40 قتيلاً في تجدد الاشتباكات بين المتمردين وجيش جنوب السودان
قتل نحو 40 جندياً في اشتباكات عنيفة وقعت في جنوب السودان بين الجيش السوداني الجنوبي ومتمردين تابعين للجنرال جورج أتور.
وقالت ميليشيا منشقة عن جيش جنوب السودان اليوم، الأربعاء 2-3-2011، إن
مقاتلين من الميليشيا اشتبكوا مع الجيش للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع،
مما يؤجج المخاوف بخصوص استقرار الجنوب الغني بالنفط قبل استقلاله المفترض.
وقال جورج
أتور قائد المتمردين لـ"رويترز" إن نحو مئة شخص لقوا حتفهم في أحدث
اشتباكات يوم الأحد في ولاية جونقلي بالجنوب، حيث كان من المقرر أن تبدأ
شركة توتال الفرنسية النفطية العملاقة التنقيب هذا العام، ولم يتسن التأكد
من هذا الرقم من مصدر مستقل.
وأضاف أتور "هاجمونا في وقت مبكر من صباح يوم الأحد الماضي، واستطعنا إبعاد
قوات جيش جنوب السودان، وأخذنا عدداً كبيراً من الأسلحة، و تمكنا أيضاً من
قتل 86 جندياً وقتل 12 من زملائنا أثناء الاشتباكات". وأكد جيش جنوب
السودان حينها أيضاً أن قتالاً وقع، لكن لم يعلن عدد القتلى.
وألقت أعمال العنف بظلالها على الاحتفالات الحاشدة بعد أن صوت الجنوبيون
بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال عن الشمال في استفتاء في يناير/ كانون
الثاني الماضي.
وورد الاستفتاء في نص اتفاق السلام الموقع عام 2005 الذي أنهى حربا أهلية
استمرت عقودا مع الشمال وقتالا بين ميليشيات متناحرة في الجنوب.
وكان أتور عضوا بارزا في جيش الجنوبيين خلال الحرب الأهلية، وخاض
الانتخابات العام الماضي على منصب حاكم ولاية جونقلي لكنه لجأ للقتال عندما
خسر واتهم الحركة الشعبية لتحرير السودان بالتزوير.
وكانت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الشعبي المسيرية وقعت الأحد 27
فبراير/ شباط، خلفت 7 قتلى وجرح 4 آخرين من الجانبين بمنطقة ببحر العرب في
أبيي.
ونقل شهود عيان للمركز السوداني للخدمات الصحافية أن قوات الجيش الشعبي
هاجمت مناطق المسيرية في محاولة للاستيلاء على أبقار المسيرية، ما دفع
المسيرية للدفاع عن أنفسهم وماشيتهم، مؤكدين أن المعارك استمرت منذ ليلة
السبت الماضي.
وأكد نمر بابو نمر القيادي بالمسيرية وقوع الاشتباكات التي اعتبرها خرقاً
من الحركة الشعبية لاتفاق كادوقلي الأخير لوقف الاعتداءات، مبيناً أن
المسيرية ما زالت ملتزمة بمقررات كادوقلي.
فيما اتهمت الحركة الشعبية في أبيي قبيلة المسيرية بالهجوم على منطقة توداج
(13 كيلومتراً شمالي أبيي) أسفر عن مقتل 7 من قوات شرطة منطقة أبيي وجرح
آخرين، واعتبرت الحركة في بيان رسمي لها أن هذا الهجوم نسف اتفاقية كادوقلي
بين الإدارة الأهلية لدينكا نقوك والمسيرية.
وكانت قبيلتا المسيرية ودينكا نقوك قد وقّعتا اتفاقاً في منتصف يناير/
كانون الثاني الماضي لوقف الاقتتال بعد أن توصل الطرفان في مؤتمر الصُلح
الذي عقد بمدينة كادوقلي في ولاية جنوب كردفان، ألزام الطرفين بدفع الديات
التي حدثت خلال عام 2010 وتعويضات الأبقار المفقودة، كما حدد الاتفاق آلية
لتنفيذه، على أن يتم تنفيذ فتح المسارات بين الشمال والجنوب، وتأمين طريق
التواصل بين الشمال والجنوب عبر أبيي.