قوات القذافي تتقدم نحو «بنغازي» والثوار يستعدون لمواجهتها في «أجدابيا»
تقدمت القوات الموالية للرئيس الليبي معمر القذافي شرقا
باتجاه مدينة أجدابيا، التي استعد الثوار فيها لهجوم محتمل، ويأتي تقدم
قوات القذافي على المحور الشرقي في طريقها للوصول إلى مدينة بنغازي التي
يعتبرها الثوار «عاصمتهم» التي انطلقت منها ثورة 17 فبراير لإسقاط حكم
العقيد القذافي الذي يحكم البلاد منذ 42 عاما، بعد إزاحته للملك السنوسي
عام 1969.
وسقطت 4 قذائف صباح الاثنين على مسافة 6 كلم غرب أجدابيا، على مقربة من المدخل الجنوبي للمدينة، في حين فر العديد من المدنيين منها.
ورجحت وكالة الأنباء الفرنسية أن تصبح بنغازي الواقعة على
مسافة 160 كلم شمال اجدابيا، معرضة للخطر بعد أن استعادت القوات الحكومية
مدنا عدة من الثوار خصوصا البريقة التي سقطت مساء الأحد بعد تعرضها لقصف
جوي ومدفعي مكثف من قوات القذافي.
وفي سياق متصل، تتشاور عدة دول غربية مع مندوبين من روسيا،
خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني التي تريد منع العقيد القذافي
من استخدام سلاح الجو الليبي ضد الثوار عبر فرض منطقة حظر جوي.
وتوقعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي تبدأ
جولة تزور خلالها أوروبا وتونس ومصر، أن تلتقي في باريس محمود جبريل المكلف
بإدارة الشؤون الدولية في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة
الليبية.
وكانت قوات القذافي قد أعلنت مساء الأحد أنها ستقوم بحملة
«لتطهير كامل البلاد»، في الوقت الذي بدأت فيه خطوط المواجهة تبتعد عن
العاصمة الليبية طرابلس التي يتحصن فيها القذافي، وتتجه المعارك شرقا نحو
معقل الثوار في مدينة بني غازي الساحلية، وعلى بعد ستة كيلومترات غرب
أجدابيا التي أصبحت في أول خطوط الجبهة بين قوات المعارضة، والقذافي. وأكد
عدد من الثوار سقوط 5 جرحى نتيجة قذائف مدفعية القذافي، حسب طبيب في مستشفى
المدينة.
وقال جمال منصور الضابط في سلاح الجو الليبي الذي انضم إلى
الثوار إنها غارات جوية شنتها مقاتلات سوخوي 24 الروسية الصنع. وعلى الطريق
بين أجدابيا وبنغازي كان العديد من المدنيين صباح الاثنين يفرون من
المدينة شرقا في شاحنات صغيرة محملة بالحقائب.
واعترف منصور بأن الثوار «غير مجهزين» لمواجهة قوات القذافي
التي تستخدم القصف الجوي والبحري والمدفعي بكثافة حيث يقتصر تسليح الثوار
على «معدات حربية محدودة»، ودعا الضابط الليبي الغرب لشن «ضربان محددة على
المنشآت العسكرية لتخفيف الضغط» كما اقترح أن تقوم باريس «بعمليات قصف من
جانب واحد». ويخشى الثوار من بطء رد الفعل الغربي، واستثمار القذافي لتردد
بعض الدول الكبرى في اتخاذ إجراءات حاسمة.
وفي بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية على بعد حوالي 1000 كيلو
متر شرق طرابلس ساد جو من التوتر، خاصة بعد إعلان عدد من الدول موافقتها
على تطبيق حظر جوي، لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن فيما تواصل قوات القذافي
ضرب المدن التي سيطر عليها الثوار لأسابيع.
وكانت جامعة الدول العربية قد دعمت السبت فرض الحظر الجوي،
ودعت مجلس الأمن للسماح بفرض منطقة الحظر لحماية المدنيين، فيما أعربت كل
من الصين وروسيا وهما من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن عن شكوكهما
حول الغرض من فرض الحظر، الذي عارضته الهند.
من جانبه قرر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين منع
القذافي وعائلته من دخول الأراضي الروسية والقيام بعمليات مالية في البلاد
وذلك في مرسوم نشر على موقع الكرملين على الانترنت.
وفي الغرب كان الثوار لا يزالون يسيطرون على مصراتة التي تقع
على بعد 150 كلم شرق طرابلس لكن إطلاق نار من أسلحة أوتوماتيكية لا يزال
يسمع في محيطها بحسب أحد السكان.
ودعا الزعيم الليبي كلا من الصين والهند وروسيا الى ان تتولى
شركاتها استثمار النفط في ليبيا بعد رحيل معظم الشركات الأجنبية. وكانت
شركة النفط الوطنية الليبية دعت لاستئناف العمل مؤكدة أن موانئها النفطية
أصبحت «آمنة».
ونددت منظمة هيومان رايتس ووتش الأحد بقيام القوات الموالية
للعقيد الليبي بقمع أي تحرك معارض في طرابلس "بوحشية" متحدثة عن اعتقالات
تعسفية وحالات اخنفاء قسري، وتعذيب.