معهد التخطيط: الدولة كان يحكمها اللصوص
اكد خبراء معهد التخطيط القومي ان الثورة
الشعبية كشفت عن كم الفساد الموجود في الدولة المصرية في السنوات السابقة و
اظهرت ان »عصابة من اللصوص كانت تحكم البلد« علي حد قولهم .
ودعوا خلال ندوة نظمها معهد التخطيط امس »آفاق النمو الاقتصادي في
مصر بعد الأزمة العالمية و الثورة يناير 25« برئاسة الدكتور حسام
نجاتي الي عدم التهويل من الخسائر الاقتصادية من جراء الثورة مؤكدين ان
هناك مستقبل مصر الاقتصادي سيكون أكثر نموا و رخاء خلال السنوات المقبلة
وطالبوا بتاسيس مجلس رئاسي مدني عسكري
لإدارة شئون الدولة مع مد الفترة الانتقالية بما يسمح بتهيئة الاوضاع
لاجراء انتخابات ديمقراطية سليمة محذرين من الدخول في عهد جديد "
بدستور قديم استبدادي "
وقدروا الاموال المنهوبة من مصر في ظل
النظام السابق بانها تصل الي 100 مليار دولار مؤكدين ان اعادتها تحتاج
الي اخطار دول العالم بوقف التعامل عليها و بدا خطوات طويلة لإثبات أحقية
مصر فيها.
وقال الدكتور إبراهيم العيسوي مستشار
معهد التخطيط ان عدد الفقراء الفعلي في مصر لا يقل عن 50 ٪ لافتا
الي ان خطوط الفقر الي كانت تتبعها الحكومات السابقة كانت تعتمد علي ما
اسماه بخطوط الفقر " غير الاخلاقية "
واشار الي ان تزايد معدل الاعتصامات و
الاضرابات بين عامي 2004 و2010 كانت انذاراً للحكومة و لكنها لم
تستمع اليه وبلغ عددها 1331 احتجاجا كان الجانب الأكبر منها يطالب
بتعديل الاجور و توفير وحدات سكنية وبلغ عدد المشاركين فيها طبقا
لدراسة حديثة 1.7 مليون شخص.
وقال العيسوي ان هناك مغالطات و تهويلاً
فيما ينسب الي خسائر الثورة، مشيرا الي انها لم تنتج بسبب شباب الثورا
و لكن نتيجة ممارسات الثورة المضادة و لجوئها الي التخريب.
وأوضح ان هناك تقديرات تشير الي ان
الخسائر تصل الي 610 ملايين جنيه يوميا وهو ما يعادل 37
مليار جنيه خلال شهرين، مشيرا الي انها تشكل توقفاً للدخل القومي بما
لا يزيد علي 9 ايام فقط وقال : " هذا ليس ثمنا باهظا لتغيير نظام
".
واكد العيسوي ان الاقتصاد يتطلب اجراءات
عاجلة تتمثل في تحقيق قدر اكبر من العدالة الاجتماعية وإتاحة فرص العمل،
مطالبا بوضع برنامج لحل مشكلات تأخر حلها كثيرا للعاملين و العاطلين.
ودعا الي وضع حد ادني لا يقل عن 1200
جنيه للاجور علي ان يتم بصورة متدرجة لحين توافرالموارد وشدد علي ضرورة
وضح " حد اقصي " للاجور في الوقت الحالي و اعادة توزيع مستويات الاجور
داخل المؤسسات خاصة انه قرار لا يحتاج الي قوانين جديدة.
وطالب بعدد من الاجرءات لزيادة موارد
الدولة منها تطبيق ضريبة تصاعدية فضلا عن اخضاع نشاط البورصة للضريبة،
مشيرا الي ان هذا يحدث في كافة الدول المتقدمة وقال " لا يعقل أن
يستحوذ الاجانب علي ارباح البورصة ويحولوها للخارج بدون دفع ضرائب " كما
طالب بوضع ضريبة علي الارباح الرأسمالية و العقارات ووقف قطار الخصخصة و
الحد من عشوائية الاسواق واصلاح المشروعات التي مازالت في حوزة القطاع
العام.
وقال الدكتورعلي سليمان استاذ بالجامعة
البريطانية وخبير سابق بالتعاون الدولي ان شباب الثورة استطاع ان يمحو ما
اسماه ببهتان الظلم و الفساد في العهد السابق، مشيرا الي ان الثورة
تحتاج الي شعار اقتصادي في المرحلة المقبلة يركز علي قضايا التشغيل
وزيادة الناتج المحلي الي جانب الترشيد الاقتصادي للاستفادة من الموارد
فضلا عن تحقيق العدالة الاجتماعية وهو احد مطالب الثورة .
وأكد ضرورة وضع برنامج قومي للتشغيل
يركز علي الصناعات كثيفة العمالة منها الغزل و النسيج وإعادة النشاط لقطاع
السياحة وضمان فرص العمل للمصريين في الخارج خاصة انهم احد اهم مصادر
الدخل الاجنبي و تمثل التحويلات نحو 8 ٪ من الناتج المحلي
الاجمالي.
وطالب سليمان الاهتمام بالخارجية المصرية
بشأن و كرامة المواطن المصري في الخارج، لافتا الي ان العامل المصري أجره
متدني في بعض الدول العربية بالمقارنة لمثيله من الدول الشقيقة و الجنوب
آسيوية.
وقال ان الخارجية المصرية في ظل النظام
السابق اصبحت وزارة للتشهيلات والتسوق ولابد من إعادة النظر لتفعيل
دورها في حماية المصريين في الخارج في ظل النظام الجديد.
وقالت الدكتور فادية عبد السلام مدير
التخطيط القومي ان معدلات النمو في الفترة القادمة ستكون افضل بعد الثورة
الشعبية مؤكدة ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية في كافة المجالات من
التعليم والصحة وغيرها وشددت علي ضرورة استعادة المليارات المنهوبة و
الغاء قانون المصرف العربي الدولي ووضعه تحت رقابة البنك المركزي.