تزايدت احتمالات توجيه ضربات عسكرية إلى ليبيا أمس، الجمعة، حيث أبدت عدد من الدول
الغربية استعدادها لتوجيه ضربات إلى ليبيا، وبرغم إعلان الحكومة الليبية عزمها على
وقف إطلاق النار بشكل نهائى، إلا أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون قالت
إنها غير مقتنعة بالحديث عن وقف إطلاق النار، مطالبة الحكومة الليبية بأن تقوم
بأفعال تظهر وقف إطلاق النار.
وأكدت كلينتون أن قرار مجلس الأمن بفرض الحظر
الجوى هو مجرد خطوة أولى، وأن المجتمع الدولى سيواصل النظر فى الخيارات المتاحة
بشأن ليبيا.
وأضافت كلينتون أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها
فى المجتمع الدولى للضغط على معمر القذافى للرحيل، لدعم الطموحات المشروعة للشعب
الليبى.
فى السياق نفسه، أشارت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أمس،
الجمعة، أنها جاهزة لتنفيذ أوامر بشأن ليبيا ولكنها أضافت أنها لن تناقش أى عمليات
محتملة بينما تتزايد التكهنات بشأن تحرك عسكرى غربى ضد الزعيم الليبى معمر القذافى،
ولكنها رفضت الخوض فى تفاصيل، مؤكدة أنها لا تناقش تفاصيل أى أنشطة للعمليات ولكنهم
مستمرون فى مهمتهم الرئيسية للتدريب والاستعداد كى تكون قادرة على تلبية أى مهمة فى
حال تلقيهم أوامر.
من جانبها استمرت فرنسا فى سياسة الضغط والتصعيد على معمر
القذافى غير مهتمة بقرار وقف إطلاق النار، حيث أعلن وزير الخارجية الفرنسى ألان
جوبيه منذ قليل أن كل شىء معد لشن ضربات عسكرية فى ليبيا وأن وقف إطلاق النار الذى
أعلنه معمر القذافى يجب أن يشمل البلاد بكاملها.
وأضاف جوبيه فى تصريحات
لتليفزيون رويترز أنه يجب أن يتم تحليل شروط وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أنه من
الضرورى أن يشمل جميع أنحاء ليبيا وليس بنغازى وحدها.
وقال إن تعهد وقف
النار سيتم بحثه فى اجتماع قمة فى باريس يوم السبت، وفيما يتعلق بالضربات العسكرية
قال جوبيه: "نحن جاهزون لكن لا يمكنى تقديم تفاصيل أكثر".
فيما أكد فرانسوا
باروان، المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، أمس، الجمعة، أن فرنسا قد تبدأ العمليات
العسكرية فى ليبيا فى غضون ساعات، بعدما أقر مجلس الأمن الدولى التابع للأمم
المتحدة هذا التحرك.
واجتمع الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى بوزير الدفاع
ورئيس الوزراء فى حكومته وقائد أركان الجيش الفرنسى، ومن المتوقع أن يسعى لحشد
التأييد لخطته لاستضافة محادثات بين مندوبين بارزين من الاتحاد الأوروبى والاتحاد
الأفريقى وجامعة الدول العربية فى موعد أقصاه يوم السبت.
وقال باروان لراديو
"ار. تى. الـ" الفرنسى: "الفرنسيون الذين قادوا الدعوة (للتحرك) سيأخذون بالطبع
موقفا متسقا مع التدخل العسكرى ستشن الهجمات سريعا".
ولفت إلى أن فرنسا
ستشارك فى العمليات، مؤكدا أن التحرك سيكون لمساعدة المُحتجين وأنه لا يعنى احتلال
ليبيا المنتجة للنفط.
وعن الطريقة التى سيتم بها البدء فى تنفيذ العمليات
العسكرية نقل مراسل قناة "العربية" أن الغارات الجوية ستنطلق من قواعد عسكرية فى
كورسيكا وصقلية، حيث توجد قاعدة للحلف الأطلسى، وتهدف الضربات إلى تعطيل قدرات
الجيش الليبى واستهداف مخازن السلاح.
وذكر أن المطارات الحربية الليبية
ستكون ضمن أهداف الضربات الجوية، ومن المحتمل شن حرب إلكترونية لشل حركة الطيران
الليبى، وقد أغلقت ليبيا مجالها الجوى أمام أى حركة ملاحة حتى إشعار آخر، على ما
أعلنت الوكالة الأوروبية لمراقبة الحركة الجوية "يوروكونترول"