أحكم الثوار المناهضون للزعيم الليبي معمر القذافي قبضتهم على الأجزاء الشرقية من
البلاد، كما حققوا مكاسب جديدة في المدن والبلدات القريبة من العاصمة طرابلس. وقد
خرج المواطنون في هذه المدن للاحتفال بالنصر. يأتي ذلك في وقت تحدث فيه طبيب فرنسي
عاد لتوه من بنغازي عن أن المواجهات في هذه المدينة أسفرت عن أكثر من ألفي
قتيل.
وقال مراسلون من وكالة الصحافة الفرنسية إن المحتجين يسيطرون على
الطريق السريع الممتد على سواحل البحر المتوسط من الحدود المصرية حتى مدينة
طبرق.
ونقلت الوكالة عن سكان محليين قولهم إن المحتجين يسيطرون بالكامل على
المنطقة الممتدة من الحدود المصرية مرورا بمدينة طبرق وبنغازي حتى الأجدبية في أقصى
الغرب من السواحل الشرقية للبلاد.
وقد خرج المواطنون في مدينة بنغازي إلى
الشوارع للاحتفال بما سموه تحرير المدينة من أتباع القذافي والمرتزقة. كما خرجت
مظاهرات أخرى في درنة والمرج تدعو إلى إسقاط النظام في ليبيا.
وخرج المحتجون
بأعداد كبيرة إلى شوارع مدينة طبرق وهم يحملون لافتات كتبت عليها شعارات مثل "النفط
للغرب" و"حرروا ليبيا".
وأفادت تقارير واردة من البلدة بأن المحتجين أيضا
حملوا علم الملكية التي كانت قائمة في ليبيا قبل عهد القذافي على المباني العامة.
من جهة أخرى هجرت قاعدة عسكرية رئيسية تقع مباشرة خارج المدينة.
وأكد
المحتجون أنهم في طريقهم للسيطرة على مدينة أجدابيا التي تبعد نحو 800 كلم شرق
طرابلس، وأنهم اقتربوا من السيطرة على حقول النفط الرئيسة حول خليج سيدرا، مما جعل
سلطة القذافي تتركز حول طرابلس وفي أقصى الغرب وأجزاء من وسط
البلاد.
الأجزاء الغربية
بيد أن سيطرة القذافي بدأت تضعف في بعض المناطق.
وقال شهود عيان إن المحتجين أحكموا سيطرتهم على مدينة مصراتة القريبة من طرابلس،
التي ستكون المدينة الكبرى في الجزء الغربي من البلاد التي تقع في أيدي
المتظاهرين.
وقال المحتجون في مصراتة إنهم حققوا الانتصار بعد عدة أيام من
القتال مع القوات الموالية للقذافي في المدينة التي تبعد نحو 200 كلم شرق
طرابلس.
وسمعت أصوات أبواق السيارات ورفعت أعلام العهد الملكي التي ترمز
للاستقلال، تعبيرا عن احتفالات المواطنين بالنصر في هذه المدينة