أكد السيناتور جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكى أن
ما قيل عن ثروة الرئيس السابق حسنى مبارك فى أمريكا خطأ لفظى خلط بينه
وبين الزعيم الليبيى القذافى، مؤكدا فى رده على سؤال حول حجم ثروة مبارك فى
أمريكا، أن القرار يعود للحكومة المصرية فى المطالبة بتجميد أموال الرئيس
مبارك وهو ليس قرار الولايات المتحدة، فهناك حكومة سيتم اختيارها عقب
الانتخابات القادمة فى مصر وستحدد تلك الحكومة اختياراتها وسنحترم نحن ذلك.
وكان الدكتور نبيل العربى، وزير الخارجية، قد أستقبل مساء اليوم جون كيرى،
الذى قال فى تصريحات صحفية عقب اللقاء رداً على سؤال حول إمكانية أن تقوم
الولايات المتحدة بإلغاء بعض الديون على مصر، "لقد تقدمت بمشروع قرار مع
جون ماكين من إنشاء صندوق للتمويل لمساعدة مصر فى إقامة مشروعات صغيرة
ومتوسطة الحجم من أجل خلق المزيد من فرص العمل حتى يسيير الاقتصاد إلى
الأمام خاصة أن الاقتصاد المصرى يعانى حاليا"، مشيرا إلى أن المصريين هم
الذين سيقومون بأيديهم ببناء اقتصادهم والسير به للأمام للخروج من الازمة
الحالية، مؤكداَ أنه استمع إلى أراء المسئولين المصريين حول هذا الموضوع،
كما تم تقديم تلك الرؤية إلى وزيرة الخارجية الأمريكية خلال زيارتها
الأخيرة إلى مصر، وسنبحث الأمر فى الولايات المتحدة التى ستبذل قصارى جهدها
من أجل مساعدة الاقتصاد المصرى، لأنها تريد أن تحقق مصر النجاح .
وأعرب عن أمله فى تمرير المشروع فى الكونجرس فى ميزانية هذا العام ربما على
بداية سبتمبر القادم، وربما قبل ذلك مشيرا إلى أن الصندوق سيبلغ حجمه
حوالى 60 مليون دولار، وسيركز على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وحول ظاهرة
انتشار المظاهرات فى العالم العربى، وما إذا كانت الولايات المتحدة تخشى
من انتشار الفوضى فى الشرق الأوسط، قال كيرى أننا نأمل ونصلى من أجل
الإلهام لما حدث فى مصر ودول أخرى أن يتم احترامه، وأن تحترم الجماعات
المختلفة داخل كل دولة حقوق الجماعات الأخرى بما يسمح للجميع بإبداء رأيه
وهو ما يسمح به المناخ الديمقراطى، ولكن الديمقراطية لا تعنى أن الجميع
يحصل على كل ما يطلبه.
وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة تشعر بالخوف من وصول جماعة الإخوان
المسلمين إلى الحكم، قال إننا لسنا خائفين وأتفهم أنهم يمثلون تشكيلة كبيرة
من أناس مختلفين والأمر متروك للمصريين لتحديد قرارهم فى الانتخابات
المقبلة، معتبرا أن القرار متروك للشعب المصرى والولايات المتحدة، ليست هى
التى تحدد من يحكم بل الشعب المصرى هو الذى يختار الأقدر على تولى الحكم
لتحقيق مصالحه ونحن نحتاج إلى احترام اختيارات الشعب المصرى، ولكن بشرط أن
تكون الانتخابات عادلة ومفتوحة وشفافة ويعتد بها وأعتقد أن هذا ما يريده
الشعب المصرى.
وأشار كيرى إلى أنه بحث مع العربى الأوضاع فى مصر والعلاقات مع الولايات
المتحدة فى المستقبل، مؤكدا التأييد الأمريكى لمصر، مضيفا أنه تم أيضا بحث
الأوضاع فى ليبيا والبحرين والتحديات التى تواجهها منطقة الشرق الأوسط،
وأضاف كيرى أن هناك تركيزاَ أمريكيا حاليا على الأوضاع الإنسانية فى ليبيا،
مؤكدا أن العملية العسكرية الغربية التى تتم حاليا ليس هدفها إزاحة
القذافى، بل إن الجهود تتم بهدف حماية المدنيين والشعب الليبيى الذى يقوم
القذافى بقتلهم، مضيفا إلى "أننا نحتاج الآن إلى الدبلوماسية والمبادرات
الجديدة من أجل محاولة حل المشكلة الحالية على المدى البعيد".
وردا على سؤال حول ما إذا كان ما يحدث فى ليبيا الآن نفس السيناريو العراقى
نفى كيرى ذلك، مؤكداً أنه لا يوجد أى رغبة لدى الولايات المتحدة لوضع قوات
أمريكية أو أجنبية أخرى على الأرض فى ليبيا أو أى دولة عربية أو إسلامية
أخرى، معربا عن أمله فى "أن يكون البعض قد تعلم الدرس، فنحن نريد أن تتمتع
الشعوب بالحرية، وأن تختار بإرادتها، وتعترف حكوماتها بتلك الاختيارات وإذا
كان الشعب الليبى قد قرر التغيير، فإن الأمر متروك له، ونحن لا نريد أن
نرى المدنيين الأبرياء يقتلون أحيانا بأيدى قوات مرتزقة"، مشيرا إلى أن
المصريين نجحوا فى الوصول إلى التغيير بشكل سلمى، مما يعطى نموذجا لتكرار
ذلك فى حالة وجود قيادة مستعدة لاتخاذ قرارات مسئولة، فقد كان الشعب المصرى
يريد رحيل الرئيس مبارك، وهو فى النهاية قرر التنحى واحترم الحقوق المدنية
ومطالب الشعب .
وأضاف أنه بالطبع كانت هناك مشاكل فى مصر، ولكنه لم يكن هناك تحرك عنيف من
الجيش ضد الشعب، بل كان الجيش يتخذ خطوات تتسم بالاحترام، وهذا أمر قابل
للتكرار وهذا هو الشىء الرائع الذى حدث فى مصر ويجب تكراره .