تزايدت مظاهرات رجال الشرطة ضد وزارة الداخلية في شتى أنحاء البلاد، مطالبين بتحسين
أجورهم ومحاسبة المسئولين عن قتل "شهداء الثورة". ففي الإسكندرية، نظم أمناء الشرطة
والمساعدين وجنود الصف بمديرية الأمن بسموحة مظاهرة حاشدة أمام مبنى
المديرية.
وأعلن المتظاهرون تضامنهم مع زملائهم الذين سقطوا شهداء أثناء مظاهرات
الغضب نتيجة لقرارات حبيب العادلي وزير الداخلية السابق ومساعديه الخاطئة.
وطالب
المتظاهرون بسرعة محاكمة قيادات الداخلية السابقة والتى أصدرت أوامرها بضرب
المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحى والمطاطى وتسببوا فى حالة
الانفلات الأمنى بالبلاد.
كما طالبوا بإلغاء الأحكام العسكرية الصادرة ضد
زملائهم وضرورة النظر فى قرارات نقلهم التعسفية وإعادة المفصولين عن العمل،
بالإضافة لإلغاء نظام محاكمتهم أمام المحاكم العسكرية ومحاكمتهم أمام المحاكم
المدنية باعتبار أن الشرطة هيئة مدنية نظامية لا تخضع لقانون الأحكام
العسكرية.
كما طالب الأمناء وجنود الصف والمساعدين بعلاجهم بمستشفيات الشرطة
أسوة بالضباط ومعالجة القصور فى الرواتب والحوافز وتحديد ساعات للعمل طبقا لقانون
العاملين بالدولة، بالإضافة لمحاسبتهم عن الأجور الإضافية التى تصرف فى حالات
الطوارئ.
وتوقعت مصادر أمنية انضمام عدد كبير من المحافظات المجاورة إلى أمناء
الشرطة والمساعدين وجنود الصف المتظاهرين والذين بلغ عددهم حتى أمس نحو 3 آلاف
متظاهر, وأرجع عدد كبير من المتظاهرين أسباب احتجاجهم إلى شعورهم بالظلم طوال
السنوات الماضية.
وفي الشرقية، أضرب نحو 150 من أمناء الشرطة أمام مديرية الأمن،
بسبب سوء معاملة الضباط. وأكد المضربون أن ضباط الشرطة طلبوا منهم ترك العمل يوم
الجمعة 28 يناير، التي عرفت بجمعة الغضب، لكنهم رفضوا.
وأضاف المضربون، أنهم سبق
أن تقدموا بالعديد من الشكاوي للقيادات الكبيرة للشكوي من سوء المعاملة ولكن دون
جدوى.
وفي الجيزة، نظم العشرات من أفراد الشرطة وقفة احتجاجية بميدان الجلاء
أمام قسم الدقى.
وطالب المحتجون بوضع كادر للترقى لرتب الضباط بعد الليسانس بدون
شروط, وإنشاء صندوق لأمناء الشرطة أسوة بالضباط، وتوفير الرعاية الصحية لهم ولأسرهم
بمستشفيات الشرطة وليس التأمين الصحي, وزيادة الأجور والحوافز, وإلغاء قانون
المحاكمات العسكرية المفروض عليهم.
وردد المتظاهرون هتافات "الشرطة والشعب إيد
واحدة"، "المظلومين أهم", "تحيا الثورة", كما رفعوا لافتات بمطالبهم وأخرى للتنديد
بسياسات حبيب العادلى وزير الداخلية السابق منها "الداخلية ليست حبيب
العادلى".
ورفض المتظاهرون أى حوار مع كمال الدالى مدير مباحث أمن الجيزة الذى
طلب منهم فض التظاهر لبحث مطالبهم, إلا أنهم أصروا على حضور الوزير لعرض مطالبهم
عليه, مرددين هتافات "مش هنمشى وجدى يجى".
وقال أحد المتظاهرين "وقفتنا هي
مصالحة للشعب الذى ينظر إلينا على أننا لسنا مصريين، ولذلك نقدم خالص التقدير لشباب
الثورة لأنهم حررونا أيضا من الظلم كما حرروا الشعب من الفساد".
وأضاف المتظاهر
"سياسات العادلى جعلتنا مكروهين من الشعب، لكننا لم نتمكن من مخالفة التعليمات، لأن
ذلك يعرضنا للمحاكمات العسكرية".
وكان عدد من ضباط وجنود الشرطة قد انضموا صباح
اليوم الأحد إلى الآلاف الذين توافدوا على ميدان التحرير للاحتفال بسقوط مبارك
ونجاح الثورة. وبثت قناة "الجزيرة" لقطات مباشرة للمحتفلين يحملون ضباط شرطة على
أكتافهم، فيما يلوح الضباط بعلم مصر.