"القذافى يبحث عن خروج أمن" ؟!
ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن الزعيم الليبى معمر
القذافى أبلغ المجلس الوطني بيطلب القذافي الانتقالي الذي يمثل الثوار
باستعداده للتنحي عن حكم البلاد شريطة تأمينه وعائلة، وضمان سلامة أموالهم
وعدم تعرضهم للمحاكمة في الداخل أو الخارج.
ويأتي هذا فيما
أعلن المجلس الوطني رفضهم لأي حوار مع القذافي إلا بشأن تنحيه عن الحكم،
كما أعلنوا استعدادهم لمعركة طويلة معه إذا أصر على البقاء.
وأضافت
الصحيفة نقلا عن مصادرها في ليبيا، الإثنين 7-3-2011، أن القذافي إذا حصل
على ضمانات بخروج آمن سيعلن تنحيه أمام مؤتمر الشعب العام (البرلمان)، وفق
الرسالة التي حمَّلها لمفاوض باسمه إلى المجلس الوطني، والتي ورد فيها أيضا
مطالبته بمساعدته في الخروج إلى البلد الذي سينتقل إليه، وألا تجري
ملاحقته قضائيا، بما في ذلك المحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
إلا أن الصحيفة لم تتحدث عن رد المجلس الوطنى على هذا العرض، مكتفية بالقول إن الاتجاه الشعبى الآن فى ليبيا يرفض الحوار مع القذافى.
وكان
جاد الله عزوز الطلحي، رئيس الوزراء الليبي في الثمانينات، وهو من شرق
ليبيا، ظهر في التلفزيون الحكومي وهو يقرأ كلمة موجهة لشيوخ قبائل مدينة
بنغازي يدعوهم فيها لحوار وطني لوقف غراقة الدماء.
وردا
على سؤال لوكالة "رويترز" عن هذه الكلمة قال أحمد جبريل، المسئول بالمجلس
الوطني، إنه على معرفة وثيقة بالطلحي، وهو شخصية محترمة في ليبيا كرجل وقف
أمام القذافي، إلا أن المحتجين أوضحوا أن أي مفاوضات يجب أن تكون على أساس
تنحي القذافي "وليس هناك أي تسوية أخرى".
معارك متفرقةفى
سياق متصل سددت اليوم طائرات حربية ليبية ضربات جوية ضد مواقع في بلدة
"رأس لانوف" الإستراتيجية الواقعة في قبضة الثوار، في الوقت الذي سمع دوي
الدفاعات الجوية جنوبي المنطقة التي شهدت، الأحد، مواجهات بين الثوار
وكتائب القذافى، وتضاربت حينها الأنباء إزاء الطرف الذي يسيطر عليها.
بينما
قال المجلس الوطني الليبى، أن قوات المعارضة المسلحة صدت القوات الموالية
للزعيم معمر القذافى في الزاوية ومصراتة الأحد، وصارت المدينتان "محررتين"
الآن، ونقلت صحف عربية عن مصادر داخل المجلس قوله "أن جميع المدن في شرق
البلاد ما زالت محررة".
كما نقلت "رويترز" عن سكان في بلدة
مصراتة الليبية أن المسلحين المعارضين صدوا هجوماً للقوات الموالية للزعيم
الليبي معمر القذافى على البلدة.
واستخدمت القوات
الحكومية الدبابات والمدفعية في هجوم بدا الأكثر تركيزاً حتى الآن في مسعى
لاستعادة البلدة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة، ولكن المسلحين
المعارضين صدوهم ودفعوهم للتقهقر.
سلاح وأموال للثورةوفيما
يتعلق بالموقف الخارجي مما يجري في ليبيا قال الكاتب البريطاني المتخصص في
شئون الشرق الأوسط، روبرت فيسك، إن الولايات المتحدة التى تحاول جاهدة
تجنب التورط العسكري في ليبيا طلبت من المملكة العربية السعودية تزويد
الثوار الليبيين بالأسلحة.
وقال فيسك في مقالته بصحيفة
"The Independent" البريطانية، الإثنين، إن واشنطن التى تحاول تجنب التورط
المباشر في الصراع الدائر بين القذافى القابع في سدة الحكم منذ عام 1969
وخصومه الذين يحاولون الإطاحة به سألت السعوديين عما إذا كان بوسعهم إرسال
عتاد عسكري إلي بن غازى التى يسيطر عليها المتمردون.
وأضاف
فيسك أن السعودية، التي واجهت بالفعل "يوم غضب" يوم الجمعة الماضية من
الطائفة الشيعية الموجودة في البلاد والتي تشكل نسبة 10%، وتفرض حظرا على
جميع المظاهرات، لم ترد إلى الآن على طلب واشنطن "السري للغاية"، على الرغم
من أن "الملك عبد الله يشعر شخصيا بالاشمئزاز من الزعيم الليبي الذي حاول
اغتياله قبل عام مضى".
وذكر الكاتب البريطانى أن طلب
واشنطن يتماشى مع تاريخ التعاون العسكري الأمريكي مع المملكة. مشيرا إلى أن
السعودية لا تزال هي الحليف العربي الوحيد الذي يتمتع بالموقع الإستراتيجي
والقدرة على تزويد الثوار الليبيين بالأسلحة.
وذكر فيسك أن "العتاد يمكن أن يصل بنغازي في غضون 48 ساعة، لكنه سيحتاج إلى نقله لقواعد جوية في ليبيا أو إلى مطار بنغازي".
وفي
حالة إذا وافقت الحكومة السعودية على الطلب الأمريكي-بحسب فيسك- فإنه
سيكون من المتعذر تقريبا علي الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إدانة المملكة
على أي استخدام للعنف ضد الشيعة في المناطق الشمالية الشرقية من البلاد.