طرابلس تعلن "وقفاً فورياً" لإطلاق النار بليبيا
أعلن وزير الخارجية الليبي، موسى كوسا، أن القوات التابعة للعقيد
معمر القذافي قررت تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار وتعليق العمليات العسكرية،
واعتبر كوسا أن القرار يأتي تطبيقاً لالتزامات ليبيا بسبب عضويتها في الأمم
المتحدة، بعد القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي بفرض حظر طيران لحماية
المدنيين في البلاد.
وأعرب كوسا، في مؤتمر صحفي عقده في طرابلس،
عن "خيبة أمل" بلاده حيال الخطوات التي أدت إلى صدور قرار مجلس الأمن، وما
جاء فيه من حظر للطيران وتلويح بالعمل العسكري ضد نظام العقيد القذافي،
معتبراً أن هناك "إشارات على أن ذلك قد يحصل بالفعل."
وكان مسؤولون في مركز مراقبة الحركة الجوية بالاتحاد الأوروبي،
قد أكدوا لـCNN الجمعة، أنه تم وقف جميع الرحلات التجارية إلى ليبيا، في
خطوة من شأنها أن تمهد الأجواء لبدء عملية عسكرية ضد قوات العقيد معمر
القذافي، لبدء تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي، بفرض حظر جوي على الدولة
العربية.
جاء هذا الإعلان فيما تتواصل ردود الفعل الدولية حيال الخطوات
العسكرية الممكن اتخاذها بمواجهة نظام القذافي، حيث أعلنت فرنسا أن الضربات
الجوية ضد كتائب الزعيم الليبي ستكون "خاطفة"، بينما نفت ألمانيا وجود أي
نية لديها للمشاركة في ضربات عسكرية بليبيا، في حين أعلنت قطر أنها "قررت
المشاركة في الجهود الدولية الهادفة لحقن الدماء وحماية المدنيين في
ليبيا."
وقال وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله، إن بلاده "لا
تعتبر نفسها معزولة في المجتمع الدولي أو حلف شمال الأطلسي،" بعد امتناعها
عن التصويت لصالح الحظر الجوي على ليبيا، وقال إن جنود بلاده لن يشاركوا في
أي عملية عسكرية على الأرض.
وأضاف الوزير الألماني: "نعتقد أن الذين صوتوا لصالح القرار كان
لديهم نوايا حسنة، ولكننا ننظر إلى المخاطر في المنطقة ككل، وليس في ليبيا
فحسب."
من جانبها، رحبت قطر بالقرار الدولي بشأن الحالة في ليبيا.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله إن
الدوحة: "قررت المشاركة في الجهود الدولية الهادفة لحقن الدماء وحماية
المدنيين في ليبيا. وأكد المصدر احترام دولة قطر لخيارات الشعب الليبي وحقه
المشروع في الحياة الآمنة."
وعبر المصدر في ختام تصريحه عن تطلع دولة قطر "للتنفيذ السريع
لقرار مجلس الأمن بما يوقف نزيف الدم في ليبيا ويحقق الاستقرار والأمن
والأمان للشعب الليبي الشقيق."
وكانت المعارضة الليبية قد احتفلت بتصويت مجلس الأمن في شوارع
بنغازي، المعقل الأساسي للثوار، الذي كان قد تلقى قبل ذلك بساعات تهديدات
مباشرة من القذافي، واحتفل المسلحون في الشارع بإطلاق النار في الهواء.
وقد أيد القرار عشر دول، بينما امتنعت خمس دول عن التصويت على القرار 1973، الصين وروسيا والهند وألمانيا والبرازيل.
القرار يطلب كذلك وقفاً فورياً لإطلاق النار في ليبيا، واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية الكفيلة بحماية المدنيين.
والخميس، استبق القذافي القرار المتوقع لمجلس الأمن الدولي
بكلمة هاتفية للإذاعة الليبية بثها التلفزيون الليبي، سبقها إعلان عن أن
الزعيم الليبي معمر القذافي سيوجه كلمة عبر الإذاعة إلى "أبناء بنغازي
الحبيبة"، توعد فيها أبناء المدينة بأنه "لن يرحمهم" وأنه سيهاجم المدينة
ليلاً، وطالب بخلاء ساحاتها، مشيراً إلى أنه سيتم العفو عن كل من يلقي
سلاحه.
وقال القذافي إن المسلحين، الذين وصفهم بـ"الخونة وشذاذ
الآفاق"، يريدون أن يخضعوا ليبيا إلى الاستعمار من جديد، مهدداً إياهم بقطع
تدفق مياه النهر الصناعي العظيم و"موتهم من العطش"، مشيراً إلى أن ليبيا
ستتحول بذلك إلى فقراء مثل الصومال.