مرتضي منصور محامٍ شاطر ومقاتل شرس وشخصية مثيرة
دائماً للجدل.. رفع شعارا ضد الفساد منذ اعتلائه منصة القضاء التي تقدم
باستقالته منها اعتراضاً علي الضغوط التي مارسها بعض المسئولين ضده حتي يقبل
بتطبيق الفساد في عمله .
البعض تعجب من أن الرجل الذي وهب حياته للدفاع عن
الفساد والمفسدين لم يكن مناصرا للثورة البيضاء التي انطلقت تطالب بإسقاط النظام
السابق في 25 يناير وأنه تبني الدفاع عن هذا النظام رغم أنه كان أكثر المتضررين
منه وخرج في الفضائيات ليكيل الاتهامات ويطالب بفض الاعتصامات.
الحقيقة أنني عندما تحدثت مع المستشار مرتضي منصور
تجاوب معي في فك هذا اللغز من خلال التساؤلات التي عرضتها.
> ما
رؤيتك لما حدث في 25 يناير؟- من وجهة نظري أن ما حدث ليس ثورة ولا انتفاضة
وإنما هي غضبة من الله سبحانه وتعالي ضد الفاسدين والظالمين لأنه مهما كانت قوتك
ومهما كان تمسكك بمطالبك ومهما كان تنظيمك لا تستطيع في 18 يوما أن تفعل شيئا
وأن تسقط نظاما وهذا رأيي الذي أعلنه ولن أغيره لأنني كما قلت لن أركب الموجة،
فالله سبحانه وتعالي إذا أراد أن يهلك قرية أمر مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها
القول فدمرناها تدميرا ولكن للأسف البعض ينسي أو يتناسي ماجاء في كتاب الله العزيز
فالمدد يأتي من السماء وليس من الأرض وهذا ما حدث وهذا رأيي ولن أغيره.
> هل
مازلت تتمسك برأيك السابق بعد نجاح الثورة؟- لست ممن يركبون الموجة لست من المتحولين أو
المتلونين ودائما لا أعرف إلا الصدق مع النفس والصراحة ولكن هناك من يريد أن يشعل
النار ويصطاد في الماء العكر وهم معروفون وأنا رأيي كان صريحاً أن هناك من
الدخلاء الذين تسللوا إلي الشباب الشرفاء لركوب الموجة وهدم مصر وتحقيق مصالح
شخصية.
> ماذا
تقصد؟- أقصد أن هناك من يكره هذا البلد وحاول أن ينتقم
من الرئيس لصالح نفسه وأريد أن أسأل ماهو تاريخ الأخ البرادعي حتي ينصب نفسه زعيما
ويتحدث باسم الشعب المصري وهو عاش طول حياته خارج مصر وتاريخه معروف للجميع وهو من
أسقط العراق بتقاريره المزيفة وهو الذي لم يعش وسط الشعب المصري ليعرف مشاكله
وأشياء أخري كثيرة أفصحت عنها في أحاديث سابقة ويعرفها الجميع وهل نوال السعداوي هي
التي ستقود هذا الشباب وهل كل هذه الأشياء كان يجب أن أعترض عليها وأقول رأيي صراحة
لأنني لا أركب الموجة مثل الآخرين ولا يستطيع أحد أن يزايد علي حبي لمصر أو محاربتي
للفساد فأنا ألفت كتابين أولهما ضد الفساد والآخر "حضرات السادة الطغاة".
> ولكن
نزلت إلي ميدان التحرير يوم 25 يناير؟- نعم نزلت إلي الميدان مساء 25 يناير ومعي
نجلي أحمد وأمير لأن الموجودين كانوا مازالوا من الشرفاء قبل أن يندس إليهم من لهم
مصالح شخصية وللعلم فقد أصبت برصاصة مطاطية في جيبي حتي الآن والشاهد علي ذلك عمرو
أديب الذي أجريت معه مداخلة وقلت له إنهم يضربون النار علي المتظاهرين والمداخلة
مسجلة حيث قلت له بالنص "ولادنا بينضرب عليهم رصاص وبيموتوا في ميدان التحرير
فهؤلاء الشباب كنت خايف عليهم لأنهم مثل أولادي تماماً".
> إذن ما
الذي تغير؟- وجهة نظري أن الشباب عرضوا مطالبهم وكنت لا
أريد أن تحدث مجازر وتخرب البلد وتنقسم علي نفسها مادام مبارك قد استجاب وبدأ حركة
الإصلاح وتمت إقالة الوزارة وتولي اللواء أحمد شفيق المسئولية كنت أريد الاستقرار
وترك الفرصة للحكومة الجديدة حتي تعمل بعيداً عن البلطجة ومحاولات التخريب كنت
أريد استقرار البلد الذي نحن جميعاً يجب أن نكون أمناء عليه لابد أن تكون هناك
فرصة للحكومة الجديدة أن تعيد الأمن والأمان للشارع المصري بعد حالة الفوضي التي
حدثت، فالبيوت في حالة رعب والأطفال والنساء والشيوخ لايخرجون من بيوتهم هذا ما
أردته ولم يفهمه البعض فأنا مقتنع أن هناك فاسدين وفساداً وظلماً وهذا يتطلب
مواجهة حاسمة ورادعة من الحكومة الجديدة وكان يجب أن نساعدها بدلا من أن نمنح
الفرصة للكارهين والدخلاء أن يولعوا في مصر ويكفي مافعله نظيف وعز فقد قلت من قبل
إنهم خربوا البلد لمصالحهم الشخصية وأعود وأقول إنني قلت هذا الكلام وهم في عز
سلطتهم ولم أقله بعد سقوطهم وهو الفرق بيني وبين الذين خرجوا من الجحور بعد أن
ضمنوا أن هؤلاء ليسوا في السلطة فأين كانوا من قبل وهذا هو وجه الخلاف بيني وبينهم
وكان من المفروض أن يعي الشباب ذلك ويضعوا هؤلاء في القائمة السوداء لأنهم بصريح
العبارة ركبوا الموجة من أجل مصالح شخصية وانتقامية.
> وماذا
عن وجودك في ميدان مصطفي محمود وتوجيه انتقادات حادة للشباب؟- وجودي في ميدان مصطفي محمود بحكم أخلاقيات
القرية التي تربيت فيها وهي احترام الكبير وتبجيله هكذا علمني والدي يرحمه الله
وكنت أريد أن يخرج الرئيس من الحكم مكرما وينهي مدته بعد أن أعلن أنه لن يرشح نفسه
مرة أخري وبدأ حركة إصلاحات وفي نفس الوقت طالبت بمحاكمة المفسدين وأذكر البعض
أيضاً أنني أول من هاجمت رئيس الوزراء وزكريا عزمي وأحمد عز في أحد البرامج،
وكان هذا الثلاثي هم السبب في حبسي وتدبير مؤامرة دنيئة ضدي، الله أعلم أنني برىء
منها لأنني لم أر سيد نوفل رئيس مجلس الدولة ولم أقابله ولم أهينه ودعوت الله أن
يقتص لي وحدث.
> وكيف
تري كم المفسدين الذين تم القبض عليهم؟- رغم أنني ضدهم جميعا وأول من كشفهم من قبل
للرأي العام إلا أنني أتمني أن تتم محاكمتهم محاكمة عادلة لأنني شخصياً عانيت
كثيراً من عدم وجود محاكمة عادلة لي ولا أريد لغيري أن يعاني مثلي وأرفض لخصومي
المحاكمة الظالمة.
> وما
رأيك في كم البلاغات الذي تم تقديمه للنائب العام؟- أولا أحب أن أؤكد أن هناك كثيرين يعانون من
الظلم وأنا أقف بجانبهم وأساندهم ولكن علينا الآن أن ندرك أننا في مرحلة انتقالية
صعبة جدا وليست مرحلة انتقامية ولا مرحلة تصفية حسابات وعلي الجميع أن يدرك خطورة
ما نحن فيه لأن المطلوب أن يعود الأمن إلي الشارع المصري وهذا لن يتحقق إلا بالوجود
الفعلي للشرطة ففيها الكثير من الشرفاء وإذا كانت هناك فئة استعملت السلطة خطأ
فهناك منهم من يحب مصر ويجب مساعدة اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الذي أعاد شعار
الشرطة في خدمة الشعب وليست في خدمة النظام ولذلك يجب التغاضي مؤقتاً عن المطالب
الفئوية إلي وقت لاحق وترك الفتافيت الصغيرة في الوقت الحالي حتي يتفرغ النائب
العام لمحاسبة الحرامية الكبار.