وائل غنيم.. بكى.. فأبكى الملايين و"شحن" الثائرين
فيما دخلت "ثورة الغضب" في مصر أسبوعها الثالث، انطلقت مظاهرة
احتجاجية الثلاثاء، باتجاه المربع الحكومي المجاور لميدان التحرير في وسط
القاهرة، حيث مقري البرلمان ووزارة الداخلية، مدفوعة بشحنة "عاطفية" كبيرة
جراء المقابلة التلفزيونية التي أجريت مع الناشط السياسي والمدون وائل
غنيم، والتي بثتها قناة تلفزيونية مصرية، وأبكت الملايين ممن شاهدها.
فقد
أكد وائل غنيم، مدير التسويق الإقليمي لشركة غوغل، الذي احتجز طيلة 12
يوماً ولم يعرف مآل الثورة إلا في اليوم الأخير من احتجازه أنه لا يريد
رؤية شعار "الحزب الوطني" الحاكم في مصر، وذلك في المقابلة التلفزيونية
التي أجريت على قناة "دريم" مع الإعلامية منى الشاذلي.
وكشف غنيم خلال المقابلة أنه المسؤول عن صفحة "كلنا خالد سعيد" على الإنترنت.
وأبكى
غنيم الملايين خلال المقابلة التلفزيونية وأثار مشاعر هائلة لديهم عندما
بكى إثر معرفته بالضحايا الذين سقطوا منذ بداية "ثورة الغضب في مصر" وقطع
المقابلة بعد عرض لقطات لعدد من الضحايا من الشباب الذين سقوط يوم
الأربعاء الدامي، ووسط دموعه.
وقال غنيم، الذي اعتقل منذ
الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، قبل مغادرته: "أنا عايز
أقول كل أب وأم فقدوا ابنهم أنا اسف بس مش غلطتي.. دي غلطة كل واحد كان
ماسك في السلطة ومثبت فيها."
وخارج الاستوديو، قال غنيم:
"أنا مش بطل.. أنا مشكلتي أني حاسس بالذنب تجاه الشهداء وأني السبب في
وفاتهم لكنه مش ذنبنا"، وفقاً لما ذكرته صحيفة الدستور المصرية.
وكانت
شركة غوغل قد أكدت مساء الاثنين نبأ إطلاق وائل غنيم، الذي "اختفى" في
القاهرة قبل عشرة أيام، بعد مساهماته الكبيرة في حملات المعارضة وحشد
المشاركين في الاحتجاجات التي تشهدها القاهرة ضد نظام الرئيس حسني مبارك.
وجاء
الإعلان عبر رسالة على صفحة "تويتر" التابعة لـ"غوغل،" جاء فيها: "بارتياح
كبير.. جرى الإفراج عن وائل غنيم، نؤكد محبتنا له ولأفراد عائلته."
وقبل
ذلك بدقائق، جرى نشر تعليق على صفحة غنيم الخاصة على "تويتر" جاء فيه:
"الحرية هي نعمة تستحق الصراع لأجلها،" علماً أن صفحة غنيم ظلت دون تحديث
منذ اختفائه الغامض في 28 يناير/كانون الثاني الماضي.
وكان
غنيم قد عرض مجموعة من التعليقات تتناول الاحتجاجات في مصر، ويعتقد أنها
كانت سبباً في اعتقاله، إذ كتب في 26 يناير/كانون الثاني: "أنا متجه إلى
ساحة التحرير الآن للنوم في شوارع القاهرة، سأحاول الشعور بألم الملايين
من المصريين."
من ناحية ثانية، افادت باحثة في منظمة
هيومان رايتس ووتش أن عدد القتلى جراء الأحداث الأخيرة في مصر بلغ 302
قتيلاً، منهم 232 في القاهرة وحدها، و52 في الاسكندرية و18 في السويس، عدا
عن خمسة سبق أن قتلوا في السويس، لم يتم احتسابهم في التقارير.