مفجر الثورة الليبية: تأثرنا بالثوار المصريين.. وأطالب بمحاكمة «القذافى»
قال فتحى تربل، مفجر الثورة الليبية إنه اختار موعدا لتنظيم مظاهرة كبيرة
فى كل أنحاء ليبيا بحلول 17 فبراير الحالى، الذى يواكب الذكرى السنوية
الخامسة لمقتل وإصابة عشرات المحتجين على يد النظام الليبى، أمام السفارة
الإيطالية فى طرابلس فى 17 فبراير 2006، بعد إساءة أحد السياسيين
الإيطاليين للرسول، وأضاف أنه عندما اعتقلته السلطات الليبية فى 15 فبراير
2011، خرجت التظاهرات مبكرة يومين عن موعدها الأصلى، لتنتشر فى جميع أنحاء
ليبيا.
وأشار تربل إلى أنه كان محامى أهالى ضحايا سجن «بوسليم»، الذى شهد قتل
1200 سجين من سجنائه عام 1996 بمعرفة النظام، لتمردهم على إدارة السجن،
وقرر وأهالى الضحايا منذ 3 سنوات تنظيم مظاهرة أسبوعية للمطالبة بالعدالة
ومحاكمة القتلة، وهو ما رفضه النظام مكتفيا بتقديم تعويضات تبلغ 200 ألف
دينار ليبى، لذا أصر أهالى الضحايا على موقفهم رغم المضايقات والاعتقالات
التى لاحقتهم جميعا.
وأكد أن الثورتين التونسية والمصرية مهدتا لخروج الشعب الليبى إلى
الشارع، ورفض إطلاق وصف «مفجر الثورة» على نفسه، مؤكدا أن من فعلوا ذلك هم
أهالى ضحايا سجن بوسليم، وأنه ليس إلا معبرا عنهم، وأشار إلى أنهم اعتمدوا
على الإنترنت، وموقعى «فيس بوك» و«تويتر»، اللذين كانا سلاحا فعالا فى
الثورة، لكنه فرق فى الوقت نفسه بين الوضع فى ليبيا من جانب، ومصر وتونس من
جانب آخر، لأن ليبيا كانت تشهد نظاما قمعيا دون أى وجود لأحزاب أو حتى
مؤسسات دولة، فلم يكن هناك سوى القذافى وعائلته وأعوانه من جهة، والشعب
الليبى بأسره من جهة أخرى.
وفيما يتعلق بإمكانات نجاح الثورة فى تجاوز هذه المحنة، لتأسيس دولة
ليبية حديثة بالمعنى الحقيقى، أكد أن «النظام القمعى السابق منع ظهور
الكفاءات داخل ليبيا وأدى لهجرة بعضها للخارج، لذا فحين يعود المغتربون
وتظهر الكفاءات الداخلية سيتغير الوضع فى ليبيا بصورة جوهرية».
ورغم أنه تولى مسؤولية منسق شؤون الشباب والمجتمع المدنى فى ائتلاف ثورة
17 فبراير فإنه أكد لـ«المصرى اليوم» أنهم ليسوا وزراء فى حكومة جديدة، بل
مجرد ائتلاف لتسيير الوضع حتى تستقر الأمور، خاصة أن لييبيا لاتزال فى
مرحلة إسقاط النظام، وأشار إلى وجود مخططات للمرحلة المقبلة، الأولى: إنشاء
مجالس بلدية لإدارة الأمور حتى يتم إسقاط النظام نهائيا، والثانية: إقامة
حكومة تكنوقراط انتقالية لإدارة البلد فى مرحلة تأسيس نظام حديث، والثالثة:
إجراء انتخابات حقيقية لإقامة حكومة ممثلة للشعب، وأكد أن من يبنى ليبيا
ليس المجموعة الحالية بل أناس آخرون تماما، مشيرا إلى أن التعددية وضم جميع
الليبيين هو أساس تحركاتهم، لأن مرحلة الإقصاء ذهبت إلى غير رجعة.
وحول مخاوف البعض من انجرار ليبيا إلى حرب أهلية بين القبائل أو انقسام
البلاد إلى شرق وغرب وجنوب، أكد تربل أن الليبيين بأسرهم قبيلة واحدة، وكل
مدينة ليبية تشهد تعددا قبليا من جميع الأنحاء، مشيرا إلى أن انقسام ليبيا
لا يمكن أن يحدث.
وطالب تربل المجتمع الدولى بفرض حظر جوى على ليبيا، حتى لا يتمكن
القذافى من قتل شعبه بالطائرات العسكرية، وبالدفع لمحاكمته هو وأعوانه أمام
محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، حتى لا يستطيع
الهرب خارج ليبيا، ورفض مفجر الثورة أى تدخل عسكرى للناتو أو قوات أجنبية
داخل الأراضى الليبية، واعدا العالم بأسره بأن الأيام المقبلة ستشهد مولد
دولة حديثة تتعامل مع العالم باعتدال ورقى.