إغلاق مصلى أهل السنة في طهران بالشمع الأحمر واعتقال إمامه
قتحمت قوات الأمن الإيرانية مصلى لأهل السنة في طهران وأغلقته بالشمع
الأحمر, واعتقلت "مولوي عبيدالله موسى زاده" الذي يؤم الناس فيه.
ونسب موقع "سني أون لاين" إلى مصادر قولها إن السلطات لا تسمح لأهل السنة
بإنشاء مساجد لهم في طهران رغم المساعي التي بذلها أهل السنة منذ انتصار
الثورة الإسلامية، وأنها أوعزت إلى قوات الأمن باقتحام المصلى الخاص بأهل
السنة الواقع في منطقة سعادت آباد في طهران، وختمته بالشمع الأحمر،
واعتقال إمام هذا المصلى وهو "مولوي عبيدالله موسى زاده".
وهدد
أفراد الأمن وأرهبوا المسؤولين عن مصليين آخرين لأهل السنة، في حين لا
يقوم أهل السنة في هذه المصليات إلا بتأدية فروضهم الدينية كالصلوات الخمس
وتدريس مبادئ الدين.
وذكر الموقع أيضاً: "أنه لمن المؤسف في الوقت الذي لا يمتلك أهل السنة في
العاصمة الإيرانية أي مسجد لكي يقيموا فيه صلواتهم الخمس، لا يتحمل
المسؤولون فيها وجود حتى مصليات لأهل السنة, بحيث تواجه هذه المصليات خطر
إغلاقها بالشمع الأحمر, وذلك خلافاً للقانون والشريعة الإسلامية، هذا في
الوقت الذي لا تتصرف الدول غير الإسلامية مع الأقليات المسلمة بمثل هذه
الطريقة".
وأضاف "إن الدول الإسلامية لا تتصرف مع أقلياتها الشيعية في بلدانها بهذا
الشكل، فكيف بالذين يرفعون شعار الوحدة والتقريب بين المسلمين، أن يوحدوا
المسلمين في الوقت الذي لا يتحملون وجود مذاهب أخرى بينهم".
وحذر الشيخ عبدالحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، مركز إقليم
سيستان بلوشستان، من ثورة شبيهة لما حصل في تونس وما يحدث في مصر، مشيراً
إلى ما سمّاه التضييق على أهل السنة في إيران.
وقال في خطبة الجمعة هذا الأسبوع إن الإنسان الذي وضعت فيه صفات وخصائل
حميدة وهو من أجمل المخلوقات وأحسنها، يوجد فيه نقائص وعيوب أيضاً، وعيوب
الإنسان كثيرة كما أن خصائله الحميدة كثيرة.
وأضاف أن الإنسان الذكي من يقوي الخصائل الحميدة وجوانب القوة فيه بإزالة
جوانب الضعف، ولكن إذا تقوّت جوانب الضعف يتسلط الشيطان عليه وعندئذ يهلك
هذا الإنسان.
وأشار الشيخ إلى ضرورة مراعاة حقوق أهل السنة والبحث عن جذور فقدان الأمن
في سيستان وبلوشستان قائلا: "أهل السنة في إيران يرجون أن تراعى حقوقهم
المذهبية والوطنية وتحافظ كرامتهم في إيران".
وأضاف "أقول لمسؤولي المحافظة إن الأزمات الأمنية في المحافظة ليست
أسبابها المذهب والدين. ابحثوا عن جذور هذه القضايا في الفقر والتمييز
الواسعة وعدم المساواة بين الأقوام والمذاهب الموجودة في هذه المحافظة.
ومضى يقول "فلو قمتم بالبحث عن أمور أخرى وذهبتم إلى البحث عن عنوان آخر
وتغافلتم عن جذور هذه الأحداث، فأنتم لا تستطيعون الوصول إلى الأمن، ولا
تستطيعون إيقاف هذه الأحداث التي أفقدت أمن المحافظة من التفجيرات
والهجمات. فالشخص الذي يشعر بالتمييز ويشعر بحرمان من حقوق المواطنة لن
يجد أمامه طريقاً إلا اللجوء إلى التطرف".
وأشار الشيخ مولوي عبدالحميد إلى الضغوط التي يريد البعض فرضها على أهل
السنة وسعيهم في حرمانهم من الحرية الدينية والمذهبية قائلاً "نواجه مرة
ضغوطاً على المدارس الدينية ومرة يمنع أهل السنة من إقامة الصلاة في المدن
ذات الغالبية الشيعية في البلاد، ويُقال لهم: "أنتم تصلّون اليوم وتصبحون
غداً إرهابيين".
وأضاف "هذه ضغوط تؤدي إلى الإرهاب والتطرف، ونحن دائماً نلوم الصهاينة
والأوربيين في مكافحتهم الإرهاب الذي نرى أنه وليد تصرفاتهم ودعمهم لمحتلي
القدس وفلسطين".
وختم "أهل السنة في إيران ملتزمون بسيادة أراضي الوطن ولا ينبغي لأحد أن
يسعى لحرمانهم من الحرية المذهبية، ونحن بعون الله تعالى لن نسكت عن هذه
المحاولات التي تهدف إلى حرماننا من حريتنا المذهبية".