تصاعدت الاحتجاجات القبطية لليوم الرابع على التوالى احتجاجا على هدم كنيسة
الشهيدين مار جرجس ومارمينا فى قرية صول بمركز أطفيح فى محافظة حلوان، ووجه
المعتصمون اللوم لمؤسسات الدولة، ولوحوا برفع سقف المطالب فى حالة عدم الاستجابة
لمطالبهم.
وتحول كورنيش ماسبيرو إلى مشهد مصغر من ميدان التحرير،
حيث تشكلت لجان لتفتيش القادمين إلى مقر الاعتصام، ولجان إعاشة لتوزيع مأكولات
وأغطية على المعتصمين، إضافة إلى عدد من الإذاعات التى ردد من خلالها المتظاهرون
الهتافات والكلمات، إلا أن الأغانى الوطنية استبدلت بترانيم، واستبدلت أعلام مصر
بصلبان.
وبعكس المظاهرات القبطية السابقة فقد قل نفوذ رجال الدين على
المتظاهرين، وخاطب أحد الشباب الذين كانوا يقودون الهتاف على منصة الإذاعة الرئيسية
الأقباط قائلا: «أنا عايزك تعرف أنك مش جاى ورا أب أو كاهن ولا غيره، أنت جاى علشان
تبقى مواطن درجة أولى».
وعلق المتظاهرون قائمة بمطالبهم، التى استجاب الجيش
لبعضها وهى الإعلان عن بناء الكنيسة المهدومة فى موقعها، وإعادة أهالى قرية صول إلى
بيوتهم، والإفراج عن القمص متاؤوس، وبقى من القائمة التى رفعها المعتصمون بعض
المطالب منها المطالبة بمحاسبة المسئولين عن الاعتداء على الكنيسة الذى أذاع موقع
الأقباط متحدون قائمة بأسمائهم من واقع تعرف أهالى قرية صول عليهم، وقال الموقع: أن
بين المتهمين مخبرا بأمن الدولة وهو من حرّض باقى المتهمين على مهاجمة
الكنيسة.
وحذر أحد الشباب الذى كان يتحدث إلى المعتصمين المسئولين عن الحكم
بأن تأخر الاستجابة إلى مطالب الأقباط سيؤدى إلى رفع سقف المطالب.
وقال
بيشوى عماد (23 سنة)، يعمل محاسباً: «نريد أن نبدأ عهدا جديدا، لا نريد ما حدث فى
عهد مبارك أن يتكرر، نريد عهداً جديداً يعامل فيه كل المواطنون باحترام ومساواة، فى
ظل دولة مدنية».
وقال عماد حليم وديع: «هناك مؤشرات جعلت الأقباط يخافون،
ومنها تعيين لجنة تعديل الدستور من شخصيات محسوبة على التيار الإسلامى، واستقدام
الشيخ القرضاوى إلى ميدان التحرير».
ووقوف مجموعة من الشباب الأقباط يتحدثون
إلى أحد المسلمين جاء للتضامن معهم فى اعتصامهم، وسادت روح الود بين الطرفين بالرغم
من اختلافهم فى وجهات النظر فى بعض الأحيان، وسرد الشباب صور التمييز ضد الأقباط،
فرد عليهم الشخص المسلم بأنه يتفق معهم فى ضرورة المساواة الكاملة بين المصريين،
كما وقف على المنصة شخص عرف نفسه بأنه مسلم من ميت حلفا دقهلية جاء للتضامن مع
المعتصمين ضد المساس بدور العبادة.
ورد الأقباط على المسلمين، الذين جاءوا
للتضامن معهم بأن مظاهرتهم سلمية للتأكيد على مطالب الدولة المدنية والمساواة
الكاملة بين المواطنون.
وسادت حالة من الغضب تجاه الإعلام المصرى بسبب ما
اعتبروه تجاهلا لاحتجاجات الأقباط، ورفع أحد المتظاهرين لافتة مكتوباً عليها:
«البقاء لله فى الإعلام المصرى».