قالت المحكمة فى حيثيات حكمها الصادر اليوم، السبت، بإلغاء قرار لجنة شئون الأحزاب
السياسية فى عام 2009 بالاعتراض على تأسيس حزب الوسط الجديد، إنها انتهت إلى عدم
مشروعية هذا الاعتراض لخروج اللجنة عن الفهم الصحيح لأحكام الدستور والإدراك والوعى
لقانون الأحزاب السياسية.
وأضافت المحكمة أن الدستور والقانون يهدفان إلى
تشجيع أكبر عدد من المواطنين للمشاركة الإيجابية فى الشئون العامة، ومنها الشأن
السياسى، لذلك كان على لجنة شئون الأحزاب الأخذ بمعيار التيسير وليس التعسير، وعدم
التشدد أو فرض قيود على حرية تكوين الأحزاب السياسية، لإمكان استيعاب كافة التيارات
الموجود فى المجتمع المصرى والتى لا تجد فى الحزب الحاكم ولا الأحزاب السياسية
القائمة مكانها الطبيعى.
وأشارت المحكمة إلى أنها وجدت فى برنامج حزب الوسط
المعلن إضافة للحياة السياسية وفكرا قابلا للتطبيق، وهو الأمر الذى هدف إليه
الدستور من تقرير مبدأ تعدد الأحزاب وعدم تكبيل حق تكوينها، ومن ثم فما كان يجوز
للجنة شئون الأحزاب أن تكون حائلاً دون دخول الوسط ميدان السياسة، رغم أنه مستوفى
لشروط تأسيسية الشكلية والموضوعية.
ونوه المستشار مجدى العجاتى، نائب رئيس
مجلس الدولة المحكمة، إلى أن المحكمة لاحظت أن قانون الأحزاب السياسية القائم
اشتراط عدم انتماء أعضاء لجنة شئون الأحزاب السياسية الذين يتم اختيارهم من بين
الرؤساء السابقين للهيئات القضائية، ومن الشخصيات العامة إلى أى حزب سياسى، إلا أن
ذات القانون لم يشترط ذلك بالنسبة لرئيس اللجنة ولا بالنسبة لوزيرى العدل
والداخلية، الأمر الذى تجد معه المحكمة أنه لزاما على المشرع التدخل بتعديل تشريعى
يتضمن تشكيل اللجنة عند الرغبة فى استبقائها من أشخاص من غير المنتمين إلى أى حزب
من الأحزاب السياسية، حتى يتحقق حيادها التام ويتوارى انحيازها.
وحضر الجلسة
كلا من المهندس أبو العلا ماضى، وكيل مؤسسى حزب الوسط، والمحامى عصام سلطان، وجورج
إسحاق القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، وعشرات من الشباب المنضمين للحزب، وقبل
انعقاد الجلسة بدقائق طلبوا من هيئة المحكمة نزع صورة محمد الرئيس السابق من داخل
القاعة، وهو ما استجابت له المحكمة وأمرت برفعها، لتنطق حكمها وتنطلق بعدها
الهتافات بــ"الله أكبر وتحيا مصر" والتصفيق الحاد، ووجه سلطان شكره لهيئة المحكمة
قائلا: "ندين دائما لمجلس الدولة العظيم الذى له دور كبير لاستعادة الحرية والكرامة
للشعب المصرى بأحكامه، ولكم منا كل الإعزاز والتقدير، كما وجه الجميع تحيتهم لشهداء
ومصابى ثورة 25 يناير".
وفى بهو المجلس التف الجميع رافعين علامات النصر،
وقال المهندس أبو العلا ماضى: "حق إنشاء حزب الوسط الجديد كنا ننتظره منذ 15 عاماً
وها هو اليوم خرج الحزب إلى النور بعد حكم المحكمة الصادر بعد الثورة الشريفة
المباركة التى غيرت التاريخ، فقد هبت رياح الحرية والتغيير، وصدر الحكم بإلغاء قرار
لجنة شئون الأحزاب السياسية وسقطت الأقنعة والأحزاب الديكتاتورية وانتهى الفاسدون،
وأشار ماضى إلى أن حزب الوسط الجديد بعد ذلك الحكم سيكون أول حزب عقب الثورة وأحد
ثمراتها.
وقال عصام سلطان، نائب رئيس الحزب، أخيرا عاد حزب الوسط من جديد
طالما رفضنا العديد من المساومات، ولكننا لم نتراجع ولم نيأس ووجه كلامه للشباب
قائلا: "اليوم أيها الشباب العظيم نهدى لكم هذا الحزب، ويا شهداء ثورة 25 يناير نحن
نراكم الآن فى عليين فقد قال الله تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله
أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".
بينما قال جورج إسحاق، إن لجنة شئون
الأحزاب قد سقطت وسوف تقام الأحزاب القادمة فقط بمجرد الإخطار، ووجه التحية لكل
القائمين على الحزب الجديد وأكد على دعمه لهم.