عمر الأيوبى
تباينت ردود الأفعال فى الشارع
المصرى حول ثورة الشباب التى انطلقت يوم 25 يناير الماضى، وشاهدنا جميعا الانقسام
الحاد فى الأوساط السياسية والفنية والرياضية بين مؤيد لبقاء الرئيس محمد حسنى
مبارك ومعارض يريد رحيله الفورى عن منصبه، فخرج حسن شحاتة والجهاز الفنى للمنتخب
وبعض اللاعبين والتوأم حسام وإبراهيم حسن فى ميدان مصطفى محمود بالمهندسين يؤكدون
مساندة مبارك والمطالبة ببقائه.. وفى الاتجاه المعاكس، خرج نادر السيد حارس مرمى
مصر والأهلى السابق إلى ميدان التحرير يعلن مساندة المتظاهرين، مطالبا بإسقاط
النظام الحاكم ورحيل مبارك، كما ظهر اختلاف الآراء بين الفنانين أشرف زكى نقيب
الممثلين وشمس وسماح أنور وآخرين يؤيدون الرئيس مبارك، وفى المقابل سهير المرشدى،
خالد الصاوى، وعمرو واكد، وجيهان فاضل، وكثيرون معارضون للنظام الحاكم.
لكن
ما لفت نظرى هو الاختفاء الغريب لمحمد أبو تريكة نجم مصر والأهلى وعدم وضوح موقفه
من الأحداث الساخنة التى يعيشها المصريون من المظاهرات والاضطرابات رغم أنه النجم
الأول للجمهور المصرى والعربى، وله موقف سياسى عالمى سابق عندما أعلن تضامنه مع
الإخوة الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلى، وارتدى تى شيرت مكتوبا عليه "تعاطفا مع
غزة" بعد إحرازه هدفا فى مباراة السودان بأمم أفريقيا 2008 فى غانا ووقتها أصبح
بطلا قوميا ومعشوقا للعرب جميعا.
أبو تريكة معروف عنه المواقف الإنسانية
النبيلة مع غير القادرين والفقراء، ويحظى بالحب والاحترام من جماهير كل الأندية،
فكيف يختفى ولا يظهر موقفه الوطنى تجاه بلده ليعلن رأيه الواضح بالمساندة للمظاهرة
أو الرفض لها مثلما فعل الكثيرون، هل يخشى على شعبيته من التأثر وفقدان الآراء التى
لاتتفق مع رأيه أم هناك توجهات فكرية تؤثر عليه.
كل ذلك يدفعنا للتساؤل كيف
ظهر أبو تريكة يعلن تعاطفه مع الفلسطينيين ويختفى فى الأزمة الكبرى التى تعيشها
مصر.