قال المهندس حسب الله الكفراوي، وزير الإسكان والتعمير السابق، أن ما حدث في مصر كان متوقعاً لكل ذي بصيرة، موضحاًً أنه أبلغ الرئيس السابق حسني مبارك
عام 2005 بأن مصر على وشك الانفجار، فقال له: ''أطمأن البلد ممسوكة
كويس''، مشيراً إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده الحزب الوطني عقب الانتخابات
البرلمانية معلقاً: "أنظر إلى مدى غرور وفُجر كهنة النظام في هذا المؤتمر،
نسوا الله فأنساهم أنفسهم".
وأضاف الكفراوي، الذي تقدم باستقالته من الوزارة ثلاث مرات، أن هناك
"شلة" مكونة من 80 شخص، سيطرت على المحروسة، وتحتهم حوالي مليون شخص من
حملة المباخر وصغار المنتفعين، قائلاً: "كل هؤلاء أرصدتهم بالخارج
وطائرتهم بالمطارات على استعداد المغادرة حال خروج رائحتهم".
وأكد في حديثه مع برنامج "الحياة اليوم" أن الرئيس السابق مبارك قد
ابتلاه ربه بشخص صفوت الشريف صاحب التاريخ المعروف والمتسبب في جميع مشاكل
مصر من خلف الكواليس دون الظهور في الصورة، مضيفاً أنه عندما دخل في خلاف
معه، قيل له: "بلاش صفوت الشريف"، ليطوي بعدها الكفراوي أوراقه ويقدم
استقالته.
وحول باقي القائمة التي وصف أصحابها بـ"المبشرين بالجنة"، قال
الكفراوي أن المركز الثاني بهذه القائمة يحتله المهندس أحمد عز "الهلفوت"
على حد قول الكفراوي، والذي كان يعمل كـ"طبّال"، وتضم القائمة كذلك أنس
الفقي وزير الإعلام السابق، والذي كان يعمل كـ"رقّاص"، معلقاً: "هذه كانت
المؤهلات المطلوبة".
وأيضاً من "شلة الحرامية" على حد وصف الكفراوي، وزير الإسكان السابق
أحمد إبراهيم سليمان، والذي اضطر النظام لإقالته عندما زكمت رائحته أنف
المجتمع المصري، مضيفاً: "ولكن للأسف جاء الأكثر منه فساداً وهو أحمد
المغربي".
وعن وصف الرئيس السابق مبارك بـ"الرجل العنيد"، علق الكفراوي بأن
الشخص العنيد قليل الإدراك ضيق الأفق؛ لا حيلة له، مضيفاً أنه كان تجمعه
علاقة جيدة مع حسني مبارك على المستوى الإنساني، أما العلاقة بينهما
باعتبارهما رئيس ووزير كانت غير طيبة على الإطلاق.
وأكد حسب الله الكفراوي أن الأسماء التي تم تجميد أرصدتهم ومنعهم من
السفر بمثابة الدفعة الأولى من قائمة المبشرين بالجنة التي أزفت آزفتهم،
مقترحاً لهم عقوبة جديدة وهي "الضرب بالجزم القديمة حتى الموت".
وحول الدكتور زكريا عزمي، وصفه الكفراوي بالرجل الذكي صاحب الدور
الكبير، إلا أن ما يعيبه هو أنه قد أعطى أهمية كبيرة لـ"صفوت وعز وأهل
البيت"، مؤكداً أن عز كان مسنوداً بشدة ولذلك حاول عزمي تجنبه دائماً.
وقارن وزير الإسكان والتعمير السابق، بين موقف وزير الدفاع من ثورة
الغضب، وموقف وزير الداخلية، قائلاً: "الأول نزل طالب جنوده بالتعامل
الودود مع المتظاهرين، ونزل للشارع ببذلته العسكرية ليصافح المواطنين، أما
العادلي فأمر بإطلاق الرصاص المطاطي ثم الحي ثم سحب قواته على مستوى
الجمهورية وأمر بنشر البلطجية لترويع المصريين".
وتابع الكفراوي أن السيد مشير طنطاوي، رجل شريف لم يدخل بيته ملياً
حرام، ولكنه ينام بطمأنينة دون عذاب ضمير، أما حبيب العادلي فكون
المليارات الحرام، ولكنه لا ينام في هذه اللحظات، كما كثير التردد على
"التواليت" كباقي قائمة المبشرين بالجنة في هذه الأيام.
وحول وزارة الفريق أحمد شفيق، قال الكفراوي أنه يحترم شفيق ويتمنى له
التوفيق، متابعاً: "ربنا ينجده من الوزراء اللي معاه"، كما أوضح الكفراوي
أن قال لعمر سليمان وزير المخابرات ونائب رئيس الجمهورية، أن مصر تنهار،
مطالباً إياه بأن يتحرك ويتحمل مسؤليته الوطنية.
وفي مداخلة مع الرئيس السابق للبنك الأهلي، قال محمود عبد العزيز
مخاطباً الكفراوي: "أنت تعرف كل جرائم العصابة، وأنا أطالبك بأن تذهب معي
للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود، لنقدم بلاغات رسمية"، كما أقترح
عبد العزيز تشكيل لجان قضائية بجانب النائب العام موضحاً أن نيابات الشرق
الأوسط كلها لا تكفي لمحاكمة الفاسدين طيلة الأعوام الماضية.