البحرين: قتيل واحد في "يوم الغضب" البحريني
أطلقت الشرطة في البحرين الغازات المسيلة للدموع والطلقات المطاطية لتفريق
تظاهرات انطلقت يوم الاثنين في قرى شيعية تطوق العاصمة المنامة في "يوم
غضب" مستلهم من الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر.
وقتل متظاهر واحد جراء اصابته بطلق ناري في ظهره، حسب ما اوردته وكالة
رويترز عن شهود عيان الذين اضافوا ان القتيل من قرية دايح وانه توفي في
المستشفى.
وحلقت طائرات هليكوبتر في سماء
العاصمة المنامة حيث كان من المتوقع ان يحتشد المتظاهرون وكثفت سيارات
الشرطة وجودها في الاحياء الشيعية لكن العاصمة ظلت هادئة طوال يوم
الاثنين. وقال شهود ان أكثر من 20 شخصا أصيبوا في الاشتباكات التي جرت
بالقرى الشيعية.
وحاول ملك البحرين حمد بن
عيسى ال خليفة نزع فتيل التوتر واعلن عن صرف ألف دينار بحريني لكل اسرة،
واشارت الحكومة الى انها ربما تفرج عن احداث اعتقلوا في حملة امنية في
العام الماضي.
وفي قرية ديراز فرقت قوات
الامن بالغاز المسيل للدموع مظاهرة شارك فيها مئة محتج شيعي واجهوا الشرطة
ورددوا هتافات تطالب بمزيد من الحقوق السياسية.
ونقلت
رويترز عن علي جاسم وهو صهر رجل الدين الشيعي الشيخ عيسى قاسم إن المحتجين
لا يريدون الاطاحة بالاسرة الحاكمة ولكن يريدون أن تسمع آراؤهم.
وقال
نشطاء من البحرين في بيان على موقع تويتر "ندعو جميع مواطني البحرين..
الرجال والنساء والفتيات والفتيان .. للمشاركة بشكل سلمي ومتحضر لضمان
الاستقرار ومستقبل واعد لنا ولاطفالنا."
ومضى
البيان للقول: "نود ان نؤكد ان 14 فبراير البداية فقط. ربما يكون الطريق
طويلا وربما تستمر التظاهرات لايام واسابيع ولكن اذا الشعب يوما اراد
الحياة فلابد ان يستجيب القدر."
ويقول محللون ان الاضطرابات واسعة النطاق في البحرين من شأنها أن تثير حماس الشيعة المهمشين في السعودية القريبة.
ويقول منظمو الاحتجاجات انهم يريدون الغاء الدستور البحريني والاستعاضة عنه بدستور جديد تضعه لجنة من الشيعة والسنة.
كما
يريدون أن ينتخب رئيس الوزراء بصورة مباشرة من الشعب ويطالبون بالافراج عن
"جميع السجناء السياسيين" واجراء تحقيق في مزاعم بالتعذيب.
وفي
قرية النويدرات قال شهود ان الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والطلقات
المطاطية لتفريق حشد يطالب بالافراج عن معتقلين من الشيعة واضافوا ان عشرة
اشخاص اصيبوا باصابات طفيفة.
واختلف المشهد
في المنامة حيث اطلق مساندو الحكومة ابواق السيارات ولوحوا باعلام البحرين
للاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لميثاق العمل الوطني الذي صدر عقب
اضطرابات في التسعينات ولا يزال كثير من الشيعة يعتقدون انهم لا يتمتعون
بنفوذ كاف في ادارة شؤون البلاد.
وقال شهود
ان مصادمات وقعت في ساعة متأخرة من مساء يوم الاحد بين الشرطة وسكان قرية
كرزكان التي تشهد مناوشات متكررة بين قوات الامن والشبان الشيعة. واسفرت
المصادمات عن اصابة محتج. وقالت الشرطة ان ثلاثة ضباط اصيبوا.
وفي
الاسبوع الماضي اعلنت البحرين انها ستنفق مبلغ 417 مليون دولار اضافي على
بنود اجتماعية من بينها دعم الغذاء متراجعة عن محاولات تهيئة المواطنين
لخفض الدعم.
ووجه المركز البحريني لحقوق
الإنسان رسالة مفتوحة إلى عاهل البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أكدت ضرورة
"تفادي السيناريو الأسوأ" من خلال إصلاحات واسعة النطاق تشمل حل الأجهزة
الأمنية ومقاضاة مسؤولين في الدولة لتورطهم في انتهاكات لحقوق الإنسان.
وطالبت
الرسالة بإطلاق سراح نحو 450 من النشطاء السياسيين ورجال الدين.وحث نبيل
راغب مدير المركز الملك حمد على" تفادي الأخطاء القاتلة المماثلة لما
ارتكب في تونس ومصر".
وتشير تقديرات إلى أن
الشيعة في البحرين يمثلون 70 % من السكان، وهم يشتكون دائما من تعرضهم
لتمييز منهجي من قبل النظام السني الحاكم.
وإضافة
إلى المساعدات المالية التي أقرت مؤخرا، بدأت الحكومة تحركات لرفع القيود
عن وسائل الإعلام من خلال مناقشات بين هيئة الرقابة على الإعلام وناشري
الصحف لوضع قواعد جديدة تخفف من قيود الدولهة على الإٌعلام
كانت السلطات قد شنت العام الماضي حملة ضد المعارضة الشيعية ما أدى إلى اندلاع اعمال شغب.
يذكر ان البحرين تضم مقر قيادة الأسطول الخامس الأمريكي ما يزيد من اهميتها الاستراتيجية لدى الولايات المتحدة.