أكد الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،
أنه لم يرَ الناشط وائل غنيم على المنصة في ميدان التحرير يوم الجمعة
الماضي.
ونفى وجود حراس لديه قيل إنهم منعوا غنيم من الصعود إلى
المنصة. وقال: "كان معي أولادي وليس لي حرس على الإطلاق، بل لقد طالبني كثير من
العلماء بأن يكون لي حرس، فقلت لهم: الله يحرسني".
وأضاف أحاط بي الشباب
وعملوا كردونًا حولي حتى لا يتم إيذائي وأنا في التحرير بسبب التدافع والزحام
الشديد، ولست أنا ممن نظم الاحتفال ولا مسؤولاً عمن يلقون الكلمات.
وقال
القرضاوي: كان يسعدني أن أرى وائل غنيم الذي أكبرته كثيرًا عندما خرج من المعتقل
وحيّاه الشباب كمفجر لثورة 25 يناير، فردّ بأن الشهداء هم الذين يستحقون
التحية.
وأضاف أنه أشاد به من قبل، متسائلاً: كيف أمنعه ولماذا؟.. إننا
ضيوف في الاحتفال، وقد جئت محتفلاً بالثورة، وجئت أحيي جميع الشهداء، لا أطمع في
مغنم ولا منصب، جئت مهنئاً وداعياً للخير فحسب، وليست لي أي مآرب في مصر ولا
أسعى لأي مناصب.
وكانت بعض وسائل الإعلام ذكرت أن حراس القرضاوي منعوا
وائل غنيم من الصعود إلى المنصة ما حمله على مغادرة ميدان التحرير غاضباً. كما شبّه
الكاتب المصري محمد حسنين هيكل عودته بعد نجاح الثورة بعودة الخميني عام 1979 إلى
إيران بعد نجاح ثورتها في الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي.
وأشار القرضاوي
إلى أن إلقائه لخطبة الجمعة "ليست إيذاناً ببدء دولة دينية، بل على النقيض من هذا
الكلام يأتي توجهي لإقامة دولة مدنية، لكن بمرجعية إسلامية، وهذا لا يعيب
دولتنا، فكثير من الدول اختارت الاشتراكية كمرجعية وأخرى اختارت القومية.. فأنا
ضد الدولة الدينية تماماً، فلسنا دولة مشايخ ولا ملالي".
ونفى أنه جاء
مصر مثل الخميني، قائلاً: الخميني كان صاحب ثورة، أما أنا فكنت مؤيداً للثورة
فقط.
عودتي إلى مصر غير مطروحة الآن.
وحول ما يُقال عن عودته بعد تغير
النظام، قال إنه لا يفكر الآن في العودة إلى مصر بشكل نهائي. متابعاً: مصر
ليست بعيدة عني ولم تكن بعيدة حتى في ظل أسوأ الظروف، لكني مرتبط بمشروعات علمية
كثيرة في الدوحة، وهذا الأمر غير مطروح الآن.
وأكد أن علاقته بتنظيم
الإخوان انتهت محليًّا وعالميًّاً، قائلاً: تركت الإخوان نهائياً، ورفضت
عروضاً كثيرة بأن أتولى منصب المرشد العام.
ومضى متحدثاً إلى جريدة
"الأهرام" المصرية، وفق ما أوردته، اليوم الاثنين: "إنني أتمنى أن أظل مرشداً للأمة
كلها وليس لجماعة من الجماعات".
ودعا إلى إعادة البناء والتوقف عن
الاحتجاجات الفئوية والصبر على تلك المشكلات حتى يستطيع الجيش أن يعبر بالبلاد هذه
المرحلة الحرجة.