الارتياح كان السمة التى غلبت على انطباعات المثقفين ممن التقوا عمرو موسى، حتى إن
بعضهم تغيرت فكرته عن الرجل بشكل إيجابى، مثل الناقد د.محمد بدوى الذى بدا عليه
التفاؤل الشديد، وهو يقول إنه رغم ميله للدكتور محمد البرادعى، إلا أنه لن ينزعج
إذا جاء عمر موسى رئيسا للجمهورية.
اللقاء كان أمس الأول، وحضره
نحو 30 مثقفا بين كاتب وفنان تشكيلى وسينمائى، منهم إبراهيم أصلان، ومجدى أحمد على،
وصلاح عيسى، وعادل السيوى، وإبراهيم عبدالمجيد، ومحمد هاشم.
مسألة
الاستفتاء على التعديلات الدستورية كانت النقطة الأهم فى الجلسة، وقد أراح الحضور
توافق رأى موسى مع آرائهم فيها، وجذب انتباههم توافق رأيه مع رأى الدكتور البرادعى
فى عدة نقاط، منها أن المرحلة المقبلة لا تحتمل ترقيع الدستور الحالى، خاصة فيما
يتعلق بالمواد التى تمنح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية، حيث إنه من الممكن بسبب
هذا الترقيع «أن يخلق ديكتاتورا جديدا»، فضلا عن أن الفترة المحددة لإجراء انتخابات
برلمانية غير كافية، ربما ستكون نزيهة وغير مزورة إلا أنها ستأتى بأغلبية من
الإخوان المسلمين وبقايا الحزب الوطنى، حيث لا توجد أى جهات أو أحزاب منظمة حاليا
باستثنائهما، وهى النقاط نفسها التى أشار إليها البرادعى فى لقائه مع يسرى فودة
وريم ماجد.
تطرق الحديث إلى الثورة الليبية، وقال موسى بحسب الشاعر إبراهيم
داود إنه على اتصال دائم بالثوار الليبيين، وأن المسألة معقدة جدا، لكنه أكد أن
اليوم ستطرح مبادرة من الجامعة العربية، وسوف تكون مرضية للشارع.
واتفق
الجميع بمن فيهم موسى على ضرورة انتخاب جمعية تأسيسية لصياغة دستور مناسب، بعيدا عن
هذه «التعديلات المشوهة» التى سوف تحدث انتكاسة للثورة، بحسب الكاتب محمد رفاعى
الذى قال إن موسى كان يسمع أكثر مما يتكلم، وأوضح أن اللقاء كان مفيدا للتعرف أكثر
على الرجل مباشرة، ومناقشته فيما أشيع حوله الفترة الماضية، حيث يرى رفاعى أن موسى
تعرض لحملة تشويه، كالتى تعرض لها البرادعى، ويستعجب مما قيل حول أنهم أرسلوا له
رائد أمن دولة ليأمره بالنزول إلى الشارع والتحاور مع الثوار، حتى لو كان أمن
الدولة سيستخدم أمين عام جامعة الدول العربية، فمن المؤكد أنه لن يرسل له ضابطا
برتبة رائد، ذلك أن الرجل كانت له مواقف واضحة تجاه النظام القديم، أقيل بسببها من
وزارة الخارجية المصرية.