احتشد عشرات الآلاف من المصريين، اليوم الجمعة، في ميدان التحرير للاحتفال بسقوط حكومة أحمد شفيق، وتحية عصام شرف، رئيس الوزراء الجديد، والتشديد على استكمال بقية مطالب الثورة.
واستقبل الثوار شرف بالزغاريد وإطلاق الألعاب النارية والهتافات المؤيدة والمرحبة بوجوده وعائلته في ميدان التحرير منذ الشرارة الأولى للثورة.
وتدافع الثوار إلى رئيس الوزراء عند دخوله الميدان، وحاولوا حمله على الأعناق، وأحاط به عدد من رجال القوات المسلحة، وأبعدوه عن الميدان خوفا على حياته من التدافع الشديد.
وجمعت المنصة الرئيسية في ميدان التحرير الحكومة ممثلة في رئيسها، عصام شرف، وبين ممثلين من الثوار من كافة التيارات السياسية، وردد المتظاهرون شعارات تطالب بتحقيق بقية مطالب الثورة، وهتفوا «الشعب يريد إسقاط أمن الدولة».
ودعا الدكتور مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم، في خطبة الجمعة، إلى تعليق الاعتصام في ميدان التحرير مع الحفاظ على روح الثورة.
وأشاد شاهين بعصام شرف وقال له: نحن معك ما دمت ستنفذ مطالب الثورة، وإذا لم تنفذها فسيكون لنا شأن آخر. وعدد شاهين باقي مطالب الثورة المتمثلة في إقالة بقية المحافظين الذي عينهم مبارك وحل الحزب الوطني أو تجميده، والإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين.
وقال شاهين خلال الخطبة: لا فساد بعد اليوم ولا استبداد ولا رشوة ولا مبارك ولا عز ولا شريف ولا سرور، وتابع: «لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار». وانتقد شاهين من وصفهم بـ«القافزين على الثورة والمتمسحين فيها من أزلام النظام البائد»، ووجه خطابه لشيخ الأزهر قائلا: «نحن معك ووراءك، فأنت إمامنا وإمام المسلمين، على أن تعيد للأزهر دوره ومكانته». وقال للبابا شنودة: «نحن معك نؤيدك ونحمى كنائسك وندافع عن أموال إخواننا».
ودعا الشيخ شاهين موظفي الحكومة لأن يتنازلوا عن جزء من رواتبهم «على قدر استطاعة كل منهم، من أجل بناء مصر»، وطالب الحكومة بتوزيع استمارات على الموظفين لمعرفة المبالغ التي يمكنهم التبرع بها، ودعا رجال الأعمال الشرفاء إلى إنقاذ الاقتصاد المصري.
وبعد انتهاء الجمعة أقام المتظاهرون قداسا للإخوة المسيحيين، وفور انتهائهم منه جددوا هتافاتهم المعادية لأمن الدولة وقالوا بصوت واحد: «على وعلى الصوت، أمن الدولة لازم يموت». وشارك في مليونية التحرير خيرت الشاطر وحسن مالك، القياديان بجماعة الإخوان المسلمين، والذين تم الإفراج عنهما.
وقال الشاطر: هنيئا لكم استرداد الوطن والحرية وإسقاط الطاغية حسنى مبارك وعائلته، موجها التحية لجميع شهداء الثورة ولأهاليهم، وللجيش المصري «لتحمله وحده أعباء الثورة»، حسب قوله.
وطالب الشاطر الجيش بتحقيق المطالب الأخرى للثورة، فيما قال المستشار زكريا عبدالعزيز، الرئيس السابق لنادي قضاة مصر: «نحن متفائلون بالحكومة الجديدة برئاسة عصام شرف لمواقفه الوطنية المشرفة العديدة».
وقال عبدالعزيز لـ«الشروق»: «مطالبنا هي مطالب الثوار، وتشمل تشكيل مجلس رئاسي يتولى مع القوات المسلحة شئون البلاد وإعلان دستور مؤقت وتشكيل جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد، خلال فترة انتقالية لا تقل عن العام».
وطالب عبدالعزيز بتقويض جهاز أمن الدولة ليقتصر دوره على مكافحة الإرهاب وحماية الجبهة الداخلية، داعيا إلى عقد لقاءات متتابعة بين المسئولين والشعب. وقال عصام شرف لمئات الآلاف في ميدان التحرير: عندي لكم رسائل عديدة: أولا رسالة اعتذار بأنني لم أستطع أداء صلاة الجمعة في الميدان معكم. والرسالة الثانية من الشرطة العسكرية للاعتذار عن دفع غير مقصود للناس أثناء قدومي لمسرح الميدان، وأوجه التحية لدماء الشهداء والمصابين ولأهالي الضحايا، ولكل من ساهم في ثورتنا البيضاء.
وتابع شرف: جئتكم بعد تكليفي من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتشكيل الوزارة، ولأنني أحصل على شرعيتي منكم، فأنتم أصحاب الشرعية، وقد تكفلت بمهام ثقيلة تحتاج لصبر وعزم لكنى أستمد من ميدان التحرير المهام التي أحاول تحقيقها. وخلال كلمته، كانت الجماهير تهتف: «إحنا معاك إحنا معاك».