علامات استفهام كثيرة دارت حول عدم وجود محمد أبوتريكه نجم الأهلي ومنتخب مصر في
ميدان التحرير منذ اندلاع الثورة،وهذه الاستفهامات طرحناها علي أبوتريكة
لمعرفة الأسباب الحقيقية واختصنا نجم مصروالأهلي بهذا الحوار الذي فتح فيه قلبه
لـ"بوابة الوفد الإلكترونية" وتحدث عن الثورة ورأيه في أسباب نجاحها ونتائجها
ولماذا ذهب إلي ميدان التحرير متأخرًا أسبوعًا كاملاً عن بداية الثورة وكان
هذا هو نص الحوار.
> لماذا اختفيت تماماً عن الحضور إلي ميدان التحرير منذ اندلاع الثورة
البيضاء؟
- أنا لم أختفٍ، بل كنت أتابع أخبار الثورة أولاً بأول وكنت متفاعلاً
معهم جيداً ولأول مرة أشعر بأن الشهرة والنجومية تقيدني ولا أستطيع أن أتحرك
والحقيقة أنني أيدت الثوار من البداية في جميع مطالبهم وانتابني قلق وخوف من أن
أذهب هناك فأخطف منهم الأضواء، بصراحة كنت خايف أسرق منهم الثورة التي بذلوا فيها
الجهد والعرق وضحوا بأرواحهم من أجلها، بل إنني بكيت كثيرًا علي الشهداء الذين
سالت دماؤهم من أجل الحرية.. لقد كنت أجري اتصالات كل دقيقة بأصدقائي الموجودين
في ميدان التحرير وأشجعهم وأساندهم وأطالبهم أيضاً بالصمود.
> ولكن البعض قال إنك لم تبد رأيك والتزمت الصمت؟
- أنا لم أكن صامتاً ولم أكن متحولاً أو منافقًا بل كنت متفاعلاً مع
الجميع مقتنعاً تماماً بأن الشعب المصري يريد حرية.. يسعي لحياة كريمة..
يريد القضاء علي الفساد الذي ظهر واستشري في السنوات الأخيرة.. ولا تنسي أنا
واحد من الناس.. أنا من طبقة البسطاء ولم أولد وفي فمي ملعقة ذهب.. أنا مثل
جميع الشباب الثائر أتأثر بما يحدث في المجتمع.. أنا من الطبقة الكادحة ولا يمكن
بأي حال من الأحوال أن أكون في معزل عن الناس.
> إذن أنت ترفض من وصفوك بأنك كنت معزولاً عن الثورة؟
- طبعاً عمري ما كنت معزولاً عن المجتمع بالعكس أنا من سنوات أعيش مشاكل
الناس وأتعايش معهم، وأعرف الأزمات التي يعاني منها الغالبية من شعب مصر العظيم
وهؤلاء الشباب كان لديهم كل الحق في أن ينفجروا ليخرجوا ويعبروا عن مطالبهم وأعرف
أن حب الناس لي ليس لأني نجم كرة قدم مشهور، ولكن لأني أتفاعل معهم في مواقف صعبة
كثيرة أرفض أن أذكرها خوفاً من الرياء والمن علي الناس الذين أعتبرهم أخوة لي ولا
أتأخر عنهم إذا ما طلبوا مني أي مساعدة أستطيع أن أقدمها لهم، وأنا دائماً أؤمن
بأن الخير يجب أن يكون في السر وليس في العلانية حتي أبعد عن نفسي شبهة الرياء
والشهرة وربنا سبحانه وتعالي هو الأعلم بي وبقراري ورأيي في الثورة من البداية
ولكنني بصراحة مكنتش عايز أعمل ثورة جوة الثورة.
> ولكن ألا تري أنك تأخرت في ذهابك لدعم الثوار بميدان التحرير؟
- أعترف بأنني تأخرت وقد وجه الشباب لي عتاباً رقيقاً عندما نزلت إلي
ميدان التحرير لأصلي معهم صلاة الجمعة، ولكنني كما قلت لك نزولي كان سيخطف
الأضواء، واعتقدت أنه يمكن أن يلهي عن أشياء أخري أهم من وجودي ونزلت الميدان
وندمت أنني لم أتواجد من البداية.. بصراحة شاهدت شباباً شرفاء مثقفين لديهم فكر
راق وعال جداً وجميع طوائف الشعب يدا واحدة مسلماً ومسيحياً كلهم لديهم
مطالب مشروعة أؤمن بها مثلهم تماماً، بل لا أخفي سراً أنني قلت للبعض إن ثورة
التحرير تأخرت عدة سنوات، وكان يجب أن تكون من زمان لأن الناس تعاني فترة طويلة
ولا أحد يشعر بهم ولا أحد يسمعهم، هناك شباب يعاني البطالة وموظفون يتقاضون رواتب
لا تكفي معيشتهم وبسطاء لا يجدون لقمة العيش التي تكفيهم وآخرون يعيشون في
عشوائيات.. وكان يجب أن يخرج الجميع ليطالبوا بحقوقهم وكان نزولي إلي ميدان
التحرير عندما شعرت بأن الناس بدأ يصيبها الإحباط لتأخر الاستجابة لمطالبهم وقتها
وجدت نفسي أنطلق إلي هناك لرفع معنوياتهم.
> كيف تري ثورة 25 يناير؟
- أري أنها كانت قضية شعب وقضية وطن سلب من أصحابه الحقيقيين.. قلة تحصل علي
كل الخيرات وباقي الشعب يعيش علي الكفاف.. كان يجب أن تعود مصر كما كانت قوية
تقود الدول العربية.. تعود مصر أم الدنيا كما كانوا يطلقون عليها.. أقول لك
إنني الآن أفتخر بأنني مصري لأن شعبنا العظيم قام بثورة بيضاء وبطريقة متحضرة رغم
دماء الشهداء التي سالت والتي أتمني ألا تضيع هدراً ولابد من القصاص من الذين
ارتكبوا هذه الجرائم في حق الشعب المصري العظيم.
