرشاد"
الذي انتقد عقده وأكد "عدم رعاية مكتب الإرشاد له"، غير أن بعض الشباب
الحضور رفضوا كلام خيال وقالوا: "إن بعض الإعلاميين يشوه الجماعة وفقا
لأيدولوجيتهم الخاصة ويبتعدون عن الموضوعية، ويتعمدون لي أعناق الكلمات
وإطلاق أوصاف مثل ثورة الشباب على مكتب الإرشاد، ونحن نجدد ثقتنا في
قيادتنا".
يذكر
أن خالد داوود وهيثم أبو خليل كانا من أبرز الشخصيات "الإصلاحية" التي
حضرت المؤتمر في حين غاب كلا من د. عبد المنعم أبو الفتوح ودد. محمد حبيب
وإبراهيم الزعفراني، ولم تعرف بعد أسباب عدم تليتهم الدعوة لحضور المؤتمر.