فى تطور سريع وملحوظ للأحداث على الساحة المصرية، نظم مجموعة من المواطنين الأقباط،
بشارع القلعة التابع لحى السيدة عائشة أمس، مظاهرة اعتراضاً على الاعتداء على كنيسة
صول بأطفيح، وعدم البدء فى إعادة البناء حسب وعود المسئولين.
وأكد أحد شهود
العيان، أن الأقباط اعترضوا الطريق لمدة ساعتين وسط ذعر كبير من المارة، وشوهدت
بأيدى البعض زجاجات مولوتوف، ونقل البعض أنباء تفيد حدوث اشتباكات بين المارة
والمتظاهرين، ووقوع عدد من الإصابات كما أدت الاشتباكات إلى اشتعال النيران بجامع
الزرايب بمنطقة المقطم، كما تظاهر أيضا آلاف الأقباط أمام مبنى ماسبيرو ومعهم
العشرات من الكهنة لإصدار بيان رسمى من اللواء محسن الفنجرى بالالتزام ببناء
الكنيسة، وطالب المتظاهرون بالإفراج عن القس المحبوس متاؤوس وهبة والإفراج عن
الراهبة مريم وبناء مطرانيه مغاغة وإعادة تعديل المواد الدستورية التى تم تعديلها
من أفراد محايدين ومحاكمة مسئولى التليفزيون الذين يتجاهلون مظاهراتهم
واعتصامهم.
وهتف المتظاهرون قائلين: التليفزيون الفاشل آهوه، وطلب عدد من
الكهنة المشاركين فى المظاهرات عدداً من المطالب، منها إعادة بناء الكنيسة وإعادة
الأقباط الذين تم طردهم من بيوتهم من منطقة أطفيح.
من جانبه، قال أحمد محمود
إمام أحد المساجد بالجيزة، جئنا اليوم للمشاركة فى مظاهرات الأقباط فى التنديد
بمطالبهم، ومستعدون لإعادة بناء الكنيسة الذين قاموا بتدميرها مجموعة من الخارجين
عن القانون.
وفى استجابة لمطلب من مطالبهم، أكد مصدر أمنى لـ"اليوم السابع"،
أنه تم الإفراج عن القس المحبوس متاؤوس وهبة والذى كان يقضى فترة عقوبة سجن 5
سنوات.
وقال المصدر، إن قرار الإفراج صدر مساء أمس، من مكتب النائب العام
المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، وقد قام بتسلم القس متاؤوس وهبة من محبسه عدد
من رجال الدين المسيحى وتوجه إلى منزله مباشرة.
من جانبه، أمر البابا شنودة
الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية جميع الأساقفة والقساوسة التابعين
للكنيسة المصرية بالنزول إلى الشارع وبذل كل ما فى وسعهم للسيطرة على شباب الأقباط
الذين يقطعون الشوارع ويشتبكون مع المسلمين من أجل ردعهم وإرجاعهم إلى منازلهم، وفض
التظاهرات القبطية التى كانت تقطع الكبارى الطرق الرئيسية فى القاهرة والطريق
الدائرى.
وقال القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء فى تصريح خاص
لـ"اليوم السابع"، إن البابا علم بالتطورات الأخيرة وأبدى استياءه الشديد من
التجاوزات التى وقعت، ومن أجل ذلك أمر جميع الآباء والأساقفة بالنزول إلى الشارع
وفض التظاهرات القبطية.
وأضاف بسيط، أنه توجه بالفعل إلى الطريق الدائرى
وأمر الشباب القبطى بالانصراف وبحسب قوله انصرفوا جميعاً، مشدداً على أن العديد من
الكهنة قد سلكوا نفس سلوكه، وأن التجمعات القليلة المتبقية سيتم قضها خلال ساعة على
الأكثر، وأكد بسيط أن جميع الكهنة والقساوسة مقتنعين بكل الإجراءات التى اتخذها
الجيش من أجل إعادة بناء كنيسة وأنهم اطمئنوا على جدية هذه الإجراءات على أرض
الواقع، وقال بسيط كلنا شاعرين بالفخر تجاه جيش مصر العظيم ونحن مطمئنون للخطوات
الإيجابية التى اتخذها والتى كان من شأنها تهدئة الأوضاع المحتقنة بعد هدم كنيسة
أطفيح.
وفى محاولة لتهدئة الأوضاع، يلقى الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامى،
غداً فى مدينة أطفيح محاضرة، بحضور عدد من القيادات التنفيذية والشعبية، فى إطار
المصالحة بين المسلمين وإخوانهم الأقباط.
وكشف الشيخ مظهر شاهين الداعية
بقناة الرحمة، أن فضيلة الشيخ محمد حسان سوف يلقى محاضرة غداً فى أطفيح بعد صلاة
العصر فى حضور عدد من الشخصيات البارزة، وذلك عقب الأحداث المؤسفة التى وقعت فى
أطفيح خلال الأيام الماضية.
من جهة أخرى، قال ائتلاف شباب الثورة على صفحته
بموقع الفيس بوك، إنه سيقوم مع عدد من القوى الوطنية بزيارة للتضامن مع أهالى أطفيح
والصف.
وطالب ائتلاف شباب الثورة والذى يضم شباب حركات "6 إبريل والعدالة
والحرية والإخوان المسلمين ودعم البرادعى وحزب الجبهة" المجلس العسكرى ببدء أعمال
بناء كنيسة "أطفيح" بنفس المكان الذى بنيت فيه سابقا داعيا إياه نفى الشائعات التى
تدور حول نية الجيش عدم بناء الكنيسة فى نفس مكانها الأصلى.
وقال ائتلاف
الشباب فى بيان لهم أمس، الثلاثاء، إن مصداقية المجلس العسكرى اكتسبها من انحيازه
لحقوق الشعب وحريته وإعلانه الالتزام بمجموعة من الأمور كان منها احترامه والتزامه
بكافة المواثيق والعهود الشرعية الدولية لحقوق الإنسان.
أضافوا أن حق
التعبير وممارسة الطقوس والشعائر الدينية واحترام قدسية وحرمة أماكن العبادة هو أمر
لا يمكن التهاون فيه أو السكوت عنه، مضيفين "نحن على ثقة أن الجيش المصرى وعلى رأسه
المجلس الأعلى على علم ودراية بمشروعية وأهمية ممارسة واعتناق العقائد والأفكار فى
العلن دون معوقات".