> ما مشاعرك عند نزولك إلي ميدان التحرير؟
- شعرت بأنني واحد من هذا الشعب وأنه لابد أن نضحي وننحني لهذا البلد الذى
وهبنا الكثير وشعرت بالحب الكبير لوطني وبحب الناس لي لأنهم يعرفون أنني حاسس بيهم
وبمشاعرهم ومعاناتهم أيضاً، وأنا لم أكن أحتاج إلي دليل لأثبت أنني مع الشعب ولست
ضده والحقيقة أنني كنت واثقاً أن الله سبحانه وتعالي سيجلب النصر للثوار وتتحقق
مطالبهم ضد الفساد والمفسدين الذين نهبوا خيرات هذا البلد، وكنت أدعو في صلواتي
للشعب بالنصر المبين.
> هل تخشي علي الثورة؟
- نعم أخشي عليها لأن المطلوب أن نحافظ علي نتائجها، المهم أن ننظر إلي
المكاسب كيف تستمر ونتمسك بالمطالب لاقتلاع جذور الفساد والعيش في حرية وإبداء
الرأي للصالح العام دون تخريب وديمقراطية حقيقية.. لازم نضع أيدينا في إيد بعض
للتطوير في جميع المجالات تعليم وصحة وثقافة.. لابد أن يعود الأمن والأمان للشارع
المصري لأنني تألمت كثيراً عندما خلت البلد من وجود الشرطة.. بصراحة كانت كارثة
أن تنسحب الشرطة وتترك البلد للبلطجية للنهب والسلب.. قلة ضمير.. لابد أن يشعر
الجميع بالمسئولية البلد بلدنا ويجب أن نحافظ عليها.. البلد محتاجة منا حاجات
كثيرة ولابد أن يكون هناك تكافل اجتماعي الذي ينادي به الإسلام الحقيقي.. القادر
يساعد المحتاج والقوي يساند الضعيف.
> البعض قال إن أبوتريكة رفع شعار مساندة غزة الفلسطينية ولم يعلن مساندته
للثورة؟
- كويس إنك سألتني هذا السؤال أولاً مساندة غزة فرض علينا فالوطن الكبير
هو جميع البلدان العربية ومصر جزء من هذا الوطن وليس عيباً أن يكون حلمنا هو
تحرير الوطن العربي من أي استعمار وليس عيباً أن يكون حلمي هو تحرير القدس
والمسجد الأقصي من العدوان الصهيوني الغاشم وأنا أعتبر نفسي جزءاً من هذه الأمة،
وكما قلت سأعيد وأكرر أنني تفاعلت مع الثورة في بلدي ولكنني لم أرد أن أسرق الثورة
من الشباب وتابعتهم لحظة بلحظة وعندما وجدت أنني يجب أن أتواجد لرفع معنوياتهم نزلت
إلي ميدان التحرير.
> ما أمنيات محمد أبوتريكة بعد هذه الثورة؟
- أمنياتي كأي مصري أن تعود بلدي قوية فتية لازم نخاف كلنا علي بعضنا البعض..
لازم نحافظ علي البلد.. لازم نرفع شعار إعادة البناء والتعمير ولابد أن يكون
البناء ليس للمساكن فقط، وإنما أيضاً للفكر حتي نعيش ديمقراطية واقعية.. نحن
خير جنود الأرض.. ولدينا قوة بشرية هائلة لو منحت الفرصة لحققت المعجزات.. لو
تركنا المصالح الشخصية ونظرنا للمصلحة العامة كل شيء هيتغير سنكون قوة كبيرة،
ستعود مصر إلي مكانتها علي المستوي العربي هي القدوة، كما كانت لأننا للأسف
الشديد في السنوات الأخيرة تخلينا عن دورنا فكانت هناك سلبيات وسلبية في كل شيء لا
نريد بيانات الشجب والاستنكار بل نريد أن نكون مؤثرين عربياً وقدوة للجميع.
> وهل تعتقد أن هذه الأمنيات يمكن أن تتحقق؟
- أنا متفائل جداً بأن مصر ستعود إلي مكانتها ووضعها الطبيعي بين الدول
العربية نتيجة ما شاهدناه جميعاً من شباب وشيوخ وفتيات وسيدات حب وحماس وروح وقوة
وبطولات أظهرتها هذه الثورة المجيدة، فقد تلاشت الطائفية ووجدنا المسيحي يحرس
المسلم عند الصلاة.. هذه الثورة أبرزت التسامح والإحساس بالمسئولية والأخلاقيات
ويكفي أن العالم كله بعد هذه الثورة أصبح يعمل حساباً لمصر بل لكل الشعوب
العربية.
> هل شاركت في مظاهرة ميدان مصطفي محمود؟
- أنا لست متحولاً ولا متلوناً أنا لم أشارك وكما قلت إنني أيدت الثورة من
البداية ومع ذلك لابد أن نحترم الرأي والرأي الآخر، حتي تكون لدينا ديمقراطية
حقيقية، وليست ديمقراطية سوداء تقوم بالتصنيف والتخوين.
> الحلم الكبير الذي يراود محمد أبوتريكة؟
- أحلم بأن شباب ثورة 25 يناير قادر علي تحرير القدس والمسجد الأقصي ومعه
جميع شباب الدول العربية لأن الثورة جعلت إسرائيل مرعوبة منا.