اليمن: اشتباكات عنيفة في عدن وسقوط قتيل
وقد اندلعت اشتباكات عنيفة بالرشاشات والحجارة في حي المنصورة بعدن بين
قوات الأمن ومئات الشبان المتظاهرين، مما اسفر عن سقوط ثلاثة جرحى، حسب ما
افادت مصادر محلية وطبية وشهود عيان لوكالة أنباء فرانس برس.
وذكر شهود عيان أن اشتباكات عنيفة تدور في محيط مبنى السلطة المحلية في حي المنصورة.
وكان
مئات الشبان تجمعوا في ساحة الحي المذكور مطالبين برحيل الرئيس اليمني علي
عبدالله صالح ومحاربة الفساد، كما اقتحموا مبنى للسلطة المحلية وأحرقوا
أربع سيارات، فيما أصيب أحد المتظاهرين بجروح في اشتباكات مع الأمن.
وتجمع الشباب في موقف حافلات الرويشات وافترشوا الارض رافعين شعارات مثل "ارحل يا علي" و "لا فساد" و "لا خوف بعد اليوم".
وأطلقت قوات مكافحة الشغب أعيرة تحذيرية وغازات مسيلة للدموع فرد المتظاهرون برشقها بالحجارة ثم انسحب الأمن من الساحة.
وذكرت مصادر طبية أن اثنين من المتظاهرين أصيبا بجراح أحدهما إصابته خطيرة، وهما يتلقيان العلاج في مستشفى النقيب في عدن.
في صنعاء وفي صنعاء اصطدم مؤيدون للرئيس اليمني مسلحون بالهراوات والخناجر مع المتظاهرين ضد الحكومة .
ولم تتمكن قوات الشرطة من الفصل بين الطرفين حيث تجمع المتظاهرون في
جامعة صنعاء للمطالبة باستقالة الرئيس علي عبدالله صالح، فهاجمهم المئات
من مؤيدي الرئيس وأجبروهم على الفرار بعد أن اصيب أحد الطلاب بجراح، حسب
ما ذكرت وكالة أنباء رويترز.
وظهر بضع مئات
آخرين من الطلاب من حرم الجامعة في محاولة لاستئناف المظاهرة، وبدأوا بقذف
مؤيدي الرئيس بالحجارة بعد أن حاصرتهم الشرطة داخل الحرم الجامعي.
وقال الطالب مراد محمد "سنستمر في الاحتجاج حتى يسقط النظام".
يذكر أن 40 في المئة من الشعب اليمني يعيشون بأقل من دولارين في اليوم بينما يعاني ثلث السكان من سوء التغذية.
ويلاحظ
أن المشاركين في الموجة الأخيرة من الاحتجاجات اقل من الأعداد التي شاركت
قبل أسابيع والتي تقدر بالآلاف، ولكن الاحتجاجات الاخيرة اتسمت بالعفوية
والعنف.
ودفعت الاحتجاجات الأخيرة صالح الى التعهد بعدم الترشح لفترة رئاسية جديدة بعد انتهاء ولايته عام 2013.
ووافقت المعارضة على التفاوض مع صالح، ولكن الكثيرين من المحتجين الشباب يعبرون عن إحباطهم من ذلك.
وقال الطالب الجامعي مشعل سلطان من جامعة صنعاء "نريد التغيير كما في تونس ومصر".
ويقول المحللون إن هناك نقلة نوعية في الاحتجاجات لأنها أصبحت عفوية يسودها الشباب ولم تعد تنظم من قبل المعارضة.
ويتوقع
الكثيرون أن يكون أي تغيير في اليمن بطيئا ودمويا، وقال تيودور كارسيك
محلل الشؤون الأمنية في مؤسسة "انيجما" ومقرها دبي: "اليمن مسلح حتى
الأسنان، وقد يتدرج التصعيد الى العصي ثم الى قنابل المولوتوف ثم الى
استخدام الأسلحة النارية".
قلق وألغى صالح الأحد الماضي زيارة كانت مقررة للولايات المتحدة، مما يشير الى إحساسه المتزايد بالقلق بسبب الاحتجاجات.
وكانت وكالة أنباء سبأ قد ذكرت أن الرئيس سيفتح أبواب قصره للشعب حتى يصل اليه من لديهم شكاوى.
وفي
إشارة الى احتمال أن تكون المعارضة للنظام في ازدياد أصدر عبدالملك الحوثي
زعيم حركة المعارضة الشيعية الحوثية في الشمال بيانا أعرب فيه عن تشجيعه
للاحتجاجات.
ويرى المحللون أن حدة الاحتجاجات ستزداد وستكتسب زخما وتصبح أكثر تهديدا للنظام اذا انضم اليها انفصاليو الجنوب أو متمردو الشمال.