قال وزير خارجية فرنسا "الآن جوبيه" إن بلاده لاحظت منذ عدة شهور التطلعات الديمقراطية فى الشعوب العربية وإن فرنسا حريصة على مبادئ الديمقراطية وحقول الإنسان ولذلك عبرت عن دعمها لتلك التطلعات وذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد اليوم.
وأضاف جوبيه أن الأطراف المصرية التى تدير هذه التحركات أظهرت حسا رائعا مضيفا أن موقف المتظاهرين بالتحرير يحتذى به بلاده.
وأشار إلى أن مصر دولة لها تقاليد سياسية عريقة وتعود الآن لتكون مركز النهضة العربية حيث كانوا يقولون أن النظام فيما قبل متسلطا ولكنهم عادوا ليكونوا مركز النهضة.
وأضاف أن بلاده مستعدة لمساعدة مصر لرسم تلك النهضة الجدية للدول العربية، كما أوضح جوبيه انه التقى بالمشير حسين طنطاوى وسلمه رسالة من الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أكد فيها على ثقة فرنسا فى قيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة للمرحلة الحالية.
وتابع جوبيه أنه التقى حوالى 10 من ممثلى ائتلاف شباب الثورة الذين عبروا عن مطالبهم فى صورة مصر الجديدة التى يرجوها وعبروا عن مطالبهم أيضا فى المرحلة المقبلة.
وقال إنه التقى أيضا عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وأكد جوبيه انه لم ياتى فى تلك الزيارة باى نصائح أو وصفات معينة ليتم تصديقها ولكنه جاء للاستماع للآراء المختلفة وقال أن بلاده تبدى استعداد للتعاون فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية لأنها تدرك التحديات التى يجب على مصر مواجهتها فى المستقبل.
وقال إن بلاده كانت من أولى الدول التى شجعت رعاياها على العودة إلى السياحة فى مصر مؤكدا انه يتمنى لحركة السياحة فى مصر أن تنشط من جديد، مؤكدا أن الوكالة الفرنسية للتنمية على أتم استعداد لزيادة جهودها فى مصر.
وأضاف أن هذه الرحلة تعد هامة على الصعيد الدبلوماسى وأيضا على الصعيد الإنسانى لأن هذا التوقيت يشهد أهم التحولات بالمنطقة معربا عن أمنيات فرنسا بنجاح دول المنطقة فى تنفيذ تلك التغييرات.
وفيما يتعلق بإمكانية إلغاء الديون المصرية لفرنسا قال إنه يجب مناقشة هذا الأمر بشكل متعمق لما لذلك من تأثير على مصداقية مصر، فليس من الجيد ألا تدفع الدولة ديونها، مضيفا: "لا أعتقد أن مصر وصلت لمرحلة عدم قدرتها على الوفاء بديونها".
ومن ناحية أخرى أكد جوبيه أن ليبيا تعد مصدر القلق الرئيسى الآن نظرا للموقف العنيف والقسوة التى يستخدمها القذافى تجاه الشعب الليبى مؤكدا أنه فقد كل مصداقيته كزعيم ويجب عليه الرحيل.
وفيما يتعلق بإمكانية التدخل العسكرى فى ليبيا قال إنه من الصعب الآن تحديد الوضع الميدانى خاصة مع المواجهات والمواجهات المضادة التى تحدث على الأراضى الليبية، والآن فرنسا وشركاؤها لا يؤيدون التدخل العسكرى حاليا ولكن إذا تدهورت الأوضاع وأصبحت أكثر دموية يمكن أن نناقش إمكانية فرض حظر جوى على ليبيا.
وفيما يتعلق بالدور الذى يمكن أن تقوم به الإخوان المسلمين فى الفترة المقبلة قال لا أتدخل فى الشئون الداخلية للمصريين فهم من يحددون من يقوم بإدارة أمورهم ومن يكون له الكلمة الأخيرة وأضاف من جراء حوارى مع ائتلاف شباب الثورة والذى ضم ممثلين عن الإخوان قال أن الحوار كان جيدا جدا واظهر الطريقة التى تقدم بها الحركة نفسها وقال إن العديد منهم أعربوا عن رغبتهم فى تطبيق نظام اسلامى ديمقراطى.
وعن سبب زيارته للتحرير قال إنه أراد أن يذهب للميدان بنفسه لفهم الأحداث خاصة وأن شاشات التلفزيون كانت تنقل الصورة من أسابيع للعالم، مؤكدا أن بلاده ستدعم العملية الديمقراطية فى مصر من خلال وقوفها إلى جانب الشعب المصرى، وقال إن مالا يجب فعله ألا يحلوا محل المصريين فى تقرير مصيرهم