يجمع مسؤولون ومحللون فلسطينيون على أن رحيل الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، وسقوط نظامه سينعكس إيجابيا على مفاوضات صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، المأسور لدى فصائل فلسطينية في غزة منذ 5 سنوات.
ويسود الاعتقاد لدى الفصائل الآسرة بأن المرحلة المقبلة ستشهد تجاوبا إسرائيليا نحو إنجاز الصفقة، وسيجعلها في حل من الضغوط التي كانت تمارس عليها.
وتأتي تقديرات الآسرين في وقت يشهد فيه هذا الملف حراكا إسرائيليا داخليا ملموسا، كان آخره الإضراب العام الذي عم وجه الحياة الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، لمدة خمس دقائق للضغط على الحكومة، كي تعمل على سرعة تحريره.
وأكد القيادي البارز في حركة حماس ومسؤول ملف "شاليط"، الإعلامي أسامة المزيني، أن سقوط مبارك الذي كانت حكومته تتوسط في صفقة التبادل سيعزز الموقف التفاوضي للفصائل الآسرة، متهما النظام المصري السابق بممارسة ضغوط على حركته، بشكل انعكس إيجابيا على نفسية الاحتلال، وعزز من موقفه.
تنازل إسرائيلي
وقال المزيني، "إن انهيار نظام مبارك جعل العدو الصهيوني أكثر تجاوبا في الصفقة عن السابق، فقدم عرضا جديدا تنازل من خلاله عن موقفه السابق الذي تبناه قبل عام".
ورفض المزيني الإفصاح عن أي تفاصيل جديدة تتعلق بهذا العرض، لكنه وصفه بأنه غير كاف وضئيل، ولا يمكن أن يحدث اختراقا حقيقيا في هذا الملف، مشددا على سرية إدارة هذا الملف من حركة حماس والفصائل الآسرة.
ونفى المزيني في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت نيتهم رفع سقف مطالبهم في الفترة المقبلة، قائلا: "مطالبنا واضحة وشروطنا لم نضعها بشكل انفعالي، بل كانت عن دراسة لواقع المعتقلين وظروفهم وأحكامهم، لذلك لا ننوي إجراء تعديلات على القائمة، وطرح أسماء جديدة، كما روجت بعض وسائل الإعلام".
وكشف المزيني أن الوسيط المصري الذي كان يلعب دورا محدودا في الصفقة ترك ملف المفاوضات بشكل كبير، منذ أكثر من عام، بعد دخول الوسيط الألماني عليها وسيطا معتمدا من الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر أن هناك أطرافا كثيرة دخلت على ملف المفاوضات كقطر وتركيا، ولكن دورهم كان محدودا واستكشافيا أكثر منه وساطة معتمدة.
سير المفاوضات
وبدوره أكد الباحث والمختص في الشأن المصري، إبراهيم حبيب، أن غياب مبارك سينعكس إيجابيا على ملف شاليط، وسيولد حراكا لإنجاز الملف لشعور الاحتلال بسقوط حليف مهم كان يساند توجهاته وتطلعاته.
وذكر حبيب أن تنحي مبارك سيجعل سير المفاوضات في صفقة التبادل تصب لصالح الفصائل الآسرة، باعتباره كان محسوبا على الطرف الإسرائيلي، ولم يكن وسيطا نزيها، بل كان طرفا ضاغطا على الجانب الفلسطيني الممثل في حركة حماس والفصائل الآسرة، مستبعدا أن تقدم كل من حماس وإسرائيل على تغيير شروطهما في عملية التفاوض من جديد.
وأكد حبيب أن تل أبيب تعيش بعد سقوط مبارك في مأزق حقيقي، يحتم عليها إتمام الصفقة مع الفصائل الآسرة في أقرب وقت، لأن غياب الدور المصري سيكون له تأثيرات سلبية كبيرة على صعيد هذا الملف.
ومن جهته، يرى مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى في الحكومة المقالة، رياض الأشقر، أن هناك تغيرا حقيقيا في موقف قادة الاحتلال من الصفقة، وسيضطرون إلى دفع الثمن الذي تطلبه الفصائل الآسرة، في تزايد الضغوط من المجتمع الإسرائيلي.
وذكر الأشقر للجزيرة نت أن استطلاعات الرأي الإسرائيلية الأخيرة تشير إلى أن ثلثي الشارع الإسرائيلي أصبح لديه استعدادا لتقبل شروط المقاومة مقابل الإفراج عن شاليط.
وكان رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (المخابرات) السابق، كارمي جيلون، قد دعا الحكومة الإسرائيلية إلى تسريع إجراءات إتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، خشية انعكاس الأوضاع التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط سلبا على مصير شاليط ومجريات صفة التبادل