مبارك لصحافي مصري: لم أصدر أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين
كشف مصدر التقى الرئيس المصري السابق حسني مبارك قبل لحظات من إلقائه
خطابه الأخير الخميس الماضي لصحيفة "الأهرام" اليوم الأربعاء 16-2-2011،
أنه كان على موعد مع الرئيس يوم الأربعاء الماضي وانتظره حتى الساعة
الحادية عشرة مساء في قصره بالعروبة، لكن الرئيس عاد من اجتماع مع
المسؤولين وهو مرهق بدرجة كبيرة ومجهد، وصعد مباشرة إلى حجرة نومه،
ولم يتمكن من مقابلته. وقال المصدر إن مبارك أكد أنه لم يصدر أوامر
بإطلاق النار على المتظاهرين.
الحديث الأخير
وقال
المصدر إنه ذهب للرئيس في اليوم التالي وانتظر حتى الساعة التاسعة مساء،
وعندما شاهدني الرئيس قال لي: "معليش على حضورك في مثل هذه الظروف
الصعبة.. الشارع مضطرب، ولكنك حضرت".
وأكمل المصدر لـ"الأهرام": كان يجلس مع الرئيس في هذه اللحظة نجلاه جمال
وعلاء، مشيراً إلى أنه قبل الأحداث كان الابن جمال لا يفارق الرئيس،
وفي كل مرة أجده، ولكن منذ بدء الثورة بدأ الابن علاء يلازم الرئيس
مبارك طوال الوقت ولا يفارقه، على عكس ما كان سائداً من قبل، وخلال هذه
الأيام كانت العائلة تنام معه.
وكشف المصدر عن الحوار الذي دار بينه وبين الرئيس, فقال: إن الرئيس
أكد لي أنه لم يعط أي تعليمات لرجال الشرطة بإطلاق الأعيرة النارية على
المتظاهرين, وفسّر ذلك بأن هناك من تدخل وأطلق النيران, وكان يخطط من
وراء هذا التصرف إلى إحداث أزمة كبرى وتوريطه في هذه الظروف المفاجئة.
وقال المصدر: إن الخطاب الأخير للرئيس مبارك كان يخطط من ورائه إلى
عملية جس نبض الشارع، ففي حالة قبول الأمر الواقع يستمر الرئيس في منصبه
دون صلاحيات, ولحين انتهاء الفترة الرئاسية, ولكن بدا على الرئيس أنه
غير مطمئن، ويتوقع في لحظة وأخرى حدوث الانهيار الكامل, وكان في لحظة
إنسانية صعبة للغاية.
مبارك نفى امتلاك ثروات طائلة
وعن
حجم ثروة الرئيس، التي تقدر وفق بعض المصادر بسبعة مليارات دولار، قال
المصدر: إن الرئيس مبارك سمع هذا الرقم، ووجه لي سؤالاً وهو: هل تعرف
حجم المليار دولار، فأجبته نعم إنه 1000 مليون دولار، فقال مبارك:
إنه رقم كبير وأنا لا أحتاج إلى هذه المبالغ، وكيف أصرفها. وذكر أن
الرئيس السابق قال له: إن الكفن ليس له جيوب، ولن يأخذ معه في الآخرة
منها شيئاً.
وقال: إن الرئيس مبارك كان يشعر بحالة من الضيق الشديد كونه وافق على
بعض السياسات لم يكن يريدها تحت ضغط من المجموعة التي كانت محيطة به،
ويعتقد أن هذه القرارات هي التي أدت إلى سقوطه بهذه الطريقة، وأن أسوأ
هذه السياسات النتائج التي أسفرت عنها انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.
وأضاف المصدر: إن الرئيس بالفعل توجّه إلى شرم الشيخ برفقة عائلته،
وهو لايزال موجوداً هناك، ولا يخطط إلى مغادرة مصر، حيث يتمنى أن يكمل
حياته فيها. وأكد أن نهاية حكم مبارك جاءت من فكرة التوريث التي كانت
تخطط لها الحاشية المستفيدة منه، وهذا أكثر شيء أثر في نفسيته وجعله في
وضع مأساوي, لكنه اعترف بأن الوقت الصحيح للتصحيح فات ولن يعود.
إيرادات جمال مبارك من "هيرمس"
إلى
ذلك، كشفت بيانات ونتائج أعمال المجموعة المالية "هيرمس" أن حصة جمال
مبارك نجل الرئيس المصري السابق في شركة "هيرمس للاستثمار المباشر"، بلغت
١٨٩.٤٥ مليون جنيه منذ ٢٠٠٧.
وأكدت أن المجموعة المقيدة بالبورصة تمتلك ٦٥% من شركة "هيرمس" للاستثمار
المباشر فيما يمتلك جمال مبارك ١٨% من أسهمها حسب ما نشرته صحيفة "المصري
اليوم" الأربعاء 16-2-2011.
ومن جهتها لم تعلن المجموعة عن اسم المالك الثالث الذى تبلغ حصته ١٧%،
خاصة أن شركة هيرمس للاستثمار المباشر مؤسسة بنظام المناطق الحرة، خارج
مصر وتستثمر بالداخل وتتعامل معاملة المستثمر الأجنبى، ولا توجد قاعدة
بيانات عن مثل هذه الشركات فى مصر.
وبحسب بيانات التسعة أشهر الأولى من العام الماضي ٢٠١٠، قُدر عائد شركة
هيرمس للاستثمار المباشر بنحو ١٣٣.٧ مليون جنيه عن حصتها، ما يؤكد أن حصة
جمال مبارك من الإيرادات تبلغ ٣٧ مليون جنيه، بخلاف أرباح لم تسجل عن
عملية تخارج من شركة استثمار "ciic"، تصل إلى ٢٢٢.٥ مليون جنيه، نصيب نجل
مبارك منها ٤٠.٠٥ مليون جنيه، وبذلك ترتفع إيراداته وأرباحه عن العام
الماضي إلى ٧٧.٥ مليون جنيه.
ومن جانب آخر بلغت إيرادات نجل الرئيس خلال الأعوام الثلاثة الماضية من
٢٠٠٧ حتى ٢٠٠٩ قرابة ١١٢.٣ مليون جنيه مصري لترتفع الإيرادات الإجمالية
وأرباحه إلى ١٨٩.٤٥ مليون جنيه منذ عام ٢٠٠٧ وحتى الآن، فيما يبلغ نصيب
هيرمس القابضة نحو ٦٨٤.٣ مليون جنيه مصري.
كما يسهم جمال مبارك في هيرمس للاستثمار المباشر منذ ١٩٩٧، التي تدير صناديق استثمارية بقيمة ٩١٩ مليون دولار.
وقالت "هيرمس" إن علاقتها بنجل الرئيس السابق تنحصر في ملكيته ١٨% في شركة
تابعة لها، وإيرادات الشركة لا تمثل أكثر من ٧% من إيرادات "هيرمس"
الإجمالية البالغة ١.٩ مليار جنيه مصري عن الأشهر التسعة الأولى من ٢٠١٠،
وأضافت أن أغلب عملاء الشركة عبارة عن صناديق خليجية، نافية أن جمال يملك
أي أموال مستثمرة فيها.