القرضاوي وسط مليونية ميدان التحرير:
المصريون علموا الدنيا .. كيف تكون الثورات






أكد فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي ان المصريين جميعا مسلمين وأقباطا علموا
الدنيا كيف تكون الثورات وان الشباب الذي انتصر في ثورته لم ينتصر علي
مبارك فقط ولكنه انتصر علي الظلم والفساد والسرقة والأنانية وأقام حياة
جديدة لهذه الثورة.

أضاف في خطبة الجمعة أمام مليون شخص انتشروا في ميدان التحرير أمس في
الخطبة الماضية أقسمت ان هذه الثورة ستنتصر وان الله لن يخذلها لأن وعد
الله لا يكذب أبداً.. "قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا". ان
الباطل لا يمكن أن ينتصر أبدا لان الباطل ساعة ولكن الحق إلي يوم الساعة.

أكد ان الثورة كان لابد لها أن تنتصر وأن ينتصر أبناؤها المؤمنون علي
هذا الفرعون والطاغوت. مصر حينما آمنت قبل ذلك قالت للفرعون لن نؤثرك علي
ما جاءنا من البينات.

قال إن المصريين متعلمين وغير متعلمين وشباب وكبار ورجال ونساء
ومثقفين وغير مثقفين انصهروا جميعا في بوتقة واحدة من أجل مصر وتحريرها من
الظلم والطاغوت.

صبر الشعب


أضاف ان الشعب المصري صبر وضحي وأصر علي نزع الخوف من قلبه رغم ان
الفراعين كانوا يخوفون الناس ويبثون فيهم الرعب ولكن الناس حينما أرادوا
الحياة لم يبالوا لا بفرعون ولا هامان ولا أمن الدولة ولا الجمال والبغال
والحمير والقناصة والحجارة.

قدم الشيخ القرضاوي في خطبته لكل المصريين خاصة الشباب الذين أصروا
علي الاستمرار فحقق الله لهم النصر مشبها هؤلاء الشباب بالأنصار الذين
آثروا علي أنفسهم فلم يبالوا بحياتهم فداء لاخوانهم وبلدهم متمنيا أن يقبل
أيدي هؤلاء الشباب.

بناء مصر


طالب الشباب أن يحافظوا علي هذه الروح لأنها ستكون لها الدور الأهم في
بناء مصر الجديدة. اصبروا وحافظوا علي الثورة من المنافقين ولصوص الثورة
الذين يلبسون كل يوم لبسا جديدا ويتلونون للحصول علي منافع من ثورة لم
يشاركوا فيها.

قال الشيخ القرضاوي ان ما نهب من مصر خلال العقود الثلاثة الماضية
يصل إلي 3 تريليونات دولار وهذه الأموال إذا تم اعادتها أو اعادة نصفها أو
ربعها سوف تسدد ديون مصر وتجعل هذا الشعب يعيش في رغد ونماء.

أضاف ان مصر كانت دائما قبلة العلم والثقافة لكل العالم وستعود إن
شاء الله لمكانتها اللائقة مرة أخري ويكفي انها انتصرت علي الطائفية التي
صنعوها بأيديهم ووقف المسيحي بجوار المسلم جنبا إلي جنب.

أشار الشيخ القرضاوي إلي ان شابا مصريا مسيحيا جاءه وقال له إني شديد
الاعتزاز بك بل وأستمع إلي كل خطبك ولقاءاتك لانك تدعو لوحدة الأمة بدون
التفريق بين المسلمين والمسيحيين مؤكدا أنه يدعو المسلمين والمسيحيين في
هذا اليوم العظيم إلي السجود لله شكراً.

مساهمة رمزية وهامة


قال إن حفيدته أخبرته انها وزملاءها أثناء قيامهم بتنظيف ميدان
التحرير بعد الهجوم علي الشباب جاءهم قس وأعطاهم مائة جنيه مساهمة منه في
تنظيف الميدان فقاموا بشراء مكانس وأدوات نظافة بها مشيراً إلي ما كتبه
أحمد رجب من ان الثورة نجحت حينما شاهد فتاة مسيحية تصب الماء لشاب مسلم
يتوضأ.

دعا الشيخ القرضاوي شعب مصر بالتمسك بهذه الروح والوحدة حتي تنتهي الطائفية والاحتقان الذي كانوا يريدونه لمصر.


تحية لجيش مصر


حيا القرضاوي الجيش المصري مؤكدا انه درع الشعب وسنده وفخره مشيرا إلي
أن بعض الناس أشاروا إليه بعدم الاسراف في المديح لئلا يكون ضد الثورة وضد
الشعب ولكنه رفض لان الجيش المصري لن يكون أثقل من جيش تونس كما انه الجيش
الذي حارب من أجل فلسطين ثلاث حروب.

أضاف شعرت بالأمان حينما وقف الجيش حاميا لثورة الشعب المصري ومعلنا
ان التعبير السلمي من حق الشعب وانه متمسك بالحرية والديمقراطية وان
الدستور سوف يتم تغييره خلال عشرة أيام في ذلك تأكيد علي ان الجيش يشارك
المصريين مطالبهم ورغبتهم في التغيير.

طالب الشيخ القرضاوي الجيش أن يحرر الشعب المصري من الحكومة التي
شكلها مبارك فالشعب المصري يريد أن ينسي كل ما يمت بصلة لهذا الرئيس
وحكومته وعهده.

كما ان الشعب المصري يطالب الجيش بالافراج الفوري عن المعتقلين
السياسيين الذين ضمتهم السجون وعاشوا سنينا طوالا في المعتقلات بدون
محاكمات.

قال الشيخ القرضاوي موجها كلامه للشعب المصري ان الدنيا لم تخلق في
ساعة أو في يوم وإنما بناها الله في ستة أيام وكان الله يستطيع أن يبنيها
في لحظة بقوله كن فيكون ولكن الحكمة هنا تعلمنا الاناة والتروي وأن نصبر
حتي يتحقق المراد. أضاف: علي كل من اعتصم وتوقف أن يعود لعمله سريعا وأن
يعمل الجميع لبناء مصر.

قال موجها كلامه للأنظمة العربية لا تكابروا ولا تناطحوا المريخ فلن
تستطيعوا محاربة الاقدار ولن تؤخروا النهار. ان العالم العربي تغير
فحاولوا أن تتفهموا الشعوب وعليكم أن تحاوروها محاورة حقيقية بالعمل
والبناء الذي يقنع الشعوب.

وجه الشيخ القرضاوي كلامه للفلسطينيين متمنيا أن يعيد الله المسجد الأقصي وأن يخطب فيه الجمعة أمام المصلين آمنين غير خائفين.


طالب القوات المسلحة بفتح معبر رفح أمام المرضي والجرحي ونقل المواد
الغذائية لاخواننا في غزة مشيرا إلي انه لا ينبغي لمصر أن تقطع الطريق
أمام اخواننا المسلمين في فلسطين.