قوات القذافي تخرج المعارضين من مناطق في شرق ليبيا وفرنسا تعترف بالمجلس الوطني المعارض
تتقدم القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي في
شرق البلاد في المناطق التي يسيطر عليها معارضوه، الذين حظوا باول اعتراف
دولي بمجلسهم الوطني مع اعلان فرنسا اعترافها بالمجلس.
وبعد قصف مكثف وهجوم بالقذائف على بلدة راس لانوف
النفطية، شوهد مقاتلو المعارضة يخرجون من البلدة متجهين شرقا، وذكر
التلفزيون الليبي الرسمي انه "تم تطهير مطار وميناء السدرة من المسلحين".
وكانت راس لانوف والبريقة، التي تبعد 90 كيلومترا شرق راس لانوف وهي بلدة نفطية ايضا، تعرضت لقصف جوي كثيف.
يذكر ان البريقة التي تبعد 90 كيلومترا الى الشرق من راس لانوف لم تكن هدفا لهجمات قوات القذافي لايام.
وقال معارضون وشهود عيان إن قوات القذافي قصفت مجددا بلدة راس لانوف النفطية بشرق ليبيا اليوم الخميس.
وقال مراسل بي بي سي في المنطقة مصطفى المنشاوي ان مستشفي راس لانوف تم اخلاؤه بعد تعرض سور المستشفي للقصف.
وافاد شهود عيان بان المسجد المجاور للمستشفى تعرض
للقصف أيضاً، وتوجد المستشفي في منطقة سكنية تسكن فيها اسر العاملين في
شركة راس لانوف للنفط الواقعة في المنطقة.
وتحدثت انباء نقلا عن جماعات المعارضة المنسحبة من البلدة عن جثث ملقاة في الشوارع.
وذكرت وسائل الاعلام الليبية الرسمية ان القوات الحكومية سيطرت على مطار وميناء السدرة شرق البلاد، وكذلك على بلدة بني جواد.
وكان شهود عيان تحدثوا خلال يوم الخميس عن قذائف
او صواريخ تهبط على بعد بضعة كيلومترات من مصفاة راس لانوف، وبالقرب من
مبنى تابع للشركة الليبية الاماراتية لتكرير النفط.
وذكر ايضا ان القصف يأتي في ما يبدو من اتجاه البحر، ولم يتسن التأكد من هذا.
وتحدثت انباء اخرى عن اطلاق المعارضة الليبية
المسلحة صواريخ باتجاه البحر، بعدما افادت تقارير بان زوارق حربية ليبية
ربما هاجمت مواقع للمعارضة من البحر المتوسط.
واوقف هجوم مضاد للقوات الموالية للزعيم الليبي
معمر القذافي تقدم المعارضين على الساحل الشرقي الليبي اذ اضطروا
للانسحاب من بلدة بن جواد الاستراتيجية بعد تعرضهم لاطلاق نيران كثيف.
ونقلت وكالة رويترز عن مقاتل يدعى عادل يحيى مساء
يوم الاربعاء قوله: "جئنا الى بن جواد لكن الزوارق الحربية أطلقت النيران
علينا فانسحبنا".
وفي ذلك الوقت لم يستطع العقيد المنشق بشير عبد
القادر تأكيد ما اذا كانت سفن تابعة للبحرية قد استخدمت وان قال "تعرضنا
لقصف من جهة البحر".
وقالت المعارضة المسلحة يوم الخميس انها الان
متمركزة على مشارف بن جواد وقرب مجمع السدرة النفطي الذي تعرض لضربة
مباشرة خلال القتال يوم الاربعاء مما أدى لتصاعد الدخان الاسود وألسنة
اللهب.
ولم يتمكن المعارضون الذين سيطروا على أجزاء
كبيرة من الشرق والذين باتوا اكثر تنظيما من الاستيلاء على الطريق
الساحلي غربي سرت مسقط رأس القذافي اذ منعت الدبابات والمقاتلات تقدمهم.
اعتراف
وعلى الصعيد السياسي، اعلنت فرنسا اعترافها
بالمجلس الوطني الليبي الذي شكلته المعارضة الليبية في مدينة بنغازي بعد أن
غادرتها قوات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.
وصدر الاعلان عن مكتب الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي ان فرنسا تعترف بالمجلس كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي.
وجاء الاعتراف بعد لقاء الرئيس الفرنسي مع ممثلين
للمعارضة، وبعد يوم من مطالبة نواب البرلمان الاوروبي بان يعترف الاتحاد
الاوروبي بحكومة المعارضة.
وفي بروكسيل، حيث يلتقي وزراء خارجية الاتحاد
الاوروبي ووزراء دفاع حلف شمال الاطلسي (ناتو)، حث وزير الخارجية الفرنسي
آلان جوبيه الزعماء الاوروبيين على التحدث مع من وصفه بالزعيم الليبي
الجديد في بنغازي ـ في اشارة الى رئيس المجلس الوطني الليبي.
وفي واشنطن، سيشارك سفير ليبيا لدى الولايات
المتحدة وسفيرها في الامم المتحدة مع مواطنين ليبيين في امريكا وكندا في
مؤتمر الجمعة لمطالبة ادارة الرئيس باراك اوباما بالاعتراف بحكومة
المعارضة.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان
الادارة الامريكية تستعد لاقفال السفارة الليبية في واشنطن مشيرة الى ان
بلادها علقت التعامل مع السفارة الموجودة وداعية طاقمها الى التوقف فورا عن
ممارسة اي نشاط كسفارة لليبيا.
ومن جانبه نفى السفير الليبي لدى واشنطن علي
العجيلي لبي بي سي ان يكون تبلغ رسميا القرار مؤكدا ان سيجتمع لاحقا
بمسؤولين في الخارجية الامريكية و الكونجرس لمتابعة الموضوع.
أزمة إنسانية
ومع زيادة حدة القتال تزداد المخاوف من كارثة انسانية على الحدود الليبية، وتقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها "تستعد للاسوأ".
واشار جاكوب كالينبيرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس انه يستعد "للاسوأ" في ليبيا مشيرا الى احتمال وقوع "حرب اهلية".
وكانت فاليري آموس منسقة الأمم المتحدة لشؤون
الإغاثة قالت ان حوالى مليون من العاملين الاجانب، ممن خرجوا من ليبيا او
ما زالوا محتجزين بسبب القتال هناك، يحتاجون الى مساعدات طارئة في الاسابيع
المقبلة.
واضافت ان هناك حاجة لنحو 160 مليون دولار لادارة المعسكرات والاغذية والرعاية الصحية ومياه الشرب والصرف الصحي